محمد الجرادي - آخر تقليعات المعارضة »أحزاب المشترك« جاءت في البحث عن ممارسة دور »الظل« بالتزامن مع التسريبات أو التوقعات بشأن تشكيل أو تعديل حكومي..
تصريحات قيادات في هذه الأحزاب على تناقضاتها.. جاءت هي الأخرى لتكشف جزءاً من الحقيقة التي تعيشها هذه القيادات وأحزابها.. من حالات الفراغ والمراوحة في نفس الخطاب المتعالي على حقائق الواقع، فهي بمحاولات تأكيدها على دور حكومة الظل تؤكد انتفاء ذلك في نفس الوقت، وإلاَّ ماذا يعني تصورها لهذا الدور خارج الأدوار القانونية والبرلمانية.. أو الأجهزة ذات العلاقة بالرقابة على الأداء الحكومي..
وفي تقديري ليست الحاجة إلى »حكومة ظل« إنما الحاجة إلى معارضة تقدم نفسها بديلاً حقيقياً من خلال برامج واقعية وعملية.. وأداء يتجاوز الرغبة الجامحة في اختزال الأدوار المفترضة في الافتعال أو الإدعاءات!
ويكفي أن نعلم عدم وجود أي دور يذكر لهذه الأحزاب داخل البرلمان، مع أن ذلك ممكن، ولطالما تمنينا ولو مرة حدث وتقدمت هذه الأحزاب عبر كتلها البرلمانية ببرنامج أو مشروع في قضية ما كنا سنقول أنها بدأت بالفعل تستوعب مسألة تقديم نفسها كبديل، لا كخصم يعلم إدانته لنفسه قبل إدانته للآخرين..
ولا أرى تحمساً كبيراً لدى قيادات المشترك في هذا الموضوع بقدر ما المسألة مناورة تحاول من خلالها طمأنة انزعاج كثير من قياداتها أو أعضائها في الداخل أو المحسوبين عليها في الخارج ومطالباتهم بإعادة النظر في كثير من أدائها خصوصاً بعد مرحلة الانتخابات الأخيرة الرئاسية والمحلية.
> إذ يبدو بوضوح تعثر هذه الأحزاب حتى الآن في الخروج بما يمكن اعتباره جديداً ومفاجئاً، بل وباعثاً على الأمل في أدوار مختلفة تنسجم واقعياً مع متطلبات القادم على كافة الصعد، لا التشبث بذات المشروخ من اسطوانة »الإصلاح السياسي وإصلاح الإدارة الانتخابية«! والخوض في اختلاق ما يحرض على التجاذبات السياسية والارتهان لها، على حساب حاجة الوطن والمواطن لإخلاص السلطة والمعارضة على حدٍ سواء.
|