لقاء: فيصل الحزمي -
الداعية صالح البعداني لـ«الميثاق»:الاعتداء على جامع النهدين جرم استنكرته كل الأديان
< وصف الداعية صالح البعداني ما يحدث في بلادنا وكثير من بلدان المسلمين بأنه خروج على ولي الأمر وقال: إن الحل في القرآن ولكن من أضلهم الشيطان يجدون مرارة في العلاج، وأكد على عدم جواز الدعاء على ولي الأمر مهما جار بل يجب الدعاء له.. مستنكراً الاعتداء الاجرامي الغاشم على الرئيس وكبار المسئولين في جامع النهدين وقال إنها جريمة لا يقرها دين ولا يقيم بها شرع.. جاء ذلك في اللقاء الذي أجرته معه «الميثاق» الى التفاصيل..
لقاء: فيصل الحزمي
< بداية .. هل لكم أن توضحوا موقف الشرع مما يحدث اليوم في بلادنا؟.. وهل يعد ذلك خروجاً على ولي الأمر؟
- إن ما يحدث اليوم في بلادنا وكثير من بلدان المسلمين يعتبر خروجاً على ولي الأمر والرسول - صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «من خرج على السلطان قيد شبر مات ميتة جاهلية»، ونحن خائفون على أنفسنا أن نموت ميتة جاهلية، لذلك نحن واقفون مع الشرع لا مع الرئيس علي عبدالله صالح والأحاديث في هذا الأمر كثيرة نذكر منها في صحيح البخاري عن عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يونس بن أبي يعبور عن أبيه عن عربجة قال: سمعت رسول الله يقول: «من أتاكم وأمركم جميعاً على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه».. وفي صحيح البخاري ايضاً أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: «من كره من أميره شيئاً فليصبر فإنه من خرج عن السلطان شبراً مات ميتة جاهلية».. صدق رسول الله.
أخزاهم الباري
< الاعتداء على جامع النهدين جريمة استباحت دم أمة من المسلمين وانتهكت حرمة بيوت الله في والشهر الحرام.. كيف تنظرون الى هذه الجريمة وما صاحبها من احتفال ورقص من بعض الحاقدين والمغرر بهم؟
- بالنسبة للاعتداء على جامع النهدين فإن ذلك أمر لا يقره دين ولا يقيم به شرع وهي جريمة استنكرها العالم حتى اليهود والنصارى استنكروها.. تصور اليهود احترموا بيت الله ولم يطلقوا الصاروخ على الشيخ المجاهد أحمد ياسين وهو في المسجد تركوه حتى أتم الصلاة وخرج من المسجد ونحن نسمي أنفسنا مسلمين ونعتدي على بيوت الله، هذا منكر لا يفعله مسلم ولا تقره جميع الشرائع، أما احتفالهم بذلك العمل فقد سمعتهم ومروا من أمام بيتي وهم يغنون ويرقصون بعد صلاة الفجر تماماً.. الناس يسبحون ويذكرون الله بعد الصلاة وهم يرقصون ويغنون فرحاً بقصف بيت من بيوت الله وقتل عدد من المسلمين، ولقد أخزاهم الباري سبحانه وتعالى ونجا الاخ رئيس الجمهورية ومن معه وإن شاء الله يعود قريباً بسلامة الله وحفظه.
علماء السوء
< في مثل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا وكثير من بلدان المسلمين يراهن الناس على دور العلماء للخروج من هذه الأزمة غير أن كثيراً منهم لم يقوموا بواجبهم بل إن بعضهم عمل على تأجيج المشكلة، الأمر الذي أفقد كثيراً من الناس ثقتهم بالعلماء، وهذا أمر ليس بالهين، ما تعليقكم على ذلك وما رسالتكم لهم؟
- يا أخي الأمور واضحة ولكن مشكلتنا الدنيا غرت حتى العلماء والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: «والله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم».. وبعض الناس اغتر بالدنيا وبالمال وهو عالم في الحقيقة عالم بما قال الله ورسوله وهناك كثيرون خالفوا القرآن والسنة نسأل الله لنا ولهم الهداية، والنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد بين لنا أن في آخر الزمان علماء يضلون أنفسهم ويضلون غيرهم.. وهناك أحاديث كثيرة في هذا الجانب نذكر ما تيسر منها: عن أنس بن مالك - رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره سلب ذوي العقول عقولهم حتى ينفذ فيهم قضاءه وقدره، فإذا مضى أمره وقدره رد اليهم عقولهم»، وفي صحيحي البخاري ومسلم عن حذيفة - رضي الله عنه - وهو رجل من أهل اليمن قال: «كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه فقال يا رسول نحن الآن في خير فهل من وراء هذا الخير شر قال: نعم قال: قلت وهل وراء ذلك الشر خير قال: نعم، قلت وهل من وراء ذلك الخير شر قال نعم: قلت كيف قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس، قلت كيف أصنع يا رسول الله ان أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع»، فهل الرئيس علي عبدالله صالح قد جلد ظهورنا أو أخذ مالنا أو قطع لسان أحد أو سجن علماءنا أو كمم أفواهنا، والله ما علمنا أنه فعل من ذلك شيئاً بل على العكس ندعوا الى الله في كل مكان ونجد منه العون والتشجيع، نسأل الله أن يعافيه ويشفيه، وما نحن فيه اليوم ينطبق تماماً مع حديث علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم: «يخرج قوم من أمتي يقرأون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرأون القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم لا يتجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» وهذا حال علماء السوء.
دمر البلد وفرقت الأمة
< نلاحظ أن الحزبية طغت بصورة واضحة على كثير من علماء المسلمين والدعاة والمرشدين لدرجة أنهم أصبحوا يفتون بما يملى عليهم ويتوافق مع انتماءاتهم الحزبية .. بماذا تفسرون ذلك؟.. وهل أنتم مع تحزب العالم؟
- اعلم أن السياسة نوعان: شيطانية ونبوية وسوف أبين كلاً منهما، أما السياسة الشيطانية فهي أن يكره الانسان الخير لأخيه ويعمل على هلاكه كما فعل ابليس مع أبينا آدم في الجنة وأخرجه منها، أما السياسة المحمدية فهي أن أحب لك الخير كما أحبه لنفسي وهذا ما يجب أن يكون عليه العالم أن ينقذ نفسه من جهنم ويعمل على إنقاذ الناس..
لا يجوز شرعاً
< نسمع العديد من أئمة المساجد والخطباء يدعون على ولي الأمر وأعوانه وأنصاره وعلى كل من يخالفهم الرأي بصورة مقيتة لم نسمعهم يدعون بمثلها على اليهود والنصارى .. فهل يجوز أن يدعو المسلم على أخيه المسلم؟
- لا يجوز أن يدعو الإنسان على مسلم مهما اختلف معه، فما بالك على ولي الأمر الذي واجب ومن السنة أن يدعو له.. الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - إمام المذهب عندما حدثت معه فتنة خلق القرآن سجنه السلطان وجلد ظهره فسألوه عن ذلك هل دعوت عليه قال: لا والله لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لجعلتها لولي الأمر، فإذا استجاب الله الدعوة وصلح ولي الأمر صلحت الأمة»، وكان رحمه الله - بذلك الضر يدعو لولي أمره، وقد أجمع جمهور العلماء أنه لا يجوز شرعاً أن يدعو المسلم على ولي الأمر مهما جار عليه، وعلى أهل اليمن أن يدعوا الله في كل صلاة أن يشفي الأخ الرئيس والذين أصيبوا معه ويردهم سالمين غانمين وأن يشفي جميع المرضى والمصابين وأن يرفع عنا مقته وغضبه وأن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين وأن يجنب بلادنا وبلاد المسلمين الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.
نفي العلامة العمراني
< نفى الشيخ العمراني ما نسب اليه في بيان مايسمى بعلماء اليمن .. ما تعليقكم على ذلك وهل هناك مبرر شرعي وفقهي يستدعي إصدار مثل ذلك البيان؟
- نعم أنا سمعت هذا الكلام من إذاعة صنعاء على لسان القاضي محمد العمراني نسأل الله أن يشفيه وقال إنهم جاءوا وغالطوه وهو تعبان طريح الفراش والمؤمن إذا قال صدق وإذا قيل له صدّق، وطبعاً لم يكن القاضي العمراني يعرف خلفية البيان وليس لديه القدرة للاطلاع عليه نتيجة مرضه، فاقتنع بما رد عليه الرجل أنه بيان لجمع الأمة وجمع الكلمة، فلما سمع البيان في التلفزيون انزعج، وعلى كل حال القاضي العمراني معروف ومشهور انه رجل فقه، أما العلماء الآخرون نسأل الله لنا ولهم الهداية والسلامة، فلو كان عندهم علم وفقه فعليهم تطبيق كتاب الله عز وجل، وأنا يكفيني آية واحدة في كتاب الله.. قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، والله جل جلاله أمرنا بطاعته وطاعة نبيه وطاعة ولي الأمر حتى ولو كان عبداً حبشياً.. هذه الآية لو تدبروها لكفتهم.. والآية التي تليها وضحت الحل والمخرج بقول الله تعالى: «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيراً وأحسن تأويلاً» والآية التي بعدها تفصل لنا تفصيلاً عجيباً على من ينطبق هذا الكلام، قال تعالى: «ألم ترَ إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالاً بعيداً، وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدوداً»، وهذا ينطبق تماماً على ما يحدث هذه الايام في بلادنا نقول لهم: تعالوا نحتكم إلى كتاب الله يردون «مش وقته» وهذا حدث عندما كلمت أحدهم، والذي يستهين بكتاب الله سوف يهينه الله في الدنيا والآخرة.
لا يتقبلون النصح
< ماذا عن دور جماعة الدعوة تجاه هذه الاحداث.. هل ذهبتم إلى أماكن الاعتصام ووضحتم رأي الشرع مما يقومون به، وماذا كان ردهم؟
- نعم لقد زار جماعة من رجال الدعوة الشباب المعتصمين ولكن لا جدوى من نصحهم فقد تم تعبئتهم تعبئة خاطئة كما قامت جماعة الدعوة- بإرسال مجموعة من الدعاة الى المساجد القريبة من أماكن الاعتصام وقمنا بدعوة مجموعة من شباب جامعة الايمان وحضروا إلى المسجد وجلسنا معهم ولكن -للأسف- وجدناهم متعصبين لرأيهم ولا يتقبلون النصح من أحد.
سيرفع الله العذاب
< برأيكم ما هو الحل للخروج من هذه الأزمة؟
- الحل موجود في القرآن يقول الله تعالى: «ما فرطنا في الكتاب من شيء»، ولكن من أضلهم الشيطان يجدون مرارة في العلاج ايضاً يجب أن يتحول الصالحون الى مصلحين لكي يرفع الله العذاب، ولاشك في قوله تعالى: «وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون»، أي صالح في نفسه مصلح لغيره، فنحن عندما نتحرك في هذا الأمر وندعو الناس الى الله سبحانه وتعالى سيرفع العذاب عنا وكلما زادت الشدة قرب الفرج.