علي عمر الصيعري -
< الاعتقاد السائد عند عتاولة «المشترك» المسيطر عليهم «حميد وشركاؤه» يقول: بأن الدفع باتجاه إيقاع ضحايا كثر من بين صفوف الشباب المعتصمين في الساحات، وعلى وجه الخصوص ساحة جامعة صنعاء، سيخدم مشروعهم الانقلابي للوصول الى سدة الحكم، وهذا وحده يثبت مدى الانحدار السلوكي في الاخلاقيات السياسية لدى هؤلاء «العتاولة» ولا أشد منه المتاجرة بأرواح ودماء الشباب والاطفال الأبرياء الذي يدفعون بهم الى الساحات وقوداً لتحقيق الاهداف.
وما أحداث الجمعة الدامية سوى شاهد من عشرات الشواهد الدالة على خساسة وخباثة ما خططوا له منذ ثلاثة أسابيع ثم أذنوا بتنفيذه في ساحة جامعة صنعاء بعد صلاة الجمعة الماضية، حين أوعزوا لمأجوريهم بإطلاق الرصاص على نوافذ وشرفات منازل المواطنين المطلة على الساحة والمجاورة لها مما ولّد ردود أفعال من قبلهم دفاعاً عن أنفسهم وعائلاتهم وبعد ثلاثة أسابيع من الصبر على استفزاز ومضايقات وإزعاج العناصر المندسة بين صفوف المعتصمين التي لم تكتفِ بتفتيش من يدخل أو يخرج من تلك المنازل بما فيهم النساء والعذارى، ناهيكم عن إحياء هذه العناصر لليالي الساهرة بمكبرات الصوت التي قضت مضاجع عباد الله الذين لا ذنب لهم سوى أنهم قطنوا منذ أمد تلك المساكن المطلة على هذه الساحات، كل هذا أدى بالمواطنين في تلك المساكن مع العناصر التي أطلقت النار على منازلهم، مما دفع برجال الأمن الى التدخل لفض الاشتباك، فأفضى الى سقوط عدد من الجانبين بين قتيل وجريح من المواطنين والمعتصمين وجنود الأمن الذين يحملون هراوتهم.
ومن يلق نظرة عابرة على التصريحات والتلميحات التي تبثها قناة الفتنة «سهيل» يلاحظ دون عناء يذكر - الهدف الخفي من مغزى هذه الشعارات والتصريحات التي ترددها «سهيل» على لسان الشباب المعتصمين من حيث لا يدرون بها، وعلى سبيل المثال وليس الحصر الشعار القائل: «إن الدماء هي غذاء الثورات»، وهذا وحده يكشف بالأدلة والبراهين الدامغة مخرجات «التكتيك الذي نفذه مأجورو المشترك، ظهر الجمعة الماضية، والهادف الى استعداء الشباب على الاخ الرئيس وإثارة الرأي العام ا لمحلي والعربي والدولي على النظام السياسي وحزبه الحاكم مؤتمرنا الشعبي العام ليتعاطفوا مع هؤلاء العتاولة المغامرين والمتاجرين بدماء وأرواح أبناء الشعب اليمني.
وكخطوة استباقية من قبل المغامرين في «المشترك» هدفوا من ورائها إفشال أي محاولات خارجية لرأب الصدع بين عقلائه وبين نظامنا السياسي، وأهمها عزم الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي على التقدم بمبادرة وساطة توافقية كان مقرراً طرحها يوم السبت الماضي 19 مارس الجاري، فجرت عناصرهم الارهابية أحداث الجمعة الدامية والمؤسفة.وحقناً للدماء وحفاظاً على أمن واستقرار المواطنين ومن منطلق مسؤولية القيادة السياسية في هذا الجانب، ووفقاً لما نص عليه وأوجبه دستورنا اليمني، أعلن مجلس الدفاع الوطني برئاسة الاخ رئيس الجمهورية فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوماً ابتداءً من مساء الجمعة الماضية 18 مارس الجاري وحظر بموجبها التجوال بالسلاح وقد لاقى هذا الاعلان ترحيباً واسعاً بين صفوف كافة المواطنين سيما في العاصمة صنعاء لما رأوا فيه حقناً للدماء، وفرصة للمعتصمين لمراجعة النفس، ووأداً للفتنة التي لعن الله من أيقظها وأنسل بجلده بعد إذكاء أوارها.
قال الشاعر:
قالوا القلوبُ تُجازي، قلت: وبحكم
هذا المحال، فكفوا لا تغروني
على الخبير سقطتم، ها أنا رجل
أحببت في الناس قوماً لم يحبوني
(ابن الرومي)