فيصل الصوفي -
الشيخ عبدالمجيد الزنداني يدافع عن نفسه ومن خلال بيانات تصدر عن »مكتب فضيلة الشيخ..« دفاعاً خجولاً عندما يتعلق الأمر بما ينسب اليه من استقطاب ارهابيين وتوجيههم للقتال في صفوف مليشيات حزب الاصلاح والتي تحاول منذ أشهر الاستيلاء على معسكرات في أرحب بدعوى ضمها الى »القوات الموالية للثورة« أي للفرقة الأولى مدرع.
وهذا الدفاع الخجول مرده الى حرص الشيخ على عدم جرح مشاعر أصحابه، في حين أن البيانات الصادرة عن »فضيلة الشيخ..« تجرح وتطعن في الدولة والجيش الوطني.
أفضل من الشيخ في الدفاع عن الشيخ هو العرشاني.. محمد مبخوت العرشاني، وهو في قلب معركة المليشيات الاصلاحية في أرحب، خرج يدافع عن الشيخ الزنداني: لا علاقة للشيخ بالارهاب، لم يجند الشيخ ثلاثمائة من القاعدة، لا وجود لعناصر القاعدة في أرحب، ولا يوجد مقاتل من القاعدة..
بياض وجه يا شيخ زنداني.. فالمدافع عنكم وعن القاعدة جدير بالمهمة.. هو لها هو لها.. ولِمَ لا؟ فهو المطلوب أمنياً.. المطلوب رقم »23« في القائمة التي نشرتها وعممتها وزارة الداخلية على كل المراكز الامنية في الجمهورية قبل نحو شهرين، التي ضمت أسماء المطلوبين أمنياً المتهمين بالعمل مع تنظيم القاعدة في مهاجمة الدوريات الأمنية والمواقع العسكرية في أرحب، وقطع الطرقات.. وغيرها من الافعال المجرمة.
وليس بمستغرب دفاع المطلوبين أمنياً على ذمة القاعدة عن المتهمين بالقيام بأعمال إرهابية، فالأبالسة »اخوان«، كما ليس بمستغرب أن لا يدافع متهم عن نفسه أصالة أحياناً..
ندرك أن قبائل أرحب لا علاقة لها بالذين يتحدثون باسمها، ومع ذلك عندما يصل الأمر الى أن ينصب متهم ومطلوب أمنياً نفسه »متحدث رسمي« أو »ناطق رسمي لقبائل أرحب«، فهنا لابد أن يخرج ممثل أصيل لهذه القبائل يعلن للرأي العام براءة القبيلة من الدَّعي، أو الأدعياء.. هل يعقل أن لا تجد قبائل أرحب سوى مطلوب أمنياً ومتهم بالعمل مع القاعدة، لكي يكون لسانها الذي تتكلم به؟ أعود الى الدفاع الخجول للشيخ.. وأسوق مثالاً آخر، وهو فتوى خجولة أصدرها الشيخ رداً على طلب وفد جاءه من أبين قبل أسابيع.. طلبوا منه توضيح حكم الشرع في القاعدة وانصار الشريعة الذين قالوا انهم في البداية استحلوا دماء الجنود ثم أضافوا الى ذلك استباحة دماء قبائل في أبين.
ولكي لا يجرح الشيخ اتباع القاعدة وانصار الشريعة دلس على الوفد وخلط الأوراق وضيع الشريعة.. قال إن الجنود والقبائل طائفة والقاعدة وأنصار الشريعة طائفة ثانية.. فإذا تقاتلت الطائفتان لابد من اختيارهما محكماً بينهما أو كل واحدة تختار محكماً، ويختار المحكمان الاثنان حكماً ثالثاً مرجحاً، وهؤلاء عليهم أن يتقوا الله في حكمهم، وأنه لا يجوز سفك دم المسلم..
فهو بذلك ساوى بين جنود وقبائل معتدى عليها عمداً وبين القاعدة وأنصار الشريعة المعتدين، وصور الحالة كأنها نزاع بين طائفتين.. والأمر ليس كذلك.. وهو تعمد هذا الخلط لكي يهرب من الموقف.. لكي لا يقول كلمة الحق التي يدرك أنها لن تكون في صالح »الجماعة« إياها.