عقيد ركن دكتور: ابوبكرمرشد الزهيري - اعتقد ان الكثيرين غيري قد تحدثوا عن الاعتداء الآثم على جامع النهدين الذي استهدف الاخ رئيس الجمهورية وكبار رجالات الدولة، وسمعنا وتابعنا الردود الشعبية التي ادانت هذا الاعتداء ومن مختلف شرائح المجتمع، ولعلي هنا اختصر توصيفي لهذا الحادث من زاوية دينية واخلاقية بعيداً عما يعتمل في الساحة الوطنية من تداعيات، فأقول بأنه عمل جبان تجرد فاعله من كل القيم الدينية والانسانية نظراً لاعتبارات المكان والزمان بدرجة اساسية ومن ثم شخصية المستهدفين والاسلوب المتبع في حل الخلافات اياً كانت.
وليسمح لي القارئ الكريم بأن اتناول موضوع هذا الاعتداء من منظور آخر يتعلق بردود فعل بعض قيادات المعارضة وفرقاء العمل السياسي ازائه ومن منطلق ديني واخلاقي ايضاً، فلو تجاهلنا التصريحات التي اعقبت الحادث من قبل بعض قيادات المعارضة وما شابهها من غموض وتناقضات بل وغباء في بعضها، فان المتابع لدور تلك القيادات خلال الاسبوع المنصرم وخاصة من يقودون الشباب في ساحات الاعتصام والقنوات الفضائية الناطقة باسم المعارضة «قناة سهيل ، وقناة الجزيرة» سيتبين حجم الكارثة الاخلاقية والانسانية التي وصل اليها هؤلاء وقبل ذلك - وهي الحالقة- البعد عن تعاليم الاسلام وقيمه السمحة، فهل هناك من تفسير للاحتفال واقامة مراسيم الفرح في تلك القنوات وبعض الساحات ابتهاجاً بالاعتداء الغادر واصابة رئيس الجمهورية وعدد من قيادات الدولة واستشهاد عدد من الضباط والافراد الذين اريقت دماؤهم الطاهرة على ذلك المكان الطاهر وهم يؤدون صلاة الجمعة في شهر رجب الحرام ، هل هناك من تفسير لذلك سوى الانتكاسة الدينية والاخلاقية لأولئك الذين امتلأت نفوسهم المريضة بالقبح والسوء والحقد الدفين الذي نفحت به السنتهم وما تخفي صدورهم اكبر، فلم نسمع منهم الا عبارات الشماتة والتشفي المذمومين ، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا ندري كيف يسمح الانسان لنفسه ان ينجر لهذا السلوك الذي يسيء لصاحبه قبل غيره، ولماذا يحاول البعض تكريس مفهوم ان المعركة التي يديرونها مع النظام ينبغي ان تكون بلا اخلاق، بينما الاخلاق هي معيار التميز والمفاضلة بين الفرقاء، ناهيك عمن يريد تقديم نفسه كبديل سياسي او من يدعي ان يحمل شعارات اسلامية.
لقد كانت الاحداث السياسية على الساحة الوطنية خلال الاشهر المنصرمة فرصة ساخنة لبروز قيادات كاريزمية تتميز بالمصداقية والحكمة والموضوعية وتحمل الكثير من القيم والاخلاقيات في خطابها وتفاعلها مع الاحداث وخاصة من طرف دعاة التغيير حتى يمكن التعويل عليها كقيادات مستقبلية وهذا ماكان ينتظره المواطن اليمني، الا اننا وللاسف الشديد لم نجد سوى القيادات الحزبية العتيقة تطل علينا بوجوهها الكالحة وخطابها الصلف الممجوج بل والمجرد من الكثير من اخلاقيات الخلاف الازمة ازمات، وان كان هناك بعض الوجوه الجديدة والتي اطلت علينا عبر وسائل الاعلام تحت مسميات مختلفة فانها وللاسف جاءت بنفس الخطاب المكرور واتضح انها شربت من المعين ذاته.
ختاماً فان ارادة الله محققة لامحالة رغم انف الجميع، الا انني ومع مرورالايام صرت على ثقة بان الله تعالى لايزال مع هذا الرجل الانسان علي عبدالله صالح ومن لطف الله به ان قيض له خصوماً مثل هؤلاء الذين من خلالهم وبالنظر لتصرفاتهم المليئة بالحقد والكراهية والغاء الآخر والشماتة فيه عرف الناس معاني التسامح والصبر والقبول بالآخر لدى علي عبدالله صالح والمواقف والازمات تبين المعدن النفيس.
نائب مدير مكتب القائد الاعلى |