أحمد محمد راجح -
اشتداد أوار الأزمة السياسية في بلدنا الحبيب جعل الناس متشائمين إذا ما نحت الأمور منحى آخر غير سوي، وهو ما لا يريده كل يمني ويمنية غيور على بلده، مما أدى الى أن تتجه أنظار الناس الى أهل العقد والحل سواء أكانوا في الموالاة أم المعارضة أم المستقلين لوضع الرؤى والحلول لما يمر به البلد اليوم، لأن الافضل تقديم الحلول اليوم قبل الغد، ذلك أنه كلما تأخرت الحلول كلما ازدادت الأوضاع تعقيداً واستغلت من قبل من لا يريد للبلد الأمن والاستقرار.. ولعل مبادرة الاخ الرئيس التي أطلقها في المؤتمر الوطني العام فاتحة خير فبموجبها يكون قد بدأ هو بنفسه بنقل السلطة بصورة سلسة إضافة الى غيرها من المبادرات.. ذلك أن إذكاء نار هذه الصراعات تنعكس بالضرورة على مختلف جوانب حياة الانسان اليمني على المستوى الآني، كما تنعكس على المستوى المستقبلي أو حتى ربما تتجاوز مستقبله ومستقبل أولاده من بعده وخاصة ما يتعلق بالجانب الاقتصادي.
إن تقديم الحلول والعمل على تطبيقها هي مصلحة وطنية للشعب اليمني دونما تفريق.. وتجنيب البلد المحن مسؤولية كل يمني ويمنية على امتداد تراب الوطن الغالي، ويضحك على نفسه من يظن أنه سينجو مما سيحدث - إذا قدر الله ذلك - ولذلك فإن على الجميع الآن الابتعاد عن تسجيل المواقف والابتزاز في ظل هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه البلد لأنه ابتزاز للوطن، وكما يعرف الجميع أنه لا أحد ينفع اليمن غير أبنائه الحريصين عليه وعلى وحدته وأمنه واستقراره.
وإذا كان ما يجري هو من خير ونتائج الوحدة المباركة التي جاءت بالتعددية السياسية والديمقراطية، فإنه يجب علينا ألا نسيئ الى هذا الحق واستخدامه بصورة سلبية تجعلنا لا نقدر قيمته.. وعلينا تغليب مصلحة البلد على أية مصلحة أخرى.