اسامة الشرعبي -


أحداث تتوالى في الداخل والخارج تؤكد على وجود «تنظيم القاعدة» في اليمن وقدرته على التمدد والانتشار خاصة في مثل هذه الظروف، والانطلاق إلى أية بقعة في العالم.وحدهم أحزاب اللقاء المشترك ينكرون وجود التنظيم الإرهابي في اليمن، وأنه مجرد «اسطورة» وصورة خيالية في عقلية النظام- حد زعمهم- لإثارة الرعب في دول العالم واستدرار عطفها.
لكن «العالم» له رأي مغاير لهذه الصورة يسقط بها ورقة التوت من على عورة أحزاب اللقاء المشترك ومن يدور في فلكهم.. ويتأكد للعالم من جديد ومن خلال العملية البطولية الناجحة التي نفذتها القوات المسلحة والأمن، مؤخراً بمحافظة أبين، وتصفية (17) عنصراً من «تنظيم القاعدة» الإرهابي، وكذا عملية فرار أكثر من (60) عنصراً إرهابياً من «تنظيم القاعدة» من أحد سجون المكلا الخاص بهذه الجماعات الإرهابية خلال الأيام الماضية، إضافة إلى التقارير الدولية خاصة من الدول الشريكة مع اليمن في محاربة الإرهاب، أكدت جميعها- ليس وجود تنظيم القاعدة في اليمن وحسب- بل قدرته على التحرك والتوسع، واستهداف الداخل اليمني، والوصول منه إلى أي مكان في العالم، بعكس ما تعتقد وتروج له أحزاب اللقاء المشترك، بعدم وجوده أصلاً في اليمن، إنما هو صورة تخيلية للنظام والحزب الحاكم وقياداته من أجل استدرار عطف الخارج وابتزاز أمواله وتخويفه بهذه «الفزاعة»، الأمر الذي وجد ولايزال السخرية والتندر من دول الغرب والمنظمات الدولية، ومراكز البحث والخبراء والباحثين والمتابعين لشأن «تنظيم القاعدة» في اليمن. وحذرت مجلة «فورين بوليس» الأمريكية في عددها (الخميس الماضي) من خطر «تنظيم القاعدة» في اليمن الذي يتمدد ويتوسع، خاصة في ظل غياب صالح الذي يتلقى العلاج حالياً في المملكة العربية السعودية. وأكدت المجلة بنظرة مستقبلية على أن من «المفروض النظر لمشاكل وقضايا اليمن مجتمعة، فمحاربة القاعدة يجب أن يتزامن معها حلول ومعالجات أخرى خاصة الاقتصادية منها..». واستغرب الكاتب الأمريكي بيتر فين في «خدمة واشنطن بوست» الجمعة الماضية، من اطروحات المعارضة اليمنية «أحزاب اللقاء المشترك» التي تنكر وجود «تنظيم القاعدة» في اليمن وتهديده للعالم بالعمليات الإرهابية. وقال زميله غريغ ميلر الذي شاركه نفس المقال ان: «تنظيم القاعدة في اليمن وجزيرة العرب ليس (أسطورة) كما يدعي البعض،.. إنني على ثقة كبيرة أن المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أماكن أخرى يشعرون بالخوف من أن يستغل تنظيم قاعدة اليمن وجزيرة العرب الاضطرابات الجارية في اليمن لترسيخ قاعدته ولشن هجمات جديدة خلال الأسابيع القليلة القادمة..». وتلخص صحيفة «الوطن» السعودية في تقرير لها (السبت) بقولها إن: «المشهد السياسي القائم الآن في اليمن وبما يحمله من تعقيدات في ظل غياب الرئيس صالح، تبدو إدارة الحرب ضد القاعدة مختلفة تماماً، فـ«تنظيم القاعدة» سوف يحاول بكل جهده استغلال هذا الوضع الاستثنائى لتعزيز موقفه في الساحة وتثبيت مواقعه في المناطق التي يتواجد فيها، في إطار مسعى لإنشاء «إمارة إسلامية» تكون قادرة على فرض مشروعها في المستقبل، كما أنه يريد أن يصبح لاعباً مؤثراً في الساحة خلال السنوات القليلة المقبلة..».. وأكدت الصحيفة على أن «مشروع الدولة اليمنية في حالة استتباب الوضع وخروجها من (الغيبوبة) القائمة اليوم فإن مهمتها ستكون تصفية كل جيوب التنظيم من الأراضي اليمنية، والعمل على إسقاط هذا المشروع، وسيكون ذلك في إطار التعاون القائم بين النظام والدول الفاعلة في المعركة ضد القاعدة.. وهذه المهمة لن تكون سهلة إذا ما تأخر الحل للأزمة السياسية القائمة الآن، فأي تأخير في معالجة الأزمة القائمة في البلد لن يؤدي إلاّ إلى مزيد من مد القاعدة لنفوذها في المناطق التي تسيطر عليها..».