|
|
لقاء/ عبدالكريم محمد - رحب النائب الحقوقي محمد علي علاو- رئيس رابطة المعونة لحقوق الإنسان-بوفد المفوضية السامية لمجلس حقوق الإنسان بجنيف التابع للأمم المتحدة الذي يزور بلادنا حالياً في مهمة لجمع المعلومات حول الانتهاكات التي حصلت في حقوق الإنسان منذ اختلاق الأزمة السياسية قبل (5) أشهر وحتى اليوم.. مشيراً إلى أن أخطر الانتهاكات قد حصلت خلال هذه الفترة بسبب التوظيف السياسي للدين والممارسات والفكر الإرهابي الذي يقوده علي محسن صالح وحميد الأحمر وعبدالمجيد الزنداني، الذين حملهم كامل المسؤولية في الوقوف وراء الأحداث والجرائم التي حدثت في البلاد.موضحاً أن هناك جرائم سيحاكمون عليها أمام القضاء الوطني وأخرى أمام القضاء العالمي تتطلب تعاوناً دولياً، سيما وأنها أتت تندرج تحت مفهوم وفكر وسلوك الإرهاب والتطرف. ودعا علاو إلى تجفيف منابع الإرهاب وتقييد الفتاوى الدينية التي تدمر الإنسان والمجتمع وتشكل خطراً على العالم بأسره. وقال ان المنظمات الحقوقية وثقت أهم وأخطر الانتهاكات التي اقترفتها عناصر المشترك وتحديداً الجناح القبلي والاخواني والعسكري، مستدلاً على ذلك بجرائم أولاد الأحمر في حي الحصبة، وقطع لسان الشاعر الرميشي والاختطافات والاعتداءات المختلفة.. فإلى حصيلة الحوار:
< كيف تنظرون إلى زيارة وفد المفوضية السامية لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة؟ وما مدى أهميتها بالنسبة لكم كحقوقيين ومنظمات مجتمع مدني؟
-نحن كحقوقيين ومنظمات مجتمع مدني نرحب ببعثة وفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان للاطلاع على حالة حقوق الانسان في بلادنا وتوضيح الحقيقة وكشف الاباطيل والزيف التي يسوقها المرجفون وبعض منظمات المجتمع المدني التي تعمل على هدم الوطن.. «وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون».
المتسببون بالأزمة
< ما هي المهمة الرئيسة لوفد المفوضية برأيك؟
- المهمة الرئيسة للوفد هي جمع معلومات للجنة أخرى في جنيف لغرض تسهيل وصول الجناة الى العدالة أياً كانت، ومحاسبتهم أمام القضاء، وكل المتسببين بحدوث هذه الأزمة وتبعاتها سواء أكانوا أحزاباً أم سياسيين أم نخباً أم شخصيات دينية.. وغيره.
توظيف الدين
< أنتم كحقوقيين تمثلون منظمة حقوقية.. ما هي أهم القضايا التي تصديتم لها ورصدتموها معززة بالبراهين لتقدموها للبعثة؟
- نحن كمنظمات حقوقية تعيش في هذا المجتمع وتنتمي له وتعايش مجمل الاحداث والمتغيرات والصراعات الحاصلة فيه نعتبر أن أخطر وأهم وأسباب وجود الصراعات والتي أهمها الازمة الحالية التي أوصلت المجتمع والمواطن اليمني الى ما وصل اليه من شبه انهيار على كافة المستويات إضافة للجرائم التي ارتكبت بحقه.. ونعتبر أن أهم الأسباب أو قل كلها هو التوظيف السياسي للدين من قبل بعض الاحزاب والقوى التقليدية والتي يقودها كلها عبدالمجيد عزيز الزنداني، والذي يشكل مثلث خوف ورعب وإرهاب كبير وخطير على العالم وعلى اليمن، وهذا المثلث معروف أن أضلاعه وأقطابه وأهم مكوناته هما المنشق علي محسن صالح وحميد عبدالله الاحمر، وهؤلاء بكل صراحة ومصداقية ومسؤولية هم المتسببون الحقيقيون في الأزمة السياسية والاقتصادية الخانقة التي تمر بها اليمن، ومن يقف وراء كل الاحداث المخلة والانتهاكات لحقوق الانسان من خلال عسكرة أتباعهم وغسل عقول الشباب والناس البسطاء وتزييف الحقائق.
فكرة الجهاد
< ما الذي يجري اليوم في اليمن.. وكيف يمكن التغلب عليه؟
- ما يجري هو التوظيف الخاطئ للدين الذي يؤثر به على عواطف الناس البسطاء حيث يملأون صدورهم وعقولهم بفكرة الجهاد والدين ومحاربة الكفر والباطل والمتآمرين على الأمة من داخلها، ليزجوا بالناس والدين في الصراع السياسي، أما كيف يمكن التغلب عليه وتخليص المجتمع من ويلاته وسمومه ومهدداته فيأتي من خلال تضافر كل الجهود بما في ذلك إقليمياً وعالمياً لتجفيف منابع الارهاب وتقييد الفتاوى الدينية التي تصنع من رؤوس وعقول وأجساد الشباب ومحدودي المعرفة قنابل وأحزمة ناسفة ومتفجرات وآلات رعب ودمار وخراب على المجتمع اليمني والانساني، فهؤلاء يبيحون ويهدرون دماء الناس وأعراضهم، لذا يجب وقفهم والقضاء على فكرهم وخطرهم وموتهم الذي يوزعونه في كل مكان.
وثقنا الانتهاكات
< هل أنتم عازمون على رفع دعاوى قضائية ضد الجناة الذين ارتكبوا جرائم في حق المواطن اليمني؟ وهل هناك توكيلات معينة حصلتم عليها من أهالي بعض المجني عليهم في الحصبة وغيرها؟
- بدون شك.. فلدينا ملفات كبيرة ومهمة لقضايا خطيرة وانتهاكات صريحة وفظيعة في حق الانسان من قبل هؤلاء المتطرفين، وفيما يخص تحريك هذه الملفات في اتجاه المحاكم ومجلس حقوق الانسان، نحب أن نؤكد من خلال صحيفتكم أن هناك مجموعة من زملائنا الذين يمثلون المنظمات المدنية والحقوقية المتعددة التقوا بوفد المفوضية السامية لمجلس حقوق الانسان، سواء في بلادنا خلال هذا الاسبوع والاسبوع الفائت في جنيف خلال الشهر الماضي. أقول أغلب المنظمات قد وثقت العديد من الانتهاكات وما حصل في بلادنا خلال الخمسة الاشهر الماضية من جرائم، فكلها أو قل معظمها موثقة لدينا سواء ضحايا الارهاب، أو انتهاكات حقوق الانسان وسوف تقدم لوفد مفوضية حقوق الانسان، ومهمتنا هي تحقيق العدالة واثباتها وعدم إفلات المجرمين من العقاب.
قضايا نوعية
< هل رتبتم مسألة الدفع ببعض ضحايا الانتهاكات لمقابلة وفد المفوضية السامية الذي يزور بلادنا حالياً؟
- مهمتنا الأساسية والأهم هي توثيق الانتهاكات وتدوينها ومن ثم تسليمها للوفد وأحياناً هناك قضايا نوعية تستدعي مقابلة الوفد لبعض الضحايا.. مثل الشاعر المبدع وليد الرميشي الذي قطعت القوى الظلامية لسانه وغيرها من الاعتداءات الجسدية أو الخطف والاخفاء القسري، والتهديد وغيره.. باختصار هناك حالات نوعية نقدمها أو قل ندفع بها لمقابلة الوفد كحالتين أو ثلاث مثلاً كشهود، ولا مانع أن نقدم شاهداً في نوع من أنواع الجرائم التي رصدناها، لأننا رصدنا الجرائم الممنهجة.
انتهكت كل الحقوق
< ما نوع الجرائم الممنهجة التي رصدتموها؟
- لقد ارتكبت جرائم كثيرة.. انتهكت كل الحقوق.. لكن نحن في الواقع رصدنا الانتهاكات الممنهجة التي ارتكبت بسبب التوظيف السياسي الخاطئ للدين.. كجريمة قطع لسان الشاعر الرميشي وبالتالي رصدنا ما سقط من ضحايا منذ فترة وإلى اليوم والتي جاءت نتيجة لتحالف القوى المتطرفة من القبليين والدينيين والعسكريين.
نحاججهم
< هناك من يتخوفون من مسألة التأثير العاطفي لقوى المعارضة من خلال تقديم نفسها أمام وفد المفوضية كضحية.. وكيف يمكن أن نبدد هذه المخاوف؟
- الإنسان قوي بحجته.. بما يمتلكه من حجة ومن حق ومن قضية عادلة ومظلمة واضحة، ما دام وأنت لديك الأدلة والبراهين فلن يستطيع أي إنسان في العالم أن يقف في طريقك أو يؤثر على قضيتك، لأنك تحاجج الناس بأدلتك وبراهينك.. ووفد أو قل جهة كمجلس حقوق الإنسان هم في الأساس حقوقيون وليسوا سياسيين والحقوقيون يتعاملون في المقام الأول بالأدلة والبراهين، ما دام ولديك الأدلة والحجج فليس هناك أي خوف.
القضاء الوطني والدولي
< كيف يمكن ملاحقة الجناة محلياً ودولياً؟
- أولاً: أي انتهاكات حصلت لحقوق الإنسان داخل اليمن القضاء الوطني هو المختص أصلاً في التعامل معها وتحقيق العدالة فيها.. ثانياً: الجرائم الإرهابية أو بمعنى الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية، هذا وضعه يختلف.. هناك جرائم ارتكبت على خلفية دينية متطرفة، فهذه لابد فيها من مساعدة المجتمع الدولي لنتعاون معه لمحاكمة الجناة دولياً.. خاصة وهناك اشخاص مطلوبون من قبل مجلس الأمن بسبب نشاطات إرهابية مثل: عبدالمجيد الزنداني، الذي سبق وأن صدر به قرار من مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة لشراكته في الإرهاب، وتنظيم القاعدة.. نحن سنتعاون مع المجتمع الدولي من أجل تقديمه للعدالة هو ومن معه من الشركاء المحليين، أما بالنسبة لقضايا الانتهاكات الأخرى فسوف تنظر أمام القضاء الوطني الذي هو محترم ونزيه، والذي سيحاكم أمامه كل من ارتكب جرائم في حقوق الإنسان خلال هذه الأزمة.
جمع معلومات
< كيف لمستم تفاعل وتعامل وفد المفوضية مع قضايا الانتهاكات التي قد عرضت عليه في الأيام الأولى من الزيارة والمقابلات التي أجراها مع عدة أطراف.. وماهي المهمة الرئيسية لهذا الوفد من خلال هذه الزيارة؟
- مهمة هذا الوفد الالتقاء بجميع الأطراف وأخذ المعلومات منها لا أقل ولا أكثر، لأنه ليس فريق تحقيق، هو فقط يجمع المعلومات ومن ثم يسلمها للفريق الآخر في جنيف وهذا الأخير هو الذي سيعد التقارير والذي أيضاً سيأتي لتقصي الحقائق.
وقت حسابهم
< ماهي رسالتكم للمجني عليهم، خاصة وقد سمعنا أن هناك انتهاكات فظيعة حصلت للمواطنين في حي الحصبة وأولئك الضحايا متخوفون من رفع دعاوى ضد الجناة؟
- كل ما حصل في الحصبة يتحمل مسؤوليته أولاد الأحمر، لأنهم من قام بالتمرد المسلح ضد سلطات دولة قائمة بغض النظر أن يكون هناك شهداء وأعمال أخرى.. لكن من يتحمل المسؤولية هو الذي فجر الموقف.. القانون والدستور يقول إنه لا يرفع كائن من كان السلاح في وجه الدولة، فمن رفع السلاح في وجهها يعتبر مخالفاً للدستور والقانون، ويدرج مباشرة في قائمة قُطاع الطرق.. أما رسالتي للمجني عليهم هي أن يساعدونا في رصد وتوثيق الانتهاكات لأنها فرصة لا تعوض لمحاسبة المسؤولين عن الأزمة الحالية في اليمن فالقضاء المحلي والدولي سيطال هؤلاء الإرهابيين والمجرمين.. وقد أتى الوقت المناسب لتقديمهم للعدالة، ولزملائي الحقوقيون أقول لهم علينا أن نتقي الله في اليمن ونحافظ على بلادنا وعلى ديمقراطيتنا ومكتسباتنا وحياديتنا، ونخلص الوطن من الإرهاب.
بلا نقاط تقطع.. أخيراً نقطة حوار نجيب شجاع الدين بلا نقاط تقطع.. أخيراً نقطة حوار
تشبه العاصمة صنعاء وهي تخوض آلام ومتاعب شهرها السادس وكأنها شبكة كلمات متقاطعة عشوائية الصنع وغريبة الابتكار والتأليف، حيث تتكون من قرابة 60 حاجزاً اسمنتياً وترابياً يتربع كامل الطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية التي بها تتوقف أيضاً عندما يتجاوز (50) نقطة تفتيش من شأنها وضع النقاط على حروف الجهات التابعة لها ومن هي صاحبة الحق في تغيير اتجاهات السير كما تريد إما بشكل عمودي أو أفقي. لا يعني ذلك ان الأمن مستتب وكل شيء تمام يا... كما كنا نسمع.. بل إن ما نراه الآن يقطع الشك باليقين الى أجزاء متناثرة بدليل أن بعض هذه الخطوط مغلقة أمام المواطنين بقوة السلاح.. إضافة الى أن الفترة السابقة وما رافقها من أحداث جعلت أية جهة مسلحة قادرة على فرض نقاطها في الطريق. هذه المدينة ومنذ حوالى 40 يوماً تمضي شؤونها صامتة بالتهدئة رغم ان الكلمة الاخيرة تفصل على الدوام لوقت محدد بين مواعيد حرب وحرب.وليكن فإنه من الجلي أن مدتها ستدوم طويلاً وربما تزول وذلك استجابة للمتغيرات الدراماتيكية التي أعقبتها حيث تم استهداف رئيس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة ولاتزال الأنباء تتواتر حول صحة رئيس الجمهورية وانها -والحمد لله- في تحسن مستمر. الحقيقة ان الكثيرين لم يصدقوا بعد أغلب الانباء التي حملت اسم اليمن خلال الستة الأشهر الماضية رغم أن بعضها كاذب ومنها ما حدث بطريقة مباشرة في النقل والقول والفعل وبصورة عاجلة ومستعجلة للغاية. الجميع غير قادرين على معرفة كيف حدث ما حدث ومن يقدر على كشف وجوه الحق والباطل بشأن تفاصيلها ويقدم لهم المعلومات الدقيقة الواضحة بعيداً عن الاكاذيب وتهييج اسباب الصراع ومشاعر الحقد.كيفما حسبتها في الوقت الراهن فلن تصل لنتيجة مؤكدة سوى أن هناك عدة أطراف اكتشفت أخيراً مواهبها وأن لديها القدرة على منافسة «هوليود». لقد أحسن الأخ عبدربه منصور هادي أمين عام المؤتمر الشعبي العام صنعاً عندما بدأ إجراءاته بفرض التهدئة في عدة جوانب وكم نحن بحاجة الآن للهدوء اضافة الى عودة خدمات الكهرباء والغاز المنزلي ووقود السيارات وغيرها من المشتقات النفطية والمواد الاستهلاكية بالطريقة والسعر المقبولين وعلى النحو الذي لا يؤدي لاحتراق الاعصاب واستنزاف الجيب والجهد. خمسة أشهر تركت آثارها السيئة على نفوس اليمنيين من خلال الخطاب الاعلامي الذي بدأ بدعوتنا لمحاكاة ما وقع في دول مجاورة سعياً في تحقيق الرقي والتحضر وانتهى بأن كان قد بدأ يقنعنا بضرورة الانتقام فيما بيننا وبين الاخوة والأخوة المسلحين بالذات..ولابد من حسم الأمور بقوة اليد.. شهدنا سباق تسلح غير مسبوق لولا أن حكمة الانسان اليمني تحرم وتجرِّم القتل وتغلبت على رغبات الفتنة، كما أن الفترة الماضية عطلت أغلب تفاصيل حياة المجتمع شردتهم وأجاعتهم وفي الوقت ذاته أقنعتهم بأن العمل السياسي والاحزاب في اليمن ليس الا شيئاً مرادفاً للمعصية، فجميعها يقطع الرزق. الثابت حتى هذه اللحظة أن ساحات الاعتصام لم تعد لافتة للانتباه مهما تركزت عليها عدسات الفضائيات وركزتها في مربعاتها الفضية إذ يشعر الجميع بما فيهم المعتصمون والمنسحبون وبالنظر الى وقائع الايام الماضية كما لو أن شيئاً ما تسلل الى كلماتهم مع مرور الأيام وأن عقبة ما غير محددة وغير منددة أو مؤيدة لكنها خطيرة تقف في وجوههم وما يريدون تحقيقه من أجل الشعب والوطن. خمسة أشهر جربنا فيها كل الوسائل ولم يتبقَ سوى عنصر الحوار والتفاهم.. علينا العودة للنقاش على طاولة واحدة ونحدد الحلول السليمة والسلمية لكافة مشاكلنا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|