لقاء/ هناء الوجيه - مسؤول حمـاية الطفولة جورج ابوالزلف لـ«الميثاق»:
اليونسيف تطالب اليمن بتحقيق حيادي حول انتهاك الطفولة
لقاء/ هناء الوجيه
الطفولة هي حاضر ومستقبل الأوطان وأساس التطور والنماء في كل زمان ومكان والحفاظ عليهم من الأخطار التي قد تحيط بهم وحمايتهم من جميع أنواع الاستغلال مسئولية تقع على جميع الأطراف في المجتمع.. ولكن -للأسف- مع ما يجري من أحداث في هذه الأيام نجد أن الأطفال يقحمون حزبياً في معركة ليست معركتهم ويتم استغلالهم لصالح أهداف لا يدركونها ويكونون هم أول الضحايا.. حول هذا الشأن التقت «الميثاق» في منظمة اليونيسيف السيد جورج أبو الزلف مختص في حماية الأطفال ومنسق برنامج العدالة من أجل الطفل.. وهذه هي الحصيلة:
في ظل الأوضاع الراهنة.. كيف تقيمون مشاركة الأطفال في الأحداث ومدى تأثير ذلك عليهم؟
- منذ بداية الأحداث الراهنة في اليمن واليونيسيف تتابع وتقوم بإصدار عدة بيانات حول الأطفال الذين يمسهم الوضع ويؤثر عليهم، وتعبر اليونيسيف عن قلقها أولاً من الجانب التعليمي وتأثير الأوضاع على الوضع التعليمي سوء بسبب الاعتداء على الأطفال في بعض المدارس وعدم قدرة البعض للذهاب الى المدرسة في ظل الأوضاع الراهنة، أو بسبب اضراب بعض المعلمين وتأثير ذلك على العملية التعليمية، ومن جانب آخر نتابع بقلق ما يتعلق بوجود أطفال ضحايا قتلوا أو جرحوا نتيجة الأوضاع الراهنة فقد وصل اجمالي عدد القتلى الى 25 طفلاً بالاضافة الى 47 اصابات مختلفة وهذا يمثل 20% من نسبة الضحايا في الأحداث عموماً وعلى هذا الأساس أصدرت اليونيسيف عدة بيانات تطالب من خلالها جميع الأطراف المعنية العمل من أجل حماية الأطفال وعدم اقحامهم في الأعمال والأماكن التي توقعهم في دائرة الخطر، كما تدعو اليونيسيف الى تحقيق حيادي ومستقل لمعرفة من يقف وراء هذه الأعمال وضمان مساءلة قانونية عادلة باعتبار أن اقحام الأطفال ووضعهم في دائرة الخطر جريمة يعاقب مرتكبوها.
جهة محايدة
يتم اقحام الأطفال باسم «السلمية» وحق الطفل في التعبير.. ما تعليقكم؟
- نحن نتحدث هنا كجهة محايدة لسنا طرفاً في هذا النزاع ولكن نتحدث عن حقوق الأطفال وما ينبغي أن يوفر ويحفظ لهم.. نعم للأطفال الحق في المشاركة والتعبير عن الرأي ولكننا نرفض أن يتم استغلالهم تحت هذا المسمى وأن ما يجري من استغلال لهم قد يؤدي بحياتهم فهناك أطفال ما دون سن التاسعة أو ما دون سن المدرسة يشاركون في هذه الاعتصامات وهذا ما لا ينبغي حيث أن الطفل في هذا السن يكون حضوره أقرب للاستغلال والاستخدام أكثر من حرية الرأي والتعبير، ففي هذا العمر يكون الطفل غير قادر على ادراك البعد السياسي والموضع الذي يوضع فيه وهذا اقحام للطفل في معركة ليست معركته وهو يعبر عنهم وعن آرائهم في عملية استعراضية يكون هو أول ضحاياها..
ومن هنا أوجه نداءً لكل الأهالي الذين يتحملون مسئولية أطفالهم فهم يتحملون عدم قدرتهم على تقدير الأمور وقد يعرضون أطفالهم للخطر لأن أماكن الاعتصامات قد لا تكون آمنة وبالتالي فالآباء والأمهات مسئولون عن الخطر الذي قد يحدق بأطفالهم..
ماذا عن الاستغلال الاعلامي للطفل بهدف التأثير وخلق التعاطف؟
- كما قلت سابقاً للطفل الحق في التعبير بشكل عام وله أيضاً الحق في التعبير أمام الوسائل الاعلامية.. ولكن أن أقوم بتلقين الطفل وأستخدمه في إلقاء موقف معين وأن يكون أداة للدعاية الاعلامية فذلك انتهاك لا ينبغي، ونحن ندرك أن الطفل ما دون سن المدرسة لا يمكنه أن يعبر عن مواقف ورؤى أكبر منه مثلها في الرؤية السياسية، قد يكون ذلك مع الأطفال ما بعد سن الثالثة عشرة قد يمتلك القدرة على اتخاذ موقف والتعبير عن رأي، أما الأطفال ما دون سن المدرسة فظهورهم وتعبيرهم في الوسائل الاعلامية أقرب الى الاستغلال.. وأريد أن أنوه هنا أن اليمن الآن تمر بأزمة لكنها ستنتهي بإذن الله وينبغي على كافة الأطراف أن تدرك أن الطفولة هي حاضر ومستقبل الوطن، واليمن اليوم قد مر عليه عشرون عاماً منذ المصادقة على اتفاقية حقوق الطفل ومن خلال أربعة تقارير تم رفعها نلمس تطوراً كبيراً وواضحاً في مجال الطفولة وحقوق الطفل وهذا الفترة وما يحدث فيها من انتهاكات هي تدمير وهد للمكاسب التي تم تحقيقها وبالتالي نأمل ألا تنتهك حقوق الأطفال وألا يتم اقحامهم في الصراعات السياسية وعلى الجميع أن يعملوا على غرس مبادئ المحبة والديمقراطية والإخاء والاحترام للرأي والرأى الآخر بين الأطفال وليس غرس ثقافة الكراهية والتصارع فهؤلاء الأطفال هم أساس الجيل القادم وعليهم يعول البناء المجتمعي المتمدن والمتطور.
حصاد المستقبل
كلمة أخيرة؟
- اليمن خلال هذه الفترة تمر بظروف صعبة.. وثقتنا عالية بأن يتم تجاوز هذه الأزمة بالحكمة والعقل ونأمل أن يخرج الشعب اليمني من هذا المخاض ويعود للتفكير في عملية البناء والتنمية وألا يسمح لأحد بهدم ما قد انجزه في السنوات الماضية وعليه أن يوحد صفوفه وكلمته وستخرج اليمن أقوى وأفضل بإذن الله.
ونؤكد مجدداً على أهمية الطفولة والحفاظ عليها فالأطفال في اليمن حوالي 11 مليوناً هم الحاضر الذي عليهم يعول على الغد الأفضل وما نزرعه فيهم سيكون حصاد الغد.. لذلك فالجميع مسئول عن صحة أفكارهم وعمق مبادئهم وعلى كافة الأطراف الانتباه الى عدم جرهم أو اقحامهم في أي نوع من أنواع الصراع أو العنف والاستغلال.
|