عبدالله الصعفاني -
قضيتنا مع ما هو مفخخ من رصاص القول وقذائف الفعل تصل حد إعلان بلادنا بلاداً مفخخة دونما تفكير مسؤول بفداحة العواقب.
< والأمر قديم متجدد ويؤسس لقادم مرعب إذا لم نعد إلى الرشد والى الحكمة.. بالأمس القريب خضع مواطن يمني لعملية إخراج رصاصة بقيت محبوسة في رأسه أكثر من عقدين من الزمن.
هل كانت الرصاصة طائشة أم بفعل متعمد .. يا ألطاف الله ما أشد صبرنا على الرصاص.. رصاص الاعراس ورصاص الجريمة ورصاص المواجهات..
< الأمر يذكر بملايين الألغام التي تمت زراعتها في المناطق الشطرية قبل الوحدة بدعم من القذافي، وقبل أن تنتهي الجهود الوطنية والدولية من إعلان اليمن خالية من الألغام، ها نحن نخوض فواصل قد تعود بنا من جديد الى مربعات كنا حسبنا أنها قد غادرت أو غادرناها مثل حرب صعدة.. الكارثة أن بيننا من يستدعي داحس والغبراء.
< اليوم المشاهد إنما تعيدنا الى الوراء حيث ثمة من يتفانى في الدعوة الى الفناء على حساب الحاجة للبقاء.
صارت البنادق هدايا والقذائف عطايا وسط سيل من العبارات غير المنضبطة التي تستدرج السلاح لولا ما تبديه الدولة من الصبر أملاً في استعادة العقل.
< والمذهل أن بيننا من لم يفهم بعد أن التطرف في القول يفضي الى التطرف في الفعل.. ودائماً فالنتائج كارثية.
< ومهما قيل عن الحاجة الى تغيير الواقع أو تصحيحه فإن تصحيح الواقع لا يجب أن يتم بفرض حلول غير واقعية.
< عندنا أحزاب تزعم أن عندها قواعد لكنها تقول بأنها لا تستطيع التأثير عليها الأمر الذي يثير السؤال.. إذا كانت هذه قواعدكم فهيا اثبتوا تأثيركم وإذا لم يكن لكم أي تأثير فلماذا كل هذا الضجيج ودوشة الدماغ.
< مهم جداً أن يضطلع أي حزب بدوره ويمتلك القدرة على حوار الآخر، والحوار مع قواعده لأن أحداً لا يستطيع تفهم بأن قيادات الأحزاب لا تستطيع تقديم شيء لأنها مشغولة بصناعة جلدة «الحنفية»..