لقاء/ نجيب شجاع الدين - من وجهة نظره.. تقسم الشاعر ثلاثة أشياء: الخيال، الواقع، وملكة القصيدة.
الشاعر النبطي سلطان مجلي -مدينة جُبن محافظة الضالع- مغترب يمني اماراتي له حضوره المتميز على ساحة الأدب في الامارات والخليج..في صباحية شعرية أُقيمت ببيت الثقافة.. استمتع الحاضرون وخفت نفوسهم طرباً من استرسال سلطان وبوحه لقصائد حب الوطن وحب المرأة.
)الميثاق(استضافت الشاعر مجلي.. الإماراتي الشعر، فإلى الحصيلة..
لقاء/ نجيب شجاع الدين
> بعد غيابك لسنوات عن الوطن.. كيف وجدته الآن؟
- بفضل الله سبحانه وتعالى من أهم المنجزات التي تحققت في اليمن الأمن والأمان السائدان في هذا الوطن الحبيب وبدون شك هناك تطور معماري.. ايضاً التطور الثقافي والاعلامي، وهناك حضور للأدب والشعر بشكل جميل حقيقة أنا فوجئت به.
> إذاً ما تقييمك للمشهد الثقافي في اليمن؟
- أنا أتيت في نهاية يوليو الماضي وبقيت حوالي أربعة اشهر ولاحظت ان معالي وزير الثقافة الاستاذ خالد الرويشان يقوم بمجهود اكثر من جبار في اعطاء المبدعين حقهم وامكانية تواجدهم، واثرائهم لهذا التراث والساحة الادبية من خلال حرصه وتواصله مع كل المهتمين بالاشياء التراثية والثقافية في اليمن كونها منبعاً للحضارات على مستوى الجزيرة العربية بشكل عام.
> الشعر النبطي.. لماذا اخترت هذا اللون؟
- اولاً انا اعيش منذ طفولتي في دولة الامارات.. اختلطت بأهلها وناسها وكأني واحد منها.. فكانت الاقرب الى قلبي من حيث اللغة والمفردات وكان الشعر النبطي الاقرب اليَّ.. اضف الى ذلك الشعر الشعبي اليمني، إن أتيت الى الشعر النبطي فهو ليس بعيداً عنه خصوصاً في المناطق الوسطى كيافع والبيضاء، حضرموت، شبوة، الضالع.. الخ.
> هل هذا يعني ان الشعر النبطي في الخليج امتداد للشعر الشعبي في اليمن؟
- الشعر النبطي مصدره واساسه اليمن وشيء بدهي ان يكون امتداداً له.
> كيف تتواصل مع الأدب اليمني.. وبمن تأثرت من الأدباء اليمنيين؟
- لا أخفيك القول إني مُقل ومقصر في هذا الجانب، بسبب كثرة انشغالي في المهجر ولاهتمامي بالخط الذي اخترته لنفسي. إن اختياري للشعر النبطي باللهة الخليجية جاء لأن الاسرة جميعها تكتب الشعر سواءً أبي او جدي او ابناء عمومتي.. الاستاذ عبدالناصر يجيد الشعر الحداثي الفصيح، وشيخ مشائخ جُبن الشيخ ابراهيم.. اخي ايضاً يكتب الشعر الشعبي.. لذلك فضَّلت ان يكون لي خط مغاير لهم.
> هل حققت الشهرة في هذا المجال على الساحة الخليجية؟
- أحمد الله اني استطعت خلال الفترة القصيرة السنوات الخمس ان انقش اسمي واحفره في ذاكرة الكثير من الناس وقلوبهم.. أحييت اكثر من ستين امسية شعرية داخل دولة الامارات وخارجها ولي ديوان مسموع بعنوان »أربعة* أربعة« نزل الاسواق ولاقى اصداء ومبيعات كبيرة جداً أكثر مما توقعته.
في الامارات لي كثير من الاغاني وتعاملات مع فنانين خليجيين ابرزهم الفنانة احلام.. وآخر ما طرح لي من أعمال هو اغنية »وطنية« شارك في كتابتها الشاعر الاماراتي الكبير الاستاذ علي الخوا وهو من تبناني ولحنها الفنان الاماراتي المبدع فهد سعيد بثت كدويتو للفنانة الاماراتية أحلام والفنان خالد بن سعيد.. ايضاً من الاغاني التي طرحت لي مؤخراً اغنية بعنوان »اماراتي« من ألحان طارق المقبل وغناها الفنان الشاب سعيد المسالم واغنية بعنوان »لله حكمه« في ألبوم الفنان وليد ابراهيم.. الى جانب ذلك من الفنانين الذين غنوا من أشعاري الفنان هزاع المنهالي اغنيتان في شريطه الأول بعنوان قلب واحد، ومغرم، وللفنان محمد الأحمد اغنية من علمك.. والفنانة البحرينية وعد غنت لي اغنية ذنبك على جنبك، والكثير من الأعمال قد لا تحضرني كاملة.. وهناك مجموعة اعمال قادمة اتمنى لها النجاح.
> ماذا عن المشاركة في المهرجانات والمسابقات.. وما هي الجوائز؟
- الأخيرة كانت في برنامج شاعر المليون، شاركت في الحلقة الأولى وتأهلت ضمن الـ٨٤، ولدي ما يقارب ٠٦ شهادة تقدير من جامعات ومؤسسات ثقافية، كذلك شاركت مؤخراً في أمسيات مهرجان القصباء وقد تشرفت بمشاركتي في صباحيتين شعريتيين بصنعاء بدعوة من الاستاذ خالد الرويشان الذي اراهن ان ظل في مكانه لخمس سنوات فإنه سيصل بالصوت والكلمة للتراث اليمني بكل ما يحويه من جمال واصالة الى كل انحاء الوطن العربي وسيرفع رأس اليمن عالياً.. لأن الرويشان رجل يعرف ما ينبغي عليه فعله.
> برأيك كيف ينظر ابناء الخليج للأدب اليمني؟
- لا تستطيع ان تنظر اليه إلاّ بكل احترام لأنه المنبع والأصل الذي منه الفروع وهذا لا يستطيع أحد ان ينكره.
> هل تعتقد ان اليمن تلقى حصتها من الاشهار نظير ما تكتنزه من تراث ابداعي؟
- حتى الآن ان كنا نريد ان نحسب ما لنا وما علينا فإنه يحسب لدول الخليج اجتهادها في تأصيل الموروث الثقافي وعدم استهانتها به والحفاظ عليه.
ما حصل في اليمن هو العكس.. وبالطبع الاخوان القائمون في هذا الجانب معذورون.
> برأيك هل هناك شروط لتوافر بيئة صحيحة للإبداع؟
- الابداع موهبة من الله سبحانه وتعالى يهبها من يشاء أما مسألة الابداع فهو بناء للموهوب والبناء هذا يتحتم على الموهوب ان يبنيه لأن الله سبحانه يضع الموهبة في شخص او شخصين الأول يتابع ويقرأ ويصقل موهبته فيصل الى الابداع والأخير يملك نفس الموهبة وبنفس القدر وبنفس الملكة لكنه يعتمد عليها اعتماداً كلياً فيبقى في مكان واحد ومحصور.
> وهل هناك طقوس معينة للشعر عند سلطان؟
- أنا أكتب قصيدتي في أي مكان وتحت أي ظرف ولا توجد لدي طقوس معينة في كتابة القصيدة ولا يوجد ايضاً وقت محدد او مفضل فالقصيدة متى أتى مطلعها اكتبها بمعنى هي من يفرض وقتها وتوقيتها وموضوعها.. الخ.
> ما الاضافة التي يمكن ان يقدمها التقارب اليمني-الخليجي في اطار منظومة مجلس دول التعاون للثقافة خصوصاً؟
- لعلك تلاحظ اننا في منطقة الجزيرة العربية بشكل عام تحيط بنا او تحتوينا جزيرة واحدة فمن الطبيعي جداً ان تكون الثقافة واللهجة، العادات والتقاليد، يجمعنا الدين في المرتبة الأولى وتجمعنا عروبة وارض وثقافة ولغة واحدة.. كل الروابط مهيأة لأن تكون هناك وحدة عربية او انضمام اليمن لمجلس التعاون الخليجي ولا توجد هناك اي فوارق او حواجز عدا ما مرت به اليمن من ظروف عصيبة سابقاً وهذا طبعاً لا يشكل حاجزاً فقد تتعرض له اية منطقة عربية.
> الفن اليمني يتعرض للسرقة من البعض.. لماذا؟
- ان الفن اليمني سواءً لحناً او كلمة هو فن أصيل وما لديهم في الخليج ليس أقل اصالة مما لدينا في اليمن بحكم ما سبق وذكرت من الروابط الموجودة فهو ليس مستبعداً عنهم وان كان هناك تشابه وهذا شيء طبيعي فنحن تجمعنا عادات وتقاليد واحدة.. نحن لا نستطيع ان نسميها سرقات بقدر ما هي اشبه بوجبة وضعت بين مجموعة أشخاص والكل اكلوا منها وهم يستحقون ذلك لأنهم اجتهدوا في ابراز هذا الموروث.. حتى فرضوه على مستوى الوطن العربي، والدليل ان جميع الفنانين لا يوجد بينهم من لم يغن باللهجة الخليجية وبالذات الاماراتية التي اصبحت قبلة لكل فنان..وبالتأكيد هذا المجهود لابد ان يكون له مردود.. وهنا في اليمن نتيجة للظروف التي مرت بها اصبح الفن شيئاً ثانوياً لم يكن من الأولويات لأن هناك ما هو أهم.. الأمر الثاني لابد ان تكون هناك مرونة في ايصال الصوت بمختلف انواعه بحيث يتقبله المتلقي وانا لا اعني الخروج عن أصل الموروث بل نأخذ منه ونبدأ بالسهل خطوة خطوة حتى يصل الصوت والكلمة بأصلها.
> الشاعر سلطان ما الذي تُعد له حالياً؟
- انا اعمل على طرح ديواني المسموع الثاني المرجح ان يكون بعنوان »وطن«.. يضم مجموعة القصائد الجديدة، اضف الى ذلك وزير الثقافة الأخ خالد الرويشان تكرم بطلب قصائدي كي تطبع في كتاب وهذا طبعاً شرف كبير لي.
أخيراً: ألقيت قصيدة في صباحية مشاقر.. تهنئة لمقام فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لفوزه في الانتخابات الأخيرة وايضاً تهنئة للشعب الذي أحبه فاختاره وتهنئة للوطن:
|