إقبال علي عبدالله -
< هناك سؤال مهم يبرز أمامنا ونحن نشاهد ما يجري في الشارع من أعمال فوضى وتخريب تجاوزت كل الحدود من قبل بعض الشباب أقل ما يمكننا وصفهم أنهم «ضحايا» لمؤامرة لا تستهدف النظام السياسي بل الوطن برمته وجره الى نفق مظلم.
السؤال هو من يقف خلف هؤلاء الشباب؟ من يمولهم ويدفعهم الى ارتكاب الحماقات كالتخريب وإحراق المنشآت الحكومية والخاصة وقطع الطرق وإقلاق السكينة العامة للمواطنين وإغلاق المدارس والمعاهد من خلال تهديد العاملين فيها بالضرب والاعتداء إذا فتحوا هذه الصروح التعليمية.. ناهيك عن الاعتداء المسلح على رجال الامن الذين يقومون بحماية ممتلكات المواطنين وأرواحهم مثلما حدث في صنعاء وعدن وتعز وبعض المدن الأخرى.. مما حول المشهد التظاهري الذي كفله الدستور ونظامنا الديمقراطي الى مشهد مأساوي لا يمت إلى عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا وديننا الاسلامي الحنيف بصلة.
إن تقرير اللجنة البرلمانية الخاصة بتقصي الحقائق لما شهدته محافظة عدن مؤخراً من أعمال شغب راح ضحيتها عدد من الشباب الابرياء المغرر بهم وجرح عدداً كبيراً من رجال الأمن- وهو التقرير الذي استمع اليه البرلمان قبل ظهر الاثنين الموافق الرابع عشر من مارس الجاري، قد وضع النقاط على الحروف وشخص المشكلة من كل جوانبها..
لا أعيد هنا ما جاء في التقرير الذي نشرته وأذاعته أجهزة الاعلام الحكومية وهو مهم جداً يتوجب على الحكومة والحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام قبل غيرهما التمعن فيه.. لقد بينت التحقيقات الامنية مع بعض هؤلاء الشباب المعتصمين وكذلك شهود عيان بأن هؤلاء الشباب ضحية الفقر والبطالة والتعبئة الخاطئة المستمرة والمكثفة من بعض أحزاب اللقاء المشترك التي أحسنت استغلال ظروفهم الاجتماعية والتعليمية ودفعت بهم الى مواجهة الدستور والنظام والقانون.. وقد أخبرني أحد شهود عيان وأقسم بأن ذلك حقيقة، ان مجموعة من الملتحين يمدون الشباب المعتصمين في عدن ببعض الاموال وشعارات يجب ترديدها عند تظاهرهم غير مدركين معانيها والاهداف الخبيثة من ورائها.. ولا نحمل هؤلاء الشباب الضحايا المسؤولية بل من هم خلفهم من بعض أحزاب المشترك التي عجزت عن المواجهة والحوار.