تقرير: فيصل الحزمي -
فقد أكثر من (1500) عامل وعاملة في حي الجامعة والرباط بالعاصمة صنعاء أعمالهم بسبب المعتصمين الذين أغلقت مخيماتهم كل أبواب الشركات والمؤسسات والبنوك والمحلات التجارية منذ أكثر من ثلاثة أشهر.. غير أنه لم يعد بمقدور أحد من المتضررين الإفصاح عن تضررهم من وجود بلاطجة المشترك المخيمين على أبواب منازلهم ومحلاتهم، ناهيك عن التعبير عن مواقفهم إزاء الأحداث التي تمر بها بلادنا..
«الميثاق» رصدت جزءاً من معاناة سكان حي الجامعة والخسائر التي لحقت بالشركات والمؤسسات والعاملين فيها..
الخوف يعم معظم المحلات التجارية على امتداد شوارع الدائري والرباط والزراعة، فلم نجد من يجرؤ على كشف مدى الضرر الذي لحق بأهالي تلك الأحياء أو العاملين فيها.. مبررين ذلك بقولهم: «كيف يأمنون ومتاجرهم معرضة لخطر السرقة والاعتداء من قبل الغرباء وأصحاب السوابق الذين استباحوا حرمة حي الجامعة وجعلوا منها ساحة للفوضى والبلطجة».. حقاً.. نستشعر قلق السكان في تلك الأحياء التي خيم فيها مثلث الشر «القاعدة، الحوثي، الحراك الانفصالي» وهجين من بلاطجة المشترك وميليشيات علي محسن والتي تقوم بأبشع صور القمع في حق المواطنين، لاسيما الشباب المناهضين لتوجهات حزب الاصلاح التي باتت تُفرض على الجميع بمختلف تكويناتهم وفئاتهم وانتماءاتهم.
في ساحة الجامعة
وحرصاً منا على سلامة المواطنين في تلك الأحياء نكتفي بتوضيح مدى معاناتهم وتضررهم من وجود أولئك الغرباء الأشرار دون الإشارة الى أسماء.. وبطبيعة الحال فإن ما يتعرض له سكان حي الجامعة والعاملون فيه من اعتداءات وتعطيل للحياة العامة والخاصة، عمل مشين لا يمت للدين والشرع والقانون والعرف وأخلاق اليمنيين بصلة.. وهي جريمة لا تسقط بالتقادم ولا تحتاج الى شاهد، فمن ينكر إغلاق العديد من الشركات والمؤسسات والبنوك والمحلات التجارية وتسريح معظم عمالها الذين وصل عددهم بحسب الإحصاءات الأولية الى أكثر من (1500) رب أسرة بعد أن اصبح من المستحيل عليهم مزاولة أعمالهم في ظل وجود أولئك الاشرار وما نتج عن ذلك من فوضى ودمار نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر «شركة الجوبي للمفروشات، البنك اليمني للإنشاء والتعمير فرع الدائري، شركة الكريمي للصرافة فرع الدائري، محطة السنباني للمحروقات، معهد الرسالة للغات والكمبيوتر، المعهد التقني، المدارس الدولية الحديثة، محلات السوري للرخام والديكور، محلات النور للتجارة، هيلان للتجارة، شركة الرحاب للسفريات والسياحة، فندق دار البشائر للشقق المفروشة، فندق أجنحة مكة، العواضي للشقق المفروشة، معرض الفخامة للسيارات، وكذا معرض الاسطورة، والوحدة، والشارقة، مؤسسة الماوري للأخشاب والحديد، ورشة القدسي للسمكرة والرنج، ورشة الجزيرة العربية، مركز الجامعة لحماية الالكترونيات، باوزير للعسل، مركز الصافي للعسل، فالكون للصرافة والتحويلات النقدية.. الخ، والقائمة طويلة لا يتسع المجال لذكرها، كما سرح مالك سوبر ماركت «سيتي مارت» أكثر من نصف عماله نتيجة تدهور العمل وانخفاض المبيعات بنسبة 95%، والأهم من هذا كله نزوح عشرات الأسر من منازلهم بعد استحالة العيش فيها في ظل الفوضى والازعاج وتدهور الاوضاع الامنية وقطع الطرقات وتعطل المدارس وترويع الاطفال والنساء وتفتيشهم عند دخولهم أو خروجهم من منازلهم، ولطالما تعرض كثير من أهالي تلك الأحياء للحجز في معتقلات الاخوان في ساحة الجامعة وكذا في سجون الفرقة أولى مدرع لفترات غير محدودة والتحقيق معهم بطريقة عنيفة وماسة بالكرامة كما تعرضوا للضرب من قبل ما يسمى أعضاء لجنة النظام بمبررات الاشتباه بكونهم «بلاطجة» أو «أمنيين».. هذه التصرفات اللامسؤولة أصبحت جزءاً من أخلاق تلك العناصر بل إنهم أدمنوها لدرجة لم يعودوا قادرين على تركها حتى وهم يتعاملون مع الناس في الاسواق والميادين العامة، وكذا تعاملهم مع أنصارهم الشباب في الساحة أمام الجامعة، وهذا أمر تناقلته وسائل الاعلام كثيراً.
والمضحك في الأمر أنهم يقومون بهذه التصرفات- كما يزعمون- بهدف الاصلاح.. وصدق الله القائل: «وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون».
|