موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


في الذكرى الـ"57" لطرد آخر جندي بريطاني..30 نوفمبر.. كابوس يُخيّم على المحتل ومرتزقته - سياسيون وصحفيون:التحركات العسكريةالأخيرةتهدف للتحكم بالممرات المائيةونهب خيرات اليمن - أكاديميون لـ"الميثاق": لـ30 من نوفمبر قدّم دروساً لكل الطامعين في أرض اليمن - فعالية خطابية في صنعاء بذكرى 30 نوفمبر - الوهباني: الـ30 من نوفمبر تاريخ كتبه اليمنيون بدمائهم - الراعي: شعبنا لا يُذعِن ولا يقبل بمن يدنّس أرضه أو يمس سيادته - 30 نوفمبر.. انتصار شعب - الشريف : تضحيات المناضلين أثمرت استقلالاً وطنياً ناجزاً في الـ 30 من نوفمبر - مجيديع: على القوى الوطنية تعزيز مواجهتها للاحتلال الجديد - الخطري: 30 نوفمبر محطة لتعزيز النضال ومواصلة الدرب لنيل الحرية والاستقلال -
تحقيقات
الثلاثاء, 30-يناير-2007
انطباعات‮ : ‬منصور‮ ‬الغدره
< مأرب الحضارة والتاريخ.. مأرب الغاز والخير.. من جبال مأرب شيدت اعرق الحضارات الانسانية على الاطلاق.. وعلى صحراء مأرب شقت سواقي وقنوات الانهار، حواجزها منعت تدفق وهدير السيول، وتفجر من عيون المياه العذب..
من‮ ‬رمال‮ ‬ارض‮ ‬مأرب‮ ‬وكثبان‮ ‬الربع‮ ‬الخالي‮ ‬خرجت‮ ‬الى‮ ‬الدنيا‮ ‬جنتان‮ ‬مثمرتان‮ ‬بكل‮ ‬ما‮ ‬اشتهته‮ ‬النفس‮ ‬واستلذته‮ ‬الألسن‮ ‬واستطابته‮ ‬العين‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬فاكهة‮ ‬وأبا‮..‬
من‮ ‬رحم‮ ‬ارض‮ ‬العربية‮ ‬السعيدة‮- ‬مأرب‮ ‬ولدت‮ ‬اول‮ ‬مرأة‮ ‬خلدتها‮ ‬الكتب‮ ‬والشرائع‮ ‬السماوية‮ ‬وعلى‮ ‬أرضها‮ ‬غرس‮ ‬انسان‮ ‬مأرب‮ ‬أطول‮ ‬بنيان‮ ‬عرش‮ ‬للحكم،‮ ‬كما‮ ‬اقيمت‮ ‬علىها‮ ‬معابد‮ ‬الصلوات‮ ‬للآلهة‮..‬
‮ ‬من‮ ‬مأرب‮ ‬كان‮ ‬اصل‮ ‬العرب،‮ ‬ومنها‮ ‬وعلى‮ ‬يدها‮ ‬تعلمت‮ ‬الانسانية‮ ‬قواعد‮ ‬شؤون‮ ‬الحكم،‮ ‬وعلى‮ ‬جدران‮ ‬معابدها‮ ‬دون‮ ‬الانسان‮ ‬اول‮ ‬تشريع‮ ‬دستوري،‮ ‬وعلى‮ ‬أرضها‮ ‬عرفت‮ ‬الانسانية‮ ‬لأول‮ ‬مرة‮ ‬قيام‮ ‬منبر‮ ‬الشورى‮.‬
ومنها- من مأرب- اشرقت شمس الديمقراطية، وفيها كان منطق الطير معلناً عن ميلاد اول رسالة في التاريخ كوسيلة جديدة وبليغة الخطاب بين الملوك والزعماء، فكان تاريخ ميلاد البريد وكان هو ميلاد المبعوث، وكان هو التاريخ كله، حينما حكمت المرأة لأول مرة رجالاً أولي قوة وألي‮ ‬بأسٍ‮ ‬شديد‮..‬
هذه هي مأرب قديماً وحديثاً، وعبر عصور التاريخ، ماضياً وحاضراً.. فكما كانت هي أرض الجنتين تتوقف الحياة على ما تمدهم به من ثمارها وانتاجها، وهي اليوم ماتزال كذلك تعطي من خيرات ارضها.. لكن مع اختلاف في أولويات احتياجات الانسان، وينتظر المواطن اليمني وصول ما جادت به ارض مأرب من خيرها عليه، لكن ليس من ظهرها وانما من خير باطنها- وسائل الطاقة- النفط والغاز، والاخير يتوقف عليه قدوم شعاع الضوء المنتظر اشراقه من صحراء مأرب الخير، مأرب التاريخ.. انه النور الذي يترقب المواطن اليمني وصوله اليه نهاية عامنا هذا، وهو التاريخ الذي يؤكد عليه القائمون على تنفيذ مشروع المحطة الغازية المأربية لتوليد الطاقة الكهربائية، إلاّ ان المواطن قد يشكك في تحقيق ذلك ولن يصدق إلاّ عندما تلسعه حرارة كهرباء رمال الربع الخالي والضوء المتدفق من حقل جنة صافر والاعلان عن غد آتي يضيئ ارجاء الوطن، ويعيد‮ ‬للمقولة‮ ‬التاريخية‮ »‬اليمن‮ ‬السعيد‮« ‬صحتها‮ ‬وسلامتها،‮ ‬بحيث‮ ‬يكون‮ ‬عنوان‮ ‬المستقبل‮ ‬لامكان‮ ‬فيه‮ ‬لانقطاع‮ ‬ولا‮ ‬انفصال‮ ‬الكهرباء‮.‬
مكونات‮ ‬في‮ ‬موجز
> ولكي يطمئن الجميع على أن مراحل تنفيذ المشروع تتم بخطوات متسارعة- المحطة الغازية لتوليد الكهرباء- لابد من توضيح ماتم تنفيذه من المشروع، والصعوبات او المشاكل التي يواجهها القائمون عليه، وكل ذلك وفقاً لانطباعات ميدانية دونتها وسجلتها في الزيارة الاستطلاعية ضمن الوفد الاعلامي المرافق للاخوين الدكتور علي محمد مجور وزير الكهرباء وعارف الزوكا محافظ مأرب والاخ عبدالمعطي الجنيد مدير المؤسسة العامة للكهرباء، وجميع المهندسين والمشرفين على المشروع الخميس الماضي.
وتكون البداية دائماً لمحة تعريفية عن المشروع- المحطة الغازية بقدرة »300« ميجاوات في منطقة صافر - مأرب وتنفيذ مشروع خطوط نقل بالجهد الفائق »400« كيلو فولت والمحطات التابعة لها كمرحلة اولى من المشروع المخطط له ان تصل الطاقة الانتاجية من الكهرباء الى »1200« ميجاوات‮ ‬في‮ ‬مرحلتيه‮ ‬الثانية‮ ‬والثالثة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬انشاء‮ ‬محطات‮ ‬غازية‮ ‬اضافية‮ ‬ومد‮ ‬انابيب‮ ‬الغاز‮ ‬من‮ ‬مأرب‮ ‬حتى‮ ‬ذمار‮.‬
لكن ما نتحدث عنه هنا هو المرحلة الاولى من هذا المشروع الاستراتيجي العملاق، والذي يهدف الى نقل الطاقة الكهربائية المولدة باستخدام الغاز الطبيعي لتغطية احتياجاتنا من الطاقة من محطة مأرب الغازية بقدرة اولية »300« ميجاوات وربطها بخطوط النقل 132 ك.ف الحالية ليتم‮ ‬من‮ ‬خلالها‮ ‬نقل‮ ‬الطاقة‮ ‬عبر‮ ‬المنظومة‮ ‬الكهربائية‮ ‬الى‮ ‬عموم‮ ‬المناطق‮ ‬والمدن‮ ‬المربوطة‮ ‬بالشبكة‮ ‬الموحدة‮.‬
> .. وإذا ما تطرقنا لمكونات المرحلة الاولى من المشروع والتي تبدأ بخطوط نقل الطاقة 400 كيلو فولت من المحطة التحويلية التي يجري انشاؤها حالياً في صافر بمأرب وتقطع تلك الطاقة مسافة 200 كيلومتر جواً لتصل الى محطة التحويل الموجودة في منطقة بني حشيش في صنعاء- وهذه الاخيرة تتولى بعد ذلك تغذية محطتي حزيز وذهبان بالطاقة عبر خطوط النقل 132 كيلوفولت المربوطة بمحطة حزيز- بني حشيش بطول 42 كيلومتراً، وخطوط النقل 132 كيلو فولت تصل محطة بني حشيش بمحطة ذهبان بطول »30« كيلومتر.. ويميز المشروع انه يتكون من اربع محطات تحويلية للطاقة‮ ‬وهي‮ ‬محطة‮ ‬تحويل‮ ‬مأرب‮ ‬بطاقة‮ ‬400‮ ‬ك‮.‬ف‮ ‬ومحطة‮ ‬تحويل‮ ‬بني‮ ‬حشيش‮ ‬400‮ ‬لكل‮ ‬132‮ ‬ك‮.‬ف‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬محطة‮ ‬التحويل‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬حزيز‮ ‬هي‮ ‬132‮ ‬ك‮.‬ف‮ ‬بينما‮ ‬محطة‮ ‬التحويل‮ ‬في‮ ‬منطقة‮ ‬ذهبان‮ ‬هي‮ ‬132‮ ‬ك‮.‬ف‮..‬
صعوبات‮ ‬وعراقيل
> في حين تصل التكلفة الاجمالية للمرحلة الاولى للمشروع إلى 105.763.514 دولاراً منها 59.934.174 دولاراً تكلفة خطوط النقل، 45.829.340دولاراً تكلفة انشاء محطات التحويل، وتولى تنفيذ المشروع شركتان الاولى شركة بارسيان الايرانية التي تقوم بتنفيذ محطات التحويل في حين الثانية هي شركة هوانداي الكورية التي تتولى تنفيذ خطوط النقل.. وحدد لانجاز المشروع في مرحلته الاولى 30 شهراً.. لكن اذا ما ظلت تلك الصعوبات والمشاكل التي يشكو منها القائمون على تنفيذ اعمال المشروع دون حل فانه دون شك ان هذه الفترة المحددة للانتهاء من انشاء المشروع وتشغيله لاتكفي مع بقاء تلك الصعوبات التي تبطئ من سير أعمال المشروع.. إلاَّ أن القائمين على أعمال التنفيذ يؤكدون في نفس الوقت انهم سينجزون العمل بالمشروع في شهر نوفمبر من هذا العام كأقصى موعد اذا ما استجدت صعوبات اخرى.. الغريب ان المشاكل التي يشكو منها هؤلاء لاتقتصر على الصعوبات الناتجة عن عوامل وتضاريس الطبيعة الجغرافية لمناطق تنفيذ المشروع وانما يقولون ان المشاكل التي تقلقهم هي من صناعة الانسان، والمواطن في مأرب وهي اكبر واعظم من صعوبات الطبيعة.. حيث انهم يشكون مما يسببه عبث انسان مأرب بمعدات واعمال المشروع التي يتم الانتهاء منها.. إذ يقولون انهم يواجهون معارضة من بعض المواطنين في مأرب لأعمال المشروع حيث يرفضون ان تمر ابراج المشروع في المناطق المحددة لها، واضافوا : ان الأعمال التخريبية تلك تعد بالكارثة التي لم يسبق لها ان حدثت في أي بلد ولايمكن لأي‮ ‬شخص‮ ‬لمجرد‮ ‬التفكير‮ ‬القيام‮ ‬بها‮ ‬ولا‮ ‬حتى‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬الحروب‮ ‬والتوترات‮..‬
سرقة‮ ‬البرج
> ويستدل هؤلاء على ذلك بما يعانون من مشاكل مع المواطنين خلال تنفيذهم للاعمال الانشائية لابراج المشروع، وصلت الى حد سرقة احد الابراج تحت جنح الظلام، والبرج المسروق هذا ليس بالشيء الهين ثمناً ووزناً وحجماً، بل تزداد صعوبة سرقته في ساعات قليلة من ظلام احدى الليالي الدامسة، خاصة اذا ماكان هذا البرج المسروق قد تم الانتهاء من تركيبه بصعوبة من قبل كتائب من المهندسين والخبراء والعمال الاجانب واليمنيين تدعمهم ارتال من المعدات والونشات والرافعات التي تولت رفع هذه الابراج الحديدية- الحاملة لأحمال الطاقة الكهربائية من مأرب الى صنعاء..خاصة عندما تكون تلك الابراج الحديدية قاعدتها مغروسة في باطن الارض بعمق 12 متراً وصبيات خرسانية واحجار ذات الاوتاد وعلى دائرة لايقل قطرها عن 15 متراً، وبارتفاع يبلغه البرج فوق سطح الارض 72 متراً، لايمكن لشخص او كتائب او فرق مخربة الوصول الى قمته‮ ‬وتفكيك‮ ‬ادواره‮ ‬الاربعة‮ ‬وليس‮ ‬من‮ ‬السهولة‮ ‬تفكيك‮ ‬صفائح‮ ‬البرج‮ ‬إلاّ‮ ‬باستخدام‮ ‬مختلف‮ ‬المعدات‮ ‬الثقيلة‮ ‬واللازمة‮ ‬لاجزاء‮ ‬برج‮ ‬مأرب‮.‬
لاشك ان جرأة هؤلاء واقدامهم على تفكيك برج مأرب وسرقته في وقت قياسي لايتعدى الساعات هو مايثير الدهشة والاستغراب عن الوسائل المستخدمة لذلك، وكل من قدر له سماع قصة سرقة هذا البرج، من افواه القائمين على المشروع- هناك في صحراء مأرب -سرعان ما يأخذه الانصات الى الاهتمام والتدقيق بكل تفاصيلها كونها مشوقة ومحزنة في نفس الوقت لانها تحدث من انسان مأرب وعلى أرض مأرب- ارض العربية السعيدة- واصبحت محل سخرية واشمئزاز واندهاش من قبل الخبراء الاجانب للشركة المنفذة، وهي تصنفها ضمن قصص الخيال السينمائي لم يسبق لأي شخص أن سمع بوقوعها‮ ‬في‮ ‬الواقع‮ ‬الحياتي‮ ‬ابداً‮.. ‬عدا‮ ‬ما‮ ‬يشاهد‮ ‬احياناً‮ ‬في‮ ‬افلام‮ ‬سينما‮ ‬هوليود‮..‬
تهديد‮ ‬الشركة‮ ‬بالانسحاب
هذه السرقة كانت سبباً كافياً للشركة المنفذة للمشروع إيقاف العمل واعلانها للمسئولين انسحابها من المشروع، ولولا تدخل المسئؤلين وامتصاص غضب خبراء الشركة والتهدئة لكانت الشركة نفذت تهديدها في الانسحاب وكانت محقة في حجتها لأنها تقول: انه لم يسبق وان حصل لها هذا‮ ‬الموقف‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬بلد‮ ‬ولامن‮ ‬قبل‮ ‬اي‮ ‬شخص‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬الأعمال‮ ‬التي‮ ‬نفذتها‮ ‬في‮ ‬اكثر‮ ‬من‮ ‬دولة‮.. ‬
بعد‮ ‬التهدئة‮ ‬التي‮ ‬خاض‮ ‬فيها‮ ‬كل‮ ‬من‮ ‬له‮ ‬علاقة‮ ‬ومن‮ ‬ليس‮ ‬له‮ ‬علاقة،‮ ‬فالجميع‮ ‬ذهب‮ ‬الى‮ ‬مسئولي‮ ‬الشركة‮ ‬الذين‮ ‬لايطمئنون‮ ‬على‮ ‬ابراج‮ ‬المشروع‮ ‬من‮ ‬عدم‮ ‬تعرضها‮ ‬لتخريب‮ ‬وسرقة‮ ‬مرة‮ ‬أخرى‮..‬
في الاخير عادت الشركة الى مواصلة العمل.. لكن البرج المسروق لم يعد الى قاعدته حتى اللحظة، ودونت جريمة البرج المجني عليه في سجلات امن مأرب والمنطقة العسكرية الوسطى ضد مجهول بعد ان توصلت التحريات الى طريق مسدود ولم تصل الى من قام بعملية السرقة، واستكفت برفع البصمات من موقع البرج المسروق دون استطاعة فريق التحريات دعوة اي شخص يشكون به لأخذ بصماته لمطابقتها مع تلك البصمات.. وهات لك كم من بصمات يمكن رفعها من موقع مسروق لكن مطابقتها ببصمات اي شخص تعد من الاشياء المستحيلة خاصة في بيئة اجتماعية كمأرب ليس من السهل دعوة‮ ‬قبيلي‮ ‬في‮ ‬مأرب‮ ‬لأخذ‮ ‬بصماته‮ ‬ومطابقتها‮ ‬بما‮ ‬وجدوه‮ ‬كآثار‮ ‬وبقايا‮ ‬لبرج‮ ‬مأرب‮ ‬المسروق‮..‬
تلحيم‮ ‬البرج‮.. ‬ضماناً‮ ‬آخير
وحيال سرقة كهذه لم يجد المسئولون شيئاً يطمئنون به الشركة المنفذة في مواصلة عملها إلاّ القيام باتخاذ مجموعة من الاجراءات الاحترازية الاضافية المتمثلة في زيادة وتكثيف اعداد افراد الحرسة بقوام ثلاثة ألوية عسكرية ينتشرون على طول خط الاعمال الممتدة من منطقة بني‮ ‬حشيش‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬وحتى‮ ‬منطقة‮ ‬صافر‮ ‬في‮ ‬مأرب،‮ ‬افراد‮ ‬ثلاثة‮ ‬الوية‮ ‬ومعهم‮ ‬بعض‮ ‬العاملين‮ ‬في‮ ‬المشروع‮ ‬يقومون‮ ‬بحراسة‮ ‬493‮ ‬برجاً‮ ‬سيتم‮ ‬انشاؤها‮ ‬على‮ ‬مسافة‮ ‬200‮ ‬كيلو‮ ‬متر‮ ‬تم‮ ‬حتى‮ ‬الآن‮ ‬غرس‮ ‬حوالي‮ ‬275‮ ‬برجاً‮..‬
وأما الاجراء الاحترازي الثاني هو اتباع خطة اضافية جديدة في تلحيم صفائح حديد البرج الى جانب مفاتيح »ابوال« ربط صفائح البرج والتي يشكل عددها وثقلها وسمكها في البرج الواحد بعصبة مفاتيح قارون، بل ولم يتوقف المعنيون عند ذلك وانما ذهبوا الى التفكير باتخاذ ضمانات وسلامات أكثر تمنع تعرضها للتهديد او السرقة في المستقبل حال نقل الطاقة الكهربائية وعودة افراد جيش الحراسة الى ثكناتهم، حيث اقترح احدهم ان يتم ايصال الابراج وربطها بسلك يحمل التيار الكهربائي حتي يتمكن من القاء القبض على أي شخص يحاول الاقتراب من البرج للاضرار‮ ‬به‮ ‬او‮ ‬سرقته،‮ ‬وهي‮ ‬فكرة‮ ‬حسنة‮ ‬وايجابية‮ ‬الى‮ ‬حد‮ ‬ما،‮ ‬خاصة‮ ‬وانت‮ ‬في‮ ‬مأرب‮..‬
وجميع‮ ‬من‮ ‬فيها‮ ‬وخارجها‮ ‬يعيشون‮ ‬على‮ ‬الكهرباء‮ ‬والضوء‮ ‬الذي‮ ‬يأتيهم‮ ‬من‮ ‬مأرب‮.. ‬هذه‮ ‬مشكلة‮..‬
واما الثانية اعتراضات بعض المواطنين في مأرب على مرور الابراج في اراضيهم او بالقرب منها.. دون ان يحصل على شيء الى جانب ماسيحصل عليه من طاقة كهربائية تنير ظلامه الدامس وتخرجه الى النور.. ومفردات قانون المصلحة العامة للأسف محذوف من المقرر المدرسي والاجتماعي ومن ثقافة المجتمع في مأرب مع ان الخطة قد خصصت لمحافظة مأرب »35« ميجاوات من الطاقة الكهربائية التي سينتجها مشروع المحطة الغازية بالاضافة الى تسليم بعض مكونات المشروع الى مقاولين من مأرب، وتشغيل كثير من ابناء المحافظة في المشروع ما بين حارس وعامل وسائق.. الخ‮.‬
لكن كل هذا يبدو انه لم يشفع للمشروع المرور بسلام، وهذا ماحذر منه الاخ محمد بن نهيان- أحد وجهاء المحافظة.. والذي كان يخاطب المسئول الامني للمشروع بأن جماعة آل فلان يحلفون أيماناً مغلَّظة ألا يدعوا برجاً يُقام او يمر.. وانه بحاجة الى المساعدة والذهاب معه إليهم‮ ‬لمصالحتهم‮ ‬والاّ‮ ‬حسب‮ ‬قوله‮ ‬مش‮ ‬مسئول‮ ‬ولا‮ ‬دخل‮ ‬له‮ .. ‬اللهم‮ ‬بلغت‮ ‬اللهم‮ ‬بلغت‮.‬
‮ ‬لذلك‮ ‬يصعب‮ ‬على‮ ‬المرء‮ ‬الجمع‮ ‬بين‮ ‬المتناقضين‮ ‬بين‮ ‬انسان‮ ‬مارب‮ ‬قديماً‮ ‬والذي‮ ‬صنع‮ ‬اعظم‮ ‬حضارة‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮ ‬وبين‮ ‬انسان‮ ‬مارب‮ ‬حاضراً‮ ‬يتصرف‮ ‬هكذا‮..!‬
تلك كانت مشاكل للأسف يفتعلها البعض من أسلاف من صنعوا أعظم حضارة في التاريخ، وتعمل هذه المشاكل على تأخير سير عمل المشروع ما قد يؤدي إلى عدم انجازه في التاريخ والموعد المحدد له.. شهر نوفمبر.
عصافير‮ ‬بقبعات‮ ‬بيضاء
وما الصعوبات الناتجة لوعورة التضاريس والطبيعة الجغرافية، فإنها حسب المهندسين يمكن التغلب عليها.. وعلى الرغم من ان انشاء ابراج خطوط نقل الطاقة تشكل صعوبة امام المهندسين نظراً لوعورة المناطق التي تمر فيها الابراج سواء في الهضاب والجبال او السهول والصحراء- حيث انه بعد ان يتم اختيار موقع اقامة البرج يتطلب الامر عملية شق وتعبيد الطريق لوصول المعدات بمختلف انواعها لتتم بعد ذلك عملية الحفر بعمق 12 متراً في باطن الجبال لغرس قواعد البرج والصب الخرساني عليها، لتأتي بعدها عملية التركيب للصفائح الحديدية وشدها اولاً في الارض ثم تأتي الونشات- رافعتين لرفع الجزء الاول من البرج وتنصيبه ليتولى المهندسون والعاملون عملية تركيبه في القاعدة- وتلحيمها- وهكذا في الاجزاء الثلاثة الباقية من البرج والتي اجمالاً تشكّل ارتفاع البرج من فوق سطح الارض بطول يتراوح مابين 55 - 72 متراً بحسب طبيعة المنطقة والحاجة.. واما عائق الصحراء يتمثل في الكثبان الرملية التي يتطلب التخلص منها اولاً واستبدال مكانها تربة متماسكة يتم احضارها من مكان آخر.. ومع كل هذا يقول القائمون على الأعمال الانشائية من مهندسين وعمال ومشرفين ان مرحلة تركيب الابراج وتمديد الخطوط والاعمال سيتم الانتهاء منها قبل تاريخ انتهاء العمل في المحطة الغازية الرئيسية والمحطة التحويلية ويستدلون على ذلك: ان اربعة ابراج هي معدل انجازهم اليومي وان 275 برجاً منها 20 برجاً منجزة تماماً فيما البقية منها على وشك الانتهاء وهي في مرحلتها الاخيرة، وهذا ماشاهدناه الخميس الماضي وتلك الابراج سامقة في السماء على طول طريق صنعاء - مارب وهي تحاط بأناس ذات بشرة سمراء يرتدون بزة زرقاء وقبعات بيضاء ينتمون الى جنسية الاصدقاء الهنود، وهم الوحيدون الذين يتسلقون تلك الابراج خاصة حينما يكونون قد بلغوا غايتهم في اعلى البرج، فترى في كل قاعدة من قواعد البرج الاربع اثنين يتسلقانها وهما يسابقان قدوم الجزء الرابع والاخير من البرج، الذي حينها قد بدأت رافعتان عملاقتان برفعه من الارض وايصاله الى اولئك الثمانية الاصدقاء الذين- طبعاً يكونون في حالة استعداد تام لاستقبال ما اتاهم وتركيبه ليكون مسك ختام عملهم معطراً ببخور عطر العود الهندي، وفي اعلى قمة البرج فلا ترى تلك الجثث الضخمة لاولئك العمال والمهندسين الذين كانوا قبل لحظات بجوارك إلاَّ وقد اصبحت بحجم العصافير والعصافير مظلومة في هذا التصغير المجحف..
واما الحديث عن المحطة الغازية الرئيسية والمحطة التحويلية المجاورة لها، فيبدو ان العمل فيها متأخر الى حد ما خاصة التحويلية التي لم تبدأ فيها حتى الآن عملية الحفر للخزانات ومكوناتها والترتيبات وما تم فقط هو تحديد موقع الانشاء وعملية المسح للكثبان الرملية في صحراء الربع الخالي.. لكن مع ذلك يؤكد المهندس الايراني مسئول الشركة ان ينتهي العمل منها في وقت متزامن مع الانتهاء من المحطة الغازية الرئيسية في شهر نوفمبر، بعدما كان المفترض ان ينتهي العمل فيها قبل الانتهاء من الرئيسية بشهرين في حين بدأت عملية الصبيات في قواعد‮ ‬وخزانات‮ ‬المحطة‮ ‬الرئيسية‮ ‬لمحطة‮ ‬توليد‮ ‬الطاقة‮ ‬الكهربائية‮..‬
وبرغم هذا التأخير في تنفيذ مراحل الانشاء الا ان الامل مايزال قائماً تسنده تأكيدات المسئولين والقائمين على تنفيذ مشروع المحطة الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية في صحراء صافر بمأرب اذا ما صلحت طبيعة وثقافة انسان مأرب..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "تحقيقات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
30 نوفمبر.. عنوان الكرامة والوحدة
بقلم/ صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وداعاً أمير القلوب
راسل عمر القرشي

حاضر الاستقلال.. وأتباع الاستعمار
د. عبدالعزيز محمد الشعيبي

في يوم الاستقلال.. كُنا وأصبحنا..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

دعوة لإحياء قِيَم الرجولة السامية
عبدالسلام الدباء *

اليمن يغني ويرقص منذ الألف الأول قبل الميلاد
منى صفوان

مجلس بن عيسى والمزروعي.. وجهان لعملة واحدة
سعيد مسعود عوض الجريري*

الغرب "الأخلاقي" جداً !!
عبدالرحمن الشيباني

الأهمية التاريخية لعيد الجلاء ودلالته في البُعد العربي والقومي
مبارك حزام العسالي

نوفمبر به حل السلام في جسد الوطن
عبدالناصر أحمد المنتصر

نوفمبر.. تتويجٌ لنضال اليمن
علي عبدالله الضالعي

30 نوفمبر يومٌ عظيمٌ من إنجازات شعبٍ عظيم
د. عبدالحافظ الحنشي*

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)