أحمد عبدالعزيز -
عندما تولى فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام مقاليد الحكم في 17 يوليو 1978م، كان جل همه وفي مقدمة أولوياته القضاء على كافة اشكال الاقتتال والتصفيات والعنف بين الأخوة اليمنيين، وكان محقاً في ذلك وحقق النجاحات المشهودة والمقدرة، لكن وقبل أن يلفظ انفاسه من تلك المعارك وجد نفسه في معركة جديدة أشد ضراوة وشراسة من سابقتها وتمثلت في بروز الجماعات الإرهابية المتطرفة، حيث كان له قصب السبق في إدراك كنهها وسبر اغوارها قبل غيره. ويسجل للزعيم الرمز أنه أول من أعلن قبول التحدي في مواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة داعياً في ذلك إلى تعاون دولي وأممي لا يستثني دولة أو مجتمعاً كون الخطر يهدد الجميع دون استثناء، فقوبلت دعواته وتحذيراته تلك بالايجاب وعلى استحياء من بعض الدول، وبتهميش ولا مبالاة من دول كثيرة أخرى. لقد جاءت تحذيرات وتنبيهات الزعيم الرمز للأسرة الدولية بخطر الإرهاب والتطرف الذي يتهدد الجميع في أواخر تسعينيات القرن الماضي وتحديداً في العام 1998م، عندما قامت جماعات إرهابية باختطاف سياح أجانب في اليمن، حتى جاء العام 2000م وفي أكتوبر منه تحديداً ليحمل معه حادثاً إرهابياً جديداً والمتمثل في الاعتدء على المدمرة الأمريكية «كول» في ميناء عدن ليفتح عيون عدد قليل من دول العالم على خطر هذه الآفة التي حذرت منها اليمن، قبل أن يأتي الحادث الجلل في سبتمبر 2001م الذي زلزل أركان العالم ووضع الجميع في خانة واحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف. وبعد سنوات قليلة تالية- لم تتوقف حتى اليوم- توالت العمليات الإرهابية المتطرفة وطالت معاقل الدول الكبرى في أمريكا وأوروبا، واثبتت جماعات الإرهاب والتطرف، وفي مقدمتها «تنظيم القاعدة» الإرهابي أن أياديهم يمكن أن تصل إلى أي مكان في العالم.. اليوم.. حاضراً وراهناً تعلنها الدول الكبرى والمنظمات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب والتطرف أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد سبق الجميع بالتحذير والتنبيه بخطر الإرهاب، وجميعهم يؤكدون أن اليمن بات لاعباًأساسياً في التصدي للإرهاب والتطرف، وأن علي عبدالله صالح قائدٌ في هذه المهمة الدولية لايمكن الاستغناء عنه.