اقبال علي عبدالله - نحتفل اليوم بالعيد الوطني الواحد والعشرين لقيام الجمهورية اليمنية وإعادة تحقيق الوحدة المباركة- في الـ(22) من مايو 1990م- في ظل أزمة سياسية لا نستطيع أن ننكر أنها خطيرة تهدد النظام السياسي برمته بالانهيار، وهي أزمة مفتعلة تندرج في إطار الأزمات السياسية التي تشهدها العديد من دولنا العربية..
إن الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا حالياً والمفتعلة من قبل أحزاب اللقاء المشترك- تنفيذاً لأجندة خارجية معروفة- ليست جديدة في مضمونها وأهدافها عن أزمة صيف 1994م التي نتذكر جميعاً كيف كانت البلاد تعيش في أجوائها بعد أربعة أعوام فقط من إعادة تحقيق الوحدة، وتمثلت خطورة تلك الأزمة حينها في أنها افتعلت من قبل الحزب الاشتراكي اليمني أحد أحزاب المشترك اليوم وهدفت إلى ذبح الوحدة وإعادة التشطير كبداية حقيقية لمؤامرة خارجية لتقسيم ليس اليمن الموحد بل المنطقة في إطار المشروع الدولي لرسم خارطة شرق أوسط جديد.. والتي نتذكر جيداً أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كان من أوائل من تصدوا لذلك المشروع..
من هنا تبدأ حكاية الأزمة المفتعلة والحقيرة التي نعيشها اليوم.. الخلاص من الرئيس صالح أولاً ومن ثم تمزيق اليمن إلى دويلات وليس إلى أشطار كما يعتقد المغفلون في أحزاب المشترك.. وإزاحة الرئيس صالح يعني بكل ما يعنيه مخطط التقسيم القضاء على الوحدة المباركة ونهجها الديمقراطي التعددي وهي وحدة ظلت وستظل أحد الموانع الصلبة أمام تنفيذ مؤامرة مشروع الشرق الأوسط الجديد..
مما سبق وفي خلاصة سريعة يمكن لنا قراءة الأزمة التي تصاعدت ونحن نحتفل بعيد الوحدة الـ21، وهي قراءة تذكرنا بمايو 1994م، وتحديداً في الواحد والعشرين منه أي عشية الاحتفال بالعيد الرابع للوحدة عندما أعلن الخائن علي سالم البيض بيان الانفصال المستهجن من قبل الشعب كله.. وهو نفس التاريخ في مايو 2011م الذي حدد فيه الانقلابيون من قادة المشترك موعداً لسقوط النظام ورحيل الرئىس صالح..
وقد يقول كثيرون إن هذه القراءة فيها تجاوز للواقع وتهرب من الادعاءات الزائفة التي يطلقها المشترك تبريراً لافتعاله الأزمة وتحالفه مع الشيطان من الإرهابيين وبقايا الإمامة المبادة.. لكن الحقيقة التي يمكن استخلاصها من القراءة والذاكرة للأحداث تؤكد صحة ما نقوله..
من هنا فإن احتفالنا اليوم بإعادة تحقيق الوحدة يتطلب منا جميعاً- وفي المقدمة أعضاء المؤتمر الشعبي العام الذي نال ثقة غالبية أبناء الوطن في قيادتهم تحت زعامة الرئيس علي عبدالله صالح- أن نتمسك بثوابتنا الوطنية.. الجمهورية والوحدة والديمقراطية وبالمنجزات العظيمة التي حققتها الوحدة في شتى مجالات الحياة والتي لو تحدثنا عنها اليوم لعجزت أقلامنا عن إيفائها حقها لأنها منجزات عملاقة ما كان لها أن تتحقق في اليمن التي نعرف ويعرف العالم كله كيف كانت قبل الوحدة وكيف هي اليوم.. نعم ما كان لها أن تتحقق لولا الله الذي منَّ علينا بالوحدة المباركة ثم إرادة شعبنا العظيم وقيادتنا الحكيمة بزعامة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام..
إن الحديث عن الوحدة اليمنية المباركة مليئ بعطاءات الخير التي عمت كل أرجاء الوطن وتحديداً المحافظات الجنوبية والشرقية التي نعرف ويعرف التاريخ كيف كانت قبل الوحدة من انعدام في البنية التحتية والخدمات الضرورية للمواطنين ناهيك عن حرمان أبنائنا في تلك المحافظات من القيم الإنسانية المتمثلة في حرية الرأي وحقوق الإنسان وحق المرأة في المشاركة السياسية والاجتماعية وكذلك التعددية الحزبية والخروج من نفق الحزب الواحد الشمولي.
إن ما تشهده الساحة اليمنية اليوم من أزمة سياسية هدفت في أهم أجندتها ضرب الوحدة وإعادة عجلة التشطير بل تمزيق الوطن الواحد.. ولعل الملايين التي تجمعت في ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء كانت خير شاهد أمام العالم بأن الشعب اليمني لن يفرط بوحدته ورئيسه القائد فخامة الأخ علي عبدالله صالح.. وكانت حناجر وأصوات تلك الملايين توجه رسالة إلى عصابة اللقاء المشترك تدعوهم فيها إلى وقف أعمال التخريب والفوضى وزعزعة الأمن والسكينة وقطع الطرق وقتل النفس المحرمة..
كل عام وشعبنا اليمني في الداخل والخارج بخيرٍ وأمنٍ واستقرار..
|