بليغ الحطابي -
انكشفت النوايا وسقطت أقنعة الزيف والخيانة لوجوه كثيرة معظمها كان غير متوقع تهاويه وسقوطه في القيعان السحيقة لاضمحلال أفكاره ليقدم نفسه صانعاً للموت وتاجراً محترفاً بدماء الأبرياء وكبيدق له مكاسبه وأهدافه في جر الوطن الى مستنقع الفوضى والعنف وقطع كل الإمدادات عن مواطنيه.. وهي لعبة قذرة برزت معالمها حين ركب البعض موجة التغيير غير مدركين لمخاطر ما بعد... وإلى أين..؟ وهي ذات التساؤلات التي أماط اللثام عن إجاباتها الاحداث والنوازع الشهوانية التي عبر عنها أصحاب الأوهام المريضة والساعون لصياغة مستقبل مليء بالوطاويط وخفافيش الظلام ومصاصي الدماء.. ومثل هذه الصورة والنماذج التي يعاني منها مجتمعنا اليوم لا تعد كونها تؤدي أدواراً تشرح التراجيديا الدموية وتتقمص أدوار الوحوش الذين تتجسد شخصيتهم في هيئة إنسان وروح شيطانية لتسرد تفاصيل المشروع الانقلابي على الشرعية وعلى إرادة المواطنين اليمنيين، والذي جرى التخطيط له منذ وقت مبكر وبالذات حين أعلنت أحزاب المشترك رفضها للحوار مع المؤتمر الشعبي العام والتنكر لكل الاتفاقات والتفاهمات التي جرت خلال الفترة الماضية، لترتفع فيما بعد وتيرة أعمال التخريب والخروج عن النظام والقانون وتشكيل حركة تمرد مسلح تحت دعاوى المدنية والحقوق والحريات، والاعتداء على مؤسسات الدولة وموظفيها سيما الجنود ورجال الأمن والشرطة وتنفيذ هجمات على مواقعهم العسكرية لا تقل شأناً عما يقوم به حليفهم الأبرز «تنظيم القاعدة» الذين يعتدون على أبناء محافظتي لحج وأبين ومحاولين تهديد عدن - كهدف رئيسي لهم - التي تمثل أهمية استراتيجية عالمية، وايضاً ينفذون هجماتهم الانتحارية بالتعاون مع المسلحين القبليين التابعين لأولاد الأحمر ومليشيات الاخوان المسلمين وطلاب جامعة الايمان لمواقع الامن والحرس الجمهوري في منطقة أرحب التي يحاولوا أن يحولوها إلى كر لهم. هذه الهجمة الشرسة على أبناء القوات المسلحة والأمن ومحاولة ضرب هذه المؤسسة الوطنية ما كان لها أن تتم لولا الدعم والمساندة التي يتلقونها من الجنرال المنشق علي محسن الذي كان يوماً ما ركناً رئيساً من أركان الدولة والنظام والذي تخفّى برداء الدولة وخلف جلباب النظام والقانون فيما هو في الاصل إرهابي من الطراز الفريد بذلك استخدامه لكل إمكانات الدولة وقوانينها لدعم «الاخوان» حراس بن لادن وجنوده لهم بمثابة الأم وحول المنشآت العسكرية التي يقودها من منشأة للوطن الى وكر للإرهابيين الذين يخططون وينفذون عمليات التنكيل والقتل بحق أبنائنا واخواننا في كل مكان في وطننا، فهؤلاء الإرهابيون هم من يقومون بأعمال التقطع وحصار المدن والمحافظات ومنع وصول امدادات الغذاء والنفط وغير ذلك الى العاصمة وبقية محافظات الجمهورية ومعهم مليشيات المشترك وعصابات أولاد الأحمر. لقد شدتني عبارة قالها العميد ركن يحيى محمد عبدالله صالح أركان حرب قوات الأمن المركزي في لقاء أخير له أن المرتد علي محسن وبعد انشقاقه عن المؤسسة العسكرية قد ارتكب خيانة عظمى ضد الوطن والمواطن، فكان من كان له الفضل في جعله رجل ذي شأن عظيم، وهو قائدنا المفدى فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. فيما هذا «المحزن» في الواقع لا يستحق أن يكون بواباً لعمارة أو لمبنى أو لمنشأة.. فعلاً مثل هؤلاء الاشخاص لا يستحقون العيش بين الرجال الشرفاء الابطال المدافعين عن حياض الوطن وأمنه واستقراره الذين كنّ لهم شعبنا كل ولاء واحترام وتقدير.. أما أمثال المنشق علي محسن فمكانه الحقيقي مزبلة التاريخ أو على قائمة مجرمي الحرب نتيجة ما يقترفه من جرائم بحق شعبنا ووطننا واقتصادنا. إذاً نحن أمام خيانة عظمى لا يبررها شرع ولا قانون ولا دين ولا ملة ليس لهذا «المدعو علي محسن» وحده وإنما لكل من شاركوه وساعدوه في تنفيذ مخططه الانقلابي ومن لا يزالون يقلقون أمن وسكينة المواطن والوطن ويزعزعون استقراره في أرحب وزنجبار والحوطة ومارب والحصبة والحيمة وتعز وغيرها من المناطق.. حالة لا ينبغي التهاون معها والتغاضي عنها سيما بعد أن قرعت بوابات دار الرئاسة باستهداف القائد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وعدد من مسؤولي الدولة في محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية.. وهي دعوة لأفراد ومنتسبي القوات المسلحة والأمن الشجاعة والباسلة لمواجهة تلك العناصر الحاقدة والتصدي لمخططاتها الغادرة، والوقوف الى جانب الشرعية الدستورية والانتصار لها ولإرادة الشعب. من خلال ما ورد والاحداث الجارية التي تشهدها الساحة الوطنية والتي تعد استمراراً للمشروع الانقلابي على دولة النظام والقانون والديمقراطية أجدها فرصة لألفت أنظار الكتّاب والمفكرين الى توثيق الاحداث بمعزل عما شهدته بعض الدول العربية وكيف تحولت مطالب الشباب الى مشروع انقلابي فتح الباب واسعاً لمشاريع الارهاب والترهيب بدعم ومساندة المنشق الجنرال علي محسن الذي لا يستحق فعلاً إلا أن يكون بواباً وأقل من ذلك..!