لقاء/فيصل عساج
< مدينة تعز تعد الأبرز من غيرها من المحافظات التي تعاني مشكلة المياه، وكونكم استلمتم هموم المحافظة.. ما رؤيتكم لهذه المشكلة العويصة؟
¬- ان توزيع المياه المحدودة المنتجة حالياً على السكان بعد فترات انقطاع تصل في المتوسط الى ٥١-٨١ يوماً في حدها الأعلى يعتبر ناقوس خطر وهذا أحد الجوانب فقط فهناك الانتاج وجوانبه الهندسية مدنية وميكانيكية وهيدروجيولوجية.. وحالة مكونات المؤسسة لا تبدو مشجعة ولكني متفائل بإيجاد حلول علمية وعملية ولن تأخذ وقتاً طويلاً بإذن الله وتضافر الجميع.
> أكثر من ٧٧ منطقة في بلادنا تعرف بمناطق جفاف مائية وهذا الرقم ورد في تقرير لجنة المياه والبيئة في مجلس النواب.. هل لكم أن تسلطوا الضوء على الصعوبات المائية في محافظة تعز؟
- ان الصعوبات التي اراها من منطلق مصادر المياه نابعة من أسلوب معالجة الازمة.. فإذا استعرضنا العقد الماضي لوجدنا اننا انفقنا اموالاً طائلة للبحث عن الماء وفي نفس الوقت انفقنا اموالاً طائلة اخرى لحماية مدينة تعز من كوارث مياه السيول.. كيف يمكننا ان نسمي محافظة تعز منطقة جفاف مائي بعد ان انفقنا مئات الملايين لحمايتها من كوارث الماء.
> هناك آبار اسعافية في مدينة تعز ترتفع المادة الكبريتية؟ ما المعالجات التي يمكن ان تتخذ من قبلكم لمواجهة ومعالجة تلك الآثار؟
- ليس ضمن الآبار التابعة للمؤسسة أي من المواد الضارة، ربما بعض الآبار الخاصة ونحن على كل حال لدينا مختبر مياه في مدينة تعز وسنقوم بتطويره كاملاً خلال العام الحالي ٧٠٠٢م.
> في الأعوام الثلاثة الماضية كثير من الاخوة في الجانب الحكومي استخلصوا بأن مشكلة المياه في اليمن لا يمكن أن تحل إلاّ عن طريق التحلية المباشرة من البحر وقد تأخر العمل نتيجة ارتفاع التكاليف للمتر المكعب الواحد والذي قد يصل الى دولار ما بين رفع للمياه وسحبها؟
- اسمح لي ان اختلف مع اولئك الاخوة فليس الحل بهذا البعد ولكن الحل الحقيقي هو في تضافر الجهود والتعامل مع الأزمة من منطلقاتها الصحيحة والاستفادة من تجارب الماضي وتعلم التقنيات الحديثة في هذا المجال.. وتحلية مياه البحر يجب ان تكون آخر ما نلجأ إليه من مراحل الحلول.
> كثير من الاخوة المواطنين يشكون من عدم وجود عدالة في التوزيع في الحارات وقد تصل فترة انقطاع المياه الى ٠٢ يوماً.. كونكم استلمتم ادارة المشروع منذ ثلاثة اسابيع.. كيف ستعالجون هذه المشكلة؟
- محاولة المؤسسة الدائمة منذ بداياتها الأولى لتلبية احتياجات سكان تعز المتوسعة دائماً خلق اختناقات في شبكة التوزيع يؤدي الى زيادة فترات الانقطاع او الإمداد كما ان اعمال الشركات لاستبدال شبكة المياه القديمة او تمديد شبكة الصرف الصحي يساهم في ارباكات التوزيع.. وفي كل مرة نواجه مثل هذا نقوم بدراسة وتحليل الشبكة وخطوط الامداد وعمل الحلول المناسبة لكل حالة.
وستقوم المؤسسة بتشييد المزيد من الخزانات في عموم المدينة لتسهيل عملية التوزيع.
> شاهدنا سد العامرية يعاني من التلوث.. مسئولية من وضع حل لها؟
- تختلف اساليب التشغيل والصيانة لمنشآت السدود باختلاف الغرض من انشائه وربما تم اغفال هذا الجانب لأحد السدود ولكن وبأي حال من الاحوال يجب الا يتحول أي من هذه السدود الى مشكلة بيئية تعمل بعكس ما خطط لها.
> هناك للأسف شخصيات اجتماعية وعسكرية لا تقوم بتسديد فواتير المياه!! كيف يمكن اخضاع هؤلاء للقانون لتسديد ما عليهم من مستحقات للمؤسسة؟
- نحن نتوجه الى جميع المشتركين ونطلب منهم ان يلتزموا بدفع فواتير المياه اولاً بأول لأن ذلك اهم ضمان لهم لاستمرار خدمات المياه وبدون ذلك فإن المؤسسة لن تكون قادرة على الوفاء بمسئولياتها.
وفي عدد قليل من الحالات تضطر المؤسسة ان تقاضي المتهربين من دفع فواتيرهم.. وما سحب العداد وتلحيم الماسورة او نزعها الاّ اجراءات تضطر اليها المؤسسة لحماية حقها في الوجود والاستمرار بتقديم خدمات المياه والصرف الصحي لجميع سكان مدينة ومحافظة تعز.
> هناك آبار يقوم بإنجازها عدد من رجال الخير ولا تشرف عليها المؤسسة وتحمل أضراراً صحية؟ ما رؤيتكم لذلك؟
- ان الهيئة العليا للموارد المائية هي المرجع لجميع الآبار التي حفرت والمزمع حفرها بما فيها الآبار التي تمتلكها المؤسسة وجميع الجهات الاخرى.. اما موضوع الأضرار الصحية فإن لدينا مختبراً للمياه ووسائل لتطهير وتعقيم المياه والمعايير التي نتبعها هي المعايير الدولية المعمول بها في المنطقة.. ومياه جميع الآبار تخضع لاختبارات متكررة كما يتم اضافة الكلور كمعقم للتأكد من صلاحية الماء للاستخدام الآدمي وللشرب.
> ماذا عن الاستعدادات لحفر مزيد من الآبار الاسعافية لمعالجة العجز المائي في المدينة؟ هل تعتقدون ان هذه الآلية القصيرة المدى تعمل على حل مشكلة المياه في المحافظة بشكل عام ومدينة تعز بشكل خاص؟
- ليست الأمور كما تبدو، والآبار الاسعافية تساهم في تخفيف وطأة الأزمة، ولكنها اكثر عرضة للجفاف او نقص في الانتاجية ونيتنا قائمة باستمرار لحفر مزيد من الآبار الاسعافية، لتعويض عجز الآبار عن الاستمرار في انتاج الكميات التي تبدأ بها او للمساهمة قليلاً في سد حاجة المستهلكين.. والى أن يتم تحويل التوجه الاستراتيجي للانفاق الاستثماري من الآليات قصيرة المدى مثل حفر الآبار واستنزاف المياه الجوفية الى الآليات طويلة المدى مثل انشاء السدود لخزن مياه الشرب واعادة تغذية خزانات المياه الجوفية.. والى جانب ذلك فإن المؤسسة بصدد دراسة تقنيات حصاد مياه الامطار بمختلف الوسائل وستشمل الدراسة برامج توعية لعامة الناس عن تلك التقنيات وتشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم في الاستفادة من مياه الامطار.. ولدي ثقة عالية بأبناء تعز وتعاضدهم لقهر شبح ازمة المياه وبإذن الله ستكون سدود مياه الشرب ونشر الوعي لجمع وتخزين مياه الامطار هي بوادر الانفراج والخروج من الازمة التي جعلت ما يصدق على مدينة تعز:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
|