د. طارق أحمد المنصوب -
"قَحْطانُ" هو: أَبو اليمن، وهو في قول نسّابتهم قَحْطان ابن هُود. ولذا يقال عن اليمانيين أنهم أصل »عدنان«، ونسل "قحطان".
والقحط في اللغة العربية (كما ذكر في لسان العرب لابن منظور) يعني "احتباس المطر"، وكذا "الجدب"، ويقال زمن قاحط، وعام قاحط، وسنة قحيط. ويعني كذلك، "قلة الخير في كل شيء"، بما فيها قلة الخير بين الناس.
و"القحطي" من الرجال النهم الأكول الذي لا يبقي من الطعام شيئاً.. وفي الدارجة اليمنية "القحطي" حشرة أكولة شرهة لا تترك أخضراً ولا يابساً، ومن الرجال الأكول الذي لا يترك لغيره شيئاً ...
يبدو أن هذا "القحطي" لم يعد يرى في الدنيا غير القحط، ولا يبشر إلا بالقحط، فهو - شأن كثيرين مثله - لم يعد يسره في مجتمعنا سوى الأزمات والقحط والدمار، وبات "يبشر" باحتباس الخير وانقطاع الأمطار، ويتوعد بموت الشجر والزرع والبشر، ويفرح بجفاف الضرع.
و"قحطان" يمكن أن يكون اسماً علماً، أو صفة. وهذه الكلمة يمكن أن تقرأ من عدة زوايا وعلى عدة أوجه، كلها قحط في قحط، أو قحط مركب، أو قحط مربع، أو قحط مزدوج، أو مثنى قحط، أو قحط يليه قحط، أو قحط يسبق قحط، ... وهكذا، فهو كيفما قرأته "قحطـ .... ـان".
لقد بات هذا "القحطان" وجها مألوفاً لكل اليمنيين، وربما أيضاً، لغير اليمنيين، من متابعي قناة "الجزيرة". كيف لا؟ وهو فارس الفرسان، الذي حلمنا به منذ عدة أزمان. وهو "القائد" الذي أعلن حرب "التحرير" أو غزوته الشهيرة، وأعد لها الحشود الغفيرة، لمحاربة اليهود والكافرين من أجل تحرير "فلسطين" الأسيرة. عله يحقق حلماً قديماً، أو أمنية عزيزة غالية على جميع أبناء "الجزيرة"، قبل أن يلقى وجه الرحمن، أو يعذبه ضميره.
أما ما أورده الإعلام "الرسمي" غير الرصين، على لسان "قحطان" الأمين، فهو محض افتراء ينم عن سوء فهم أو حقدٍ دفين، أو ربما لا تعدو أن تكون مجموعة أكاذيب، أو إن شئتم - حتى نكون منصفين - لنقل إنها زلة لسان - لا غفر الله لإبليس ذلك الشيطان "اللعين"، الذي يزل بسببه بعض "المؤمنين"، وكثير من عباد الله من غير "المسلمين". أو ربما ضل صاحبنا طريقه، لا سامح الله مذيعو "الجزيرة" "المضللين"، فقد تحدثوا "عاجلاً" عن الذهاب إلى قصر الرئاسة وتحرير "ميدان السبعين"، وكان "فارسنا" يقصد الزحف المقدس إلى "فلسطين".. أو ربما يتحمل الخطأ "جوجل إيرث"، ومركزه الموجود في "الصين" الذي لا تشير خرائطه إلى دولة اسمها "فلسطين".
ختاماً، نسأل الله الكريم، أن يهدي جميع اليمانيين، لما فيه مصلحة الدنيا وصلاح الدين، وأن يديم علينا أنعمه كلها ظاهرة وباطنة إلى يوم الدين. وندعوه "مبتهلين" أن يحمي بلادنا وشعبنا من "القحطان": عام الجدب واحتباس المطر، وقلة الخير. وأن ينجيها من كل "الفتن" و "المحن" و"النوائب"، وأن يفرج "الأزمات" و"المصائب"، وأن ينقيها من جميع الآفات و"الشوائب"، ومن آكلي "الربا" و"الزكوات" و"التبرعات"، ومعهم المتهربين من دفع أموال "الضرائب".
(في ذكرى اغتيال الديمقراطية)
في بلدي ... كان إبريل عرساً سنوياً للديمقراطية
تختال فيه مثل .... الطاووس
تزهو بين مثيلاتها ... مثل العروس
وبدا اليوم كئيباً ... أشبه بالكابوس
فقد اغتال عرسنا ... كثير من المرضى ضعاف النفوس
وحولوه إلى ذكرى أليمة ... أو ربما كابوس
حضر موسم العرس ... فمرضت العروس
حضر الضيوف العرس ... وتخلف العريس
استبدلوا بصناديق الاقتراع ... الجنابي والفؤوس
وتبادلوا إشارات النصر سريعاً ... وبعضهم تناولوا الكؤوس
ثملوا ورقصوا ... حين طارت الأشلاء والرؤوس
منتشين بالنصر بعد أن ملأت الدماء ... كل الساحات والكؤوس
وفي إبريل القادم قد لا نفيق ... إلا على مشاهد لهذا الكابوس.