جمال عبدالرحمن الحضرمي - تأتي لحظات على المرء تتطلب منه التأمل والتفكير فيما يدور من حوله من متغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية، هذه المتغيرات جعلت قيماً كانت بالامس مهمة وضرورية قيماً هامشية وفلسفية لامعنى لها ومن تكريس لعادات بالامس تعد حالة نادرة اليوم، وكل هذه المتغيرات بفضل انتشار افكار وفلسفات مختلفة في وسائل الاعلام اليوم قادرة على تغيير المفاهيم والتأثير على سلوك المجتمع.. ومن هذا المنطلق المسلَّم به في الحياة العامة للشعوب نود التوقف عند مجتمعنا اليمني الذي اصبحت متغيرات الحياة شديدة التأثير عليه في العديد من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ولكن هذه المتغيرات لاتبدو في ظاهرها أنها ايجابية وانما تتعلق بجوانب مظهرية وشكلية قد تؤثر على سلوك المجتمع وعلى فهمه لما يدور من حوله من المتغيرات السريعة.
ولذا لابد من التوقف إزاء بعض هذه الظواهر التي ادت الى تغيرات في سلوك المجتمع اليمني أبرزها :
- ظاهرة ارتفاع الاسعار.. والبطالة وعمل الاطفال.. وحمل السلاح، والتباهي بذلك مع المرافقين.. وغيرها من الظواهر السلبية...ان جملة هذه الظواهر الاجتماعية والاقتصادية هي ناجمة عن خلل كبير في بنية المجتمع وارتباط ذلك بعوامل محلية وخارجية كلها تؤثر بشكل مباشر او غير مباشر في وجود هذه الظواهر التي يتطلب الوقوف عندها ومعالجتها كلاً على حدة في اطر علمية وفق خطة اقتصادية واجتماعية شاملة.. هذا المبدأ التخطيطي الذي تغيرت وظيفته وآلية تنفيذه مع تغير مفاهيم التخطيط في المجتمع الرأسمالي وبمساعدة ومساندة البنك الدولي الذي عمل على تفكيك هذه المفاهيم واجبار الدول النامية والخارجة من الكتلة الاشتراكية على تنفيذ مفاهيم جديدة توضع وفقاً لأهداف بدأت بالخصخصة وانتهت بالاشراف المباشر من البنك الدولي والممولين على سير برامج التنمية في البلدان النامية ووضع برامج يراها البنك مناسبة لتنفيذ اهدافه وخططه.
وهنا لابد من الوقوف أمام عوائق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي افرزت تلك الظواهر السلبية في المجتمع اليمني وتجلت في ممارسات الافراد والجماعات أياً كان شكلها او طبيعتها فأصبحت هذه الظواهر الاجتماعية محل تفاخر لدى البعض واستنكار لدى البعض الآخر، وعليه فإن ضرورة ان يتوقف الباحثون والكُتاب عند هذه الظواهر والبحث بشكل اكثر دقة وتفصيلاً لمعرفة اسبابها ومكوناتها وآليات المعالجة المناسبة لها، يرفع من دور هؤلاء الكتاب والباحثين ويجعلهم مرتبطين بقضايا المجتمع ومشاكله.
إنها دعوة للجميع وطريق للمساهمة الفاعلة في التعرف على عوائق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن.. فهل من مجيب لهذه الدعوة؟ والله من وراء القصد.
|