كتب / امين الوائلي - كشفت ردود الفعل الصادرة عن قيادات حزبية معارضة عن اضطراب واضح وتفاوت حاد في مواقف الأحزاب الفرقاء في اللقاء المشترك من المبادرة الجديدة التي أطلقها المؤتمر الشعبي العام بدعوة الأحزاب والتنظيمات السياسية إلى حوار من أجل برنامج توافقي مستقبلي.
وتباينت تعليقات وردود الأحزاب بين متحفظ ومتردد ومرحب على استحياء أو بشروط استباقية تفصل شكلاً ومضموناً محدداً سلفاً للحوار المزمع هي نفسها الشروط التي دأبت أحزاب المشترك وقيادات فيها خلال العام الماضي على ترديدها ورفعها في مواجهة دعوات الحوار ومبادرات المؤتمر السابقة في هذا الخصوص.
وظهر الفرقاء في حالة من التوهان والتراخي حيال الدعوة المؤتمرية إلى شراكة حوارية جادة وهي الدعوة التي أطلقتها اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في اجتماعها يوم الخميس الماضي وتكررت على لسان أكثر من واحد من قيادات التنظيم.. مصادر إعلامية أشارت إلى وقوع فرقاء المشترك تحت أثر الدعوة الجادة والمبادرة الجريئة التي باغتهم بها المؤتمر سيما وأنها جاءت في وقت كانت أحزاب المشترك بدأت التصعيد الإعلامي والسياسي وفتحت خطاب الملاسنة والتأزيم الإنفعالي محمد قحطان رئىس الدائرة السياسية لحزب الإصلاح وناطق المشترك رحب بحذر »بأي حوار بين الأحزاب السياسية« وراح يتحدث عن الحوار بالغمز من قناة السلطة والحكومة والضغط على عبارات حجرية مأثورة في قاموس المشترك من قبيل »المعاناة والضغوطات المعيشية« بما يفسر لديه الحوار بالمعنى التراشقي الذي يصور مبادرة المؤتمر الجديدة على أنها مجرد هروب أو إقرار بفشل ما.. وفي تصريحات أخرى لصحيفة رسمية عاد قحطان ليؤكد تعامل الإصلاح مع الدعوة »بمسئولية« لأنها »تستهدف التخلي عن أساليب العمل التي كانت تتم في الماضي« ولم يوضح ما إذا كان يقصد أساليب المشترك عموماً في العمل أم الإصلاح منفرداً!.
بدوره رئىس كتلة الاشتراكي اليمني في البرلمان محمد عبدالرحمن السقاف عضو المكتب السياسي للحزب نوه إلى حاجة اليمن »إلى تعزيز لغة الحوار بين فرقاء العمل السياسي.. يكون منطلقها ما تضمنه البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية..«.
وفيما حدد السقاف برنامج رئىس الجمهورية منطلقاً للحوار، اكتفى بيان مركزية الوحدوي الناصري بالدعوة إلى »إحترام مبدأ الحوار والشراكة« دون إشارة إلى موقف التنظيم من مبادرة المؤتمر.. هذا فيما ذهب محمد مسعد الرداعي الأمين المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري إلى القول بأن »المشترك في حال ذهابه للحوار سيتقدم ببرنامجه للإصلاح السياسي الذي أعلنه قبل أشهر«.. وهو ما فسره المراقبون تناقضاً حاداً مع تصريحات قيادات من أحزاب أخرى في المشترك لم تتطرق خلالها إلى هذه النقطة ولا اشترطت برنامج المشترك.. بل إن قيادات اشتراكية جعلت برنامج فخامة الرئىس علي عبدالله صالح هو المنطلق للحوار.. وخلا كلام الإصلاحيين من إشارة إلى هذه الجزئية.
وحتى الساعة عجز المشترك عن صياغة جملة موقفية مفيدة من الدعوة المؤتمرية للحوار ولايبدو أن هذه لديه من الأولويات في الفترة الحالية على الأقل.
|