عبدالله الصعفاني -
أنا المواطن الموقع أعلاه.. أقر وأعترف بأنني غير ديمقراطي وأنني فقط أحد المخدوعين بالديمقراطية..
أنا غير ديمقراطي وإن بدوت يوماً غير ذلك..
أما السبب لهذا الكفر بالديمقراطية فليس إلا لحظة تفكير في بيت الراحة ليس لإعادة اكتشاف قانون الطفو للبائد ارشميدس وإنما من قبيل التغيير السلمي لمواقع التفكير.
الديمقراطية في عالمنا العربي فاشلة لأننا غير ديمقراطيين، لكننا نكابر بجلافة ساكن في جبل أسود ليس فيه شجرة أو جمل ولم يسمع في حياته آية قرآنية أو بيت شعر يقطر عذوبة أو حتى إنسانية..
لست ديمقراطياً لأنني أسكن بلداً لا يرى الديمقراطية إلا تعطيفاً للأرقام ومصادرة للأغلبية وعبثاً بالتعبير السلمي، بدليل أن كل شيء حولي سلمي ومسلح في كل مكان!
ثم ماذا يا ديمقراطية العرب العاربة والعرب المستعربة.. الكل يزحف على الكل.. في ليبيا كتاب الزحف الأخضر .. ومطاردات المجاميع المسلحة والقوات الحكومية والمتظاهرين والشبيحة في سوريا لا تفضي إلا الى تعزيز الانقسام الديمقراطي في لبنان بانقسام الوجع المشترك.
وكلما اقتربت دولة خليجية من الديمقراطية ارتفعت نسبة الأوجاع «البحرين أنموذجاً»، وحتى الاعلام بدا متوحشاً وهو يتحول من ناقل ومواكب ومحلل للحدث الى صانع للحدث مصمماً على أن تفضي نتائج الصراعات الى ما يريده الممول.
وحتى الثورات الشعبية الناجحة في المبدأ المصري والتونسي دخلت دوامة الارتدادات الثورية التي تبشر بثورات للجوع وثورات للخوف.
المثير للانتباه أن اليونان وهي معقل الديمقراطية القديمة صارت عبئاً على الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يعني أن الديمقراطية يمكن أن تكون لعنة.. ولا أحسبها عندنا إلا كذلك.