إقبال علي عبدالله -
لم يعد ما يجري في الشارع اليمني من تفاعلات مجتمعية لا يعرف أحد الى أين ستنتهي وإلى أين ستصل بالبلاد والعباد؟!
أقول لم يعد ذلك بعيداً عن أجندة خارجية تآمرية كُتبت ورُسمت منذ فترة وهدفها الوحيد تمزيق وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م واسقاط نظامه السياسي الذي اختاره غالبية أبناء الشعب بصورة حرة وديمقراطية تمثلت في صناديق الانتخابات.
اليوم تتجلى هذه الأجندة من خلال ما نشاهده من صور مؤلمة تحز في نفس كل مواطن يحب الوطن وشرعيته الدستورية وما حققته القيادة السياسية بزعامة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من إنجازات عملاقة ما كان لها أن تتحقق لولا تلاحم الشعب والتفافه حول قيادته السياسية ونظامه الوطني الديمقراطي الحر، ولعل منجز الوحدة المباركة الذي تحقق في الثاني والعشرين من مايو 1990م وما ارتبط بها من تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية خير شاهد على عظمة القيادة التي جاءت من الشعب وليس عبر خيوط تآمرية خارجية كما يحاول البعض اليوم الوصول الى السلطة عبر هذه الخيوط التي باتت مكشوفة وغير خافية على أبناء شعبنا..
ولعل من المفيد معرفة أن الأزمة الخطيرة التي تشهدها البلاد اليوم ليست بتخطيط من تكتل أحزاب ما يسمى باللقاء المشترك ومن يتحالف معه من حوثيين إماميين وعناصر انفصالية تدار عبر الريموت كنترول من الخارج وعناصر ارهابية تنتمي لتنظيم القاعدة تحالف مشترك تجمَّع لتنفيذ خيوط الاجندة الخارجية تحت اعتقاد الكثيرين من سياسيين ومحللين انهم جماعة أحزاب المشترك المعارض.. وهو أمر أكدت عكسه ما نشرته وثائق «ويكيليكس» التي نشرت عدد منها صحيفة «الميثاق» في عددها الاسبوع المنصرم وكشفت هذه الوثائق عن «مؤامرة انقلابية دبرت منذ سنوات للانقلاب على الشرعية الدستورية ونظام الحكم في اليمن». من هنا ولمعرفة المزيد أرجو القارئ العزيز العودة الى هذه الوثائق التي صحت معلوماتها اليوم في الشارع اليمني..
وهناك مشهد آخر أكده الواقع على جرم هذه المؤامرة- والتي أُنيط تنفيذها الى جماعة «الاخوان المسلمين» الجناح المسلح لحزب الاصلاح وهي جماعة يعرف الجميع مدى ارتباطها بالجماعات المتطرفة في البلدان العربية- عبر الدفع بطلاب المدارس الابتدائية والاعدادية وحتى طلاب الجامعات الى ترك مقاعد دراستهم والخروج في تظاهرات فوضوية تطالب كما يصرخون بـ«إسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبدالله صالح»، فيما تطور الامر بعد أن أعلن فخامة الرئيس استعداده لنقل السلطة سلمياً وعبر الدستور، الى المطالبة بمحاكمة الرئيس متناسين هذه الجماعات السلفية الارهابية التي تقود الطلاب المساكين انهم هم من يطالب الشعب بمحاكمتهم لما ارتكبوه من جرائم بحق الطفولة في اليمن ومنها جرائم دفعهم الاطفال للقيام بأعمال ارهابية كما شاهدنا ذلك في السنوات القليلة الماضية في حضرموت وصنعاء وعدن وبعض المدن الاخرى.
الأمر بات واضحاً ان ما نشاهده اليوم من تظاهرات أغلب ما فيها طلاب مدارس لا يفقهون ما يرددونه من شعارات تملى عليهم، تؤكد أن مؤامرة خارجية حقيرة تنفذ في بلادنا الهدف منها- كما أشرنا - ليس فقط رأس النظام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بل اليمن بكامله تقسيمه وتمزيقه ونهب ثرواته التي مازالت في باطن أرضه وبحره وجباله.. وتدمير ثروته الرئيسة الانسان اليمني.
من كل ذلك نؤكد أن علينا الانتباه وعدم إعطاء الفرصة لهذه المؤامرة أن تنجح في بلادنا لأننا وحدنا سندفع الثمن.. علينا الانتباه لما يدعيه عناصر التمرد الحوثيين والانفصاليين المهزومين والمرضى نفسياً في تكتل (المشترك) الذين انكشفوا انهم لا يملكون رؤية وبرنامجاً لقيادة البلاد لو قُدّر لحلمهم المهزوم أن يتحقق.. رفضوا الحوار لأنهم لا يملكون سوى ما يملى عليهم من الخارج مدفوعاً بالمال المدنس.. لا يهمهم شيء لا وطن ولا شعب، طالما هناك من يدفع!!