علي الشعباني - صفعة جديدة تتلقاها احزاب المشترك على الصعيد الدولي الرافض لسياسات ومواقف تلك الأحزاب الانقلابية ، فمجلس الأمن الدولي وعلى الرغم من التحركات التآمرية التي قامت بها تلك الاحزاب وبدعم قطري وإيراني وألماني الا أنه رفض التدخل في الشأن اليمني، وفشل أصحاب النوايا الحاقدة في جر المجلس الى مواقف كتلك التي اتخذها ضد ليبيا واكتفى بإصدار بيان يدعو فيه القوى السياسية الى الحوار الجاد والبنَّاء.
على الرغم من أن اجتماع مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي كان مغلقاً إلا أن نتائجه كانت مؤيدة للشرعية الدستورية ومباركة لجهود الوساطة التي تقوم بها دول مجلس التعاون الخليجي، وما خرج به مجلس الأمن ندرك أن الموقف الدولي كان رفضاً لمطالب المعارضة بالانقلاب على الشرعية والديمقراطية في اليمن، أضف الى ذلك أن هذا الرفض حمل الكثير من الرسائل المهمة الحريصة على أمن اليمن بيد أن أحزاب المشترك وقطر ومعها إيران تسعى لإفشال كل الوساطات.. ومع ذلك لقد فوت المجتمع الدولي الفرصة على أعداء اليمن غير أن ذلك جعل المشترك ينتقل إلى تنفيذ استراتيجية القاعدة والمتمثلة بإعداد مناطق التوحش في اليمن لتمارس خلالها مشروعها التدميري للمنطقة..وحول مخاطر محاولة تدويل الأزمة اليمنية كان لنا هذا الاستطلاع:
< الدكتور محمد سعد نجاد- الخبير القانوني بجامعة صنعاء- من جانبه تحدث قائلاً:
- المجتمع الدولي يدرك جيداً مخاطر انهيار النظام في اليمن بطريقة الثورات أو بغيرها من الطرق الانقلابية لأن النظام الديمقراطي القوي هو ما يتجه اليه المجتمع الدولي واليمن ويؤيده بقوة بعكس دول أخرى في المنطقة، فالاحداث التي شهدتها بعض الدول كمصر وليبيا وتونس كانت المعارضة فيها غير ظاهرة في بداية الامر والى اليوم في تونس ومصر لا وجود للمعارضة على الرغم من أن لها دوراً كبيراً في سقوط تلك الانظمة، بينما المعارضة في اليمن نحت باتجاه آخر وجعلت نفسها في موقف سيئ للغاية أمام المجتمع الدولي الذي لا يمكن أن تمر عليه حيل وذرائع حقوق الانسان أو المواقف السياسية الاخرى، فالغرب والمجتمع الدولي ينظر الى تلك المعارضة من منظور أنها تريد الانقلاب على الديمقراطية والانقضاض على السلطة بطرق غير ديمقراطية.
وقد استنتج ذلك من خلال تبني المعارضة للاعتصامات والاحتجاجات التي تدعي المعارضة انها شبابية بينما هي في حقيقة الامر تستخدمها كورقة للضغط على النظام ولخلق رأي عام دولي ناقم على النظام الحالي، وهي في نفس الوقت تتولى عملية الحوار مع الوسطاء الخليجيين والدوليين ، ولذلك لا يمكن للمجتمع الدولي أن يرجح كفة المعارضة لأنها أصبحت عارية ولا تمتلك أية حجة تكسب بها الموقف الدولي الذي ينظر الى كافة الامور والاحداث في اليمن بتمحص وتمعن ولا يمكن أن يصدق أي طرف من الاطراف إلا بعد أن يستمع لكلا الطرفين.
وأضاف متسائلاً: الموقف الدولي كان واضحاً منذ الوهلة الاولى للأزمة التي تشهدها اليمن، مستوعباً لما يحدث بشكل جيد، فمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء ووزراء دول مجلس التعاون لو كانوا مع إرادة الشعب التي تدعيها المعارضة لما ذهبوا للحوار مع قيادات المشترك وشركائه ومع السلطة وتركوا الشباب والشارع الذي يصنع مستقبله كما تدعي المعارضة.
وأشار الى أن الاعلام ليس كل شيء في السياسة وخاصة الدولية بل المصالح المشتركة هي ذات الأولوية ومن ثم تأتي بقية الأمور الأخرى..مؤكداً أن المجتمع الدولي لو كان واثقاً من قدرة المعارضة على تحقيق الامن والاستقرار في اليمن لما تردد لحظة واحدة في مساندتها، ولكنه لا يثق بها ولا بتعهداتها لأنه ينظر اليها على أنها تعهدات شخصية وضعيفة وتلبي رغبات ومصالح اشخاص وليس شعب بأكمله.
وقال: لغة العنف والفوضى التي تتبناها أحزاب المشترك والمتمثلة في مواقفها المتصلبة سياسياً وتصعيدياً على مستوى الشارع، هي ما يخيف المجتمع الدولي من هذه المعارضة التي تستخدم تلك اللغة، وتجعله بالتالي أكثر تمسكاً بالنظام والسلطة الحالية في اليمن.
وأضاف: على الرغم من أن الازمة في اليمن ستتجاوز شهرها الثالث وبالنظر الى لغة العنف والتصعيد المستمر من قبل المعارضة، إلا أن السلطة لم تستخدم القوة ولم تمارس انتهاكات صارخة ومثبتة ضد حقوق الانسان، بعكس المعتصمين أنفسهم الذين يقيمون سجوناً ومعتقلات داخل اعتصاماتهم وهم مازالوا في الشارع، فكيف بهم إذا وصلوا الى السلطة، وكذلك يمارسون أبشع الانتهاكات ضد المرأة والناشطات الحقوقيات، بينما لم يتم اثبات أي عنف مقصود من قبل السلطة والنظام بل على العكس تماماً فالأجهزة الأمنية لا تستخدم سوى مسيلات الدموع والهراوات ورشاشات المياه، وقامت أيضاً بتقديم مرتكبي أعمال العنف الى الأجهزة القضائية.. أي أن المجتمع الدولي لن يصدق الادعاءات التي تحاول فبركتها المعارضة الإسلامية في وسائل الإعلام.
|