موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت - C:UsersMansourDesktopفيصل جلول يكتب عن عمى الثوار العرب- الميثاق نت

الخميس, 28-يوليو-2011
فيصل جلول -

يعمد بعض سائقي السيارات المبتدئين إلى معالجة عدد من المشاكل التي يصادفونها بالإصرار والانفعال. ومن بين ردود فعلهم أن يصر السائق على استخدام مفتاح «الكونتاكت» مرارا عندما تفرغ السيارة من الوقود .فبدلا من أن ينتبه إلى إشارة الوقود وبالتالي ركن السيارة إلى جانب الطريق واللجوء إلى اقرب محطة بنزين للحصول على البنزين تراه يعاند ويشعل «الكونتاكت» دون توقف مخمنا انه إذا كرر المحاولة ربما تنطلق السيارة مجددا. وهكذا بدلا من حل المشكلة تراه بفعله المتوتر يتسبب بمشكلة ثانية وثالثة اعني بذلك تخريب «الكونتاكت» وربما تخريب البطارية إذا كان صاحبنا شديد التوتر والإصرار على تقديره الخاطيء للعطل الطاريء.
في المجتمعات السياسية الديمقراطية المبتدئة قد لا يتصرف رجال السياسة بطريقة أفضل من سائقي السيارات المحدودي الخبرة فتراهم يصرون على الإضراب أو التظاهر أو الثورة بداعي الكبرياء ويحرمون أنصارهم من هامش المناورة التفاوضي. والراجح أن أصحابنا لا ينتبهون إلى أنهم يستخدمون هذه الوسائل المستوردة من المجتمعات السياسية الغربية المجربة والمختلفة عن مجتمعاتنا السياسية في أمرين أساسيين ألأول أنها مجتمعات سيدة ومسيطرة على العالم ونحن ننتمي إلى مجتمعات سياسية تابعة وخاضعة للسيطرة الغربية والأمر الثاني هو أنهم أغنياء في الثروة والخبرة السياسية ونحن فقراء في الثروة والخبرة السياسية هذا إذا أردنا أن نغض الطرف عن الاختلاف الحاسم في الانتماء الحضاري والتجربة التاريخية لكلينا.
إن إلقاء نظرة على الوسائل المذكورة أعلاه والمستخدمة في الديمقراطيات الغربية تساعد في إيضاح الاستنتاج المراد من هذه المقارنة.ونقارب مثالا من فرنسا التي شهدت ثورة طلابية في العام 1968 امتدت إلى العمال والمزارعين وانتهت بعدد من الإصلاحات المهمة في هذا البلد. كان معارضو ديغول أو الثوار بحسب وصفهم يتظاهرون في الضفة اليسرى للعاصمة باريس ويتظاهر أنصاره في الضفة اليمنى للعاصمة نفسها. يومذاك لم يتوجه مفكر فرنسي باللوم لمؤيدي ديغول ولم يستغرب تظاهراتهم؟؟!!! كما فعل مفكر عربي لام المتظاهرين المؤيدين للرئيس علي عبدالله صالح وبشار الأسد والمح إلى انهم أغبياء مقابل المعارضين الأذكياء. ومعروف أن الثورة الفرنسية في ذلك العام انتهت باستقالة ديغول بعد أن ضمن باستقالته حماية نظامه اليميني الذي لم يمس في جوهره وفي المصالح التي يمثلها وسيبقى هذا النظام في الحكم حتى عهد فرانسوا ميتران عام 1981وسيستأنف لعشرين سنة أخرى مع جاك شيراك ونيقولا ساركوزي.أما حصيلة الثورة المذكورة فتلخصت بخروج الثوار منها دون أن يدمروا بلادهم وقد نالوا اقل القليل من مطالبهم وحصلوا من بعد على البقية عبر ضغوط سلمية متواصلة.
ثمة من يقول من بين ثوارنا الكرام: نعم نريد أن يستقيل الرئيس علي عبدالله صالح كما استقال الجنرال ديغول وان يستقيل الرئيس بشار الأسد كما استقال الرئيس الفرنسي عبر ثورة طلابية أو شبابية سلمية والرد المنطقي على هذا القول أن الأسد وصالح ليسا كديغول ومعارضي الأسد وصالح ليسوا كمعارضي ديغول أيضا وفرنسا ليست كسوريا واليمن. ما يعني أن ما يصح هناك لا يصح هنا وان الرهان على نيل الحقوق هنا يختلف عنها هناك.. نعم أيها السادة لسنا مثلهم وان كنا نصر على التشبه بهم ونستخدم وسائلهم وبعض أفكارهم. وأقول هذا الكلام للسلطة والمعارضة وليس لطرف دون آخر ذلك أن الأمر يتصل بسلطتين وليس بسلطة واحدة فالمعارضة هي سلطة مرشحة للحكم أي قيد الانتظار وليست مؤلفة من منشدين صوفيين يطلقون المدائح لوجه الله تعالى.
وإذ نؤكد أننا سلطة ومعارضة لسنا مثلهم يأتينا جواب آخر:.. طيب.. مصر ليست مثلهم ورحل مبارك وتونس ليست مثلهم ورحل بن علي فلماذا لا يتكرر نفس السيناريو في اليمن وسوريا وليبيا؟ والسؤال لايخلو من المنطق لان المثالين المصري والتونسي يقدمان جوابا مختلفا عن الجواب اليمني والسوري والليبي والاختلاف يكمن في العديد من النواحي ولكن أبرزها في اعتقادي أن الرئيس التونسي المنصرف اختار أن يكون وسيطا بين بلاده والسوق الرأسمالية العالمية فكان أن خضع لأول ضغط غربي أمريكي ورحل سريعا خوفا من أن يؤدي إصراره على البقاء في الحكم إلى الإضرار بمصالح الغرب في بلاده ومثله فعل الرئيس المصري حسني مبارك الذي ارتضى أن يحكم بلاده تت سقف اتفاقية كامب ديفيد فكان أن رحل بضغط من الجماعة الضامنة لحكمه حتى لا تتجذر الثورة المصرية وتطيح بالاتفاقية المذكورة وتضع شروطا جذرية للملاحة في قناة السويس. هذا ما وقع في مصر وفي تونس حيث الحاكم مسنود بقوة من الخارج وبالتالي لا يقيم وزنا لعواطف ومواقف شعبه فكان أن سقط في اللحظة الأولى التي طالبه أهل الخارج بالرحيل ودون أن يدافع عنه ألف متظاهر من أبناء شعبه وهو أمر مختلف عن حال الرؤساء في اليمن وسوريا وجزئيا في ليبيا. فالحكم في سوريا بني منذ عهد الرئيس حافظ الأسد على الامتناع عن طاعة الغرب إلا«وقت الحشرة»وقد وفر الوسائل اللازمة لهذه الاستراتيجية فهو ارتضى العزلة عن الخارج ولا يدين للسوق الرأسمالية بشيء ناهيك عن بنائه اقتصادا متناسبا مع هذا الخيار وتكتيل مجموعة كبيرة من المصالح حول هذا الخيار ولعل هذا ما يسمح لوزير الخارجية السوري أن يقول ردا على الموقف الأوروبي المتشدد من بلاده «...نريد أن ننسى أن أوروبا موجودة على الخارطة»وهولا يبالغ في إعلانه لان التبادل التجاري السوري الأوروبي محدود للغاية
وفي السياق يمكن القول أن الغرب لا يتمتع بنفوذ قوي في اليمن و الحكم لا يدين للفرنسيين والأمريكيين بوجوده ناهيك عن أن الدولة اليمنية الموحدة هي قيد التكوين وأن البنى التحتية اليمنية الاقتصادية والثقافية مازلت في مرحلة انتقالية ولم تنخرط البلاد بعد في السوق الرأسمالية ويمانع جزء هام من المجتمع هذا الانخراط (خطف السياح) وهذا الأمر يفسر بقاء مليارات القروض المخصصة لليمن دون استهلاك نظرا لتردد النظام في الخضوع لشروط السوق الرأسمالية وتردد الغرب في صرف المليارات المذكورة دون الحصول على ضمانات بان يرمي هذا البلد نفسه في شدق الوحش الرأسمالي. أما في ليبيا فقد صار واضحا أن القذافي بنى حكما قويا لقبيلتين كبيريتين وبعض أفخاذ القبائل الأخرى المستتبعة أو المتحالفة وهذا الحكم هو الذي يقاوم اليوم مهددا ليبيا بأسرها بالتقسيم أو الحرب الأهلية.
يفصح ما سبق عن حقيقة لايريد دعاة«الثورة العربية»الاعتراف بها لأنهم صاروا أسرى المثالين التونسي والمصري من جهة ولأنهم من جهة أخرى لايريدون الاقرار بالحقائق القاهرة في بلدانهم تماما كذلك السائق الذي يحرك «الكونتاكت» كي تنطلق سيارته الخالية من البنزين ويواصل الدق دون جدوى مغامرا بزيادة الأعطال وربما بتخريب نظام السيارة برمته.
ومثلما يحتاج السائق تشخيصاً صائباً لسبب العطل الذي طرأ على سيارته حتى يتمكن من معالجته تحتاج الثورات المذكورة للوصول إلى أهدافها إلى شيء آخر غير الفيديوهات المصورة والشهود الملقنين في الفضائيات العربية ذلك أن كثرة الإعلام الدعاوى تقتل الهدف من الإعلام وتضعف الثوار بدلا من أن تؤازرهم.
وكما تحتاج السيارة المتوقفة إلى بترول لتنطلق من جديد يحتاج الثوار إلى تحقيق مطالبهم ليس عبر الإصرار على إسقاط نظام يدافع عنه حتى الموت قطاع واسع من أهل البلاد إن لم تكن أغلبيتهم الساحقة وإنما إلى شراكة في الحكم تمنح الثوار حقوقهم دون إن تطيح بحقوق شطر واسع من مواطنيهم ممن يدعمون النظام ويلتفون حوله... ما يعني أن الحوار هو الطريق الأوحد للوصول إلى الحقوق بوسائل سلمية أما العنف فانه اقصر الطرق نحو الهاوية أي ما يشبه الصوملة والمصير البائس.

*عن"26سبتمبر"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)