موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
حوارات
الإثنين, 22-أغسطس-2011
الميثاق نت -  حاوره: عبدالكريم المدي -
عمار محمد عوض.. شاب في الرابعة والعشرين من عمره واحد من أولئك الضحايا الذين يقدرون بالمئات ممن تم خطفهم من مناطق مختلفة في أمانة العاصمة وتحديداً في منطقة الحصبة وحي الجامعة والستين، ومذبح، ومن ثم تعذيبهم في منطقة الحصبة والتحقيق معهم في المعتقلات التابعة لأبناء الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر والتي يفوق عددها عن (20) سجناً.. فيما يتم نقل بعضهم إلى مقر الفرقة الاولى مدرع أو جمعية الاصلاح الخيرية بالجامعة..
عمار الذي خطف من جوار سكنه بالحصبة وسجن لأكثر من 10 أيام.. سيحدثنا في هذا الحوار عن طرق التعذيب المفزعة وعن هوية المحققين وعدد السجون والكلاب البوليسية التي تنهش أجساد الضحايا الى جانب حديثه عما يعرفه من تعاون وتنسيق بين الفرقة الاولى مدرع ولجان الإصلاح الأمنية بالجامعة وكيف يتم ذلك التنسيق وما الذي يجري فيه؟.. لا نريد أن نكشف المزيد من المفاجآت والمعلومات الصاعقة ولندع ذلك يأتي على لسان هذا الشاب.. فإلى الحصيلة:

< ماذا جرى لك في الحصبة ومتى؟
- تم اختطافي من حي الحصبة يوم 28 / 7 / 2011م ومعي شخص آخر من قبل عناصر أولاد الأحمر، حيث اوقفوني في الشارع واقتادوني الى عند الشيخ كما قالوا لنا بداية، ولكنهم في الحقيقة وضعونا في أحد سجونهم.. وقالوا عندما يصحو الشيخ من النوم في المساء سوف يعرضونا عليه.. لأن قضيتي انا تحديداً خطيرة والمتمثلة في أنني جندي في القوات الخاصة..
تهمتي الوحيدة
< من الذي حقق معك وما هي تهمتك؟
- مليشيات لأولاد الأحمر لا نعرفهم.. أما الشيخ الذي قالوا ننتظره حتى يصحو من النوم لكي يقابلنا وينظر لقضيتنا فقد كان «سام الاحمر».. أما تهمتي فهي أني عسكري في الحرس الجمهوري ولدي في جهاز التلفون صور لفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وللأخ العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري قائد القوات الخاصة..
< كيف كانت طريقة التحقيق معكم.. وهل تستند لأبسط المعايير الانسانية؟
- اثناء التحقيق قاموا بضربنا وتعذيبنا وانتهاك لكرامتنا وانسانيتنا لدرجة أنك إذا قلت والله، أو الله يعلم، أو الله يستر يقولون لك وبعنف وغضب: لا تذكر اسم الله على لسانك أنت عدو الله.. كما يقومون بتعذيبنا وذلك من خلال نزع ملابسنا وإخراجنا من الزنزانات الى الشارع تحت الأمطار الغزيرة لدرجة أننا كنا نشعر بأننا سوف نتثلج تماماً، وبعد ذلك يقومون بإدخالنا الى الزنزانات ومن ثم ينهالون علينا بالجلد وآخر الليل يخرجونا مرة ثانية والجو بارد جداً ونحن شبه عراة ومن ثم يضعونا فوق أكوام من حصى «الكرّي» ويطلقون علينا الكلاب البوليسية التي تهاجمنا بقسوة.. ويُحيط بنا المسلحون من كل جانب وهم يفتحون الاسلحة ويوجهونها فوقنا.
يعرفونني في الحي
< ماذا كانوا يريدون منكم أو منك تحديداً أن تعترف به؟
- يريدونني أن أعترف أني قناص أتبع القوات الخاصة.. والحقيقة هو أني في القوات الخاصة ولكن أنا في الواقع من سكان حي الحصبة وكل أبناء الحارة يعرفونني منذ سنوات وقد جاءوا كلهم وأكدوا ذلك.. ولم أقم بأي أعمال عسكرية أو أكلف بمهمة جماعية أو فردية في الحصبة مطلقاً، وهذا ما تأكدوا منه.. وكان ذنبي الواضح والوحيد هو أني احتفظ بصور الرئيس وقائد الحرس الجمهوري في تلفوني.
< هل قاموا بنقلك من سجن الى آخر وهل تختلف عن بعضها ان كنت نقلت الى أكثر من سجن؟
- كان يتم نقلنا من زنزانة الى أخرى ومن موقع تعذيب الى آخر.
20 سجناً
<هل عرفت أو سمعت عن العدد الحقيقي أو التقريبي لعدد السجون وكم عدد المساجين؟
- كنا نسمع المسؤول عن السجن يتكلم باستعراض وتباهٍ يقول إن لديهم في الحصبة أكثر من (20) سجناً والعدد فيها كبير لأنهم في الحقيقة يلقون القبض على أي واحد يمر في الشارع ويطلبون منه بطاقته وفوراً يقولون له تعال جاوب الشيخ.. والشيخ يعني اقتيادك الى غرفة مظلمة خالية من الفرش ومن الحمامات «دورات المياه» وبعد ذلك يوجهون لك التهم بدون أي مبرر أو حجة أو برهان ومن ثم تبدأ عملية الضرب والتعذيب.
سجون الفرقة
< بعد أن تمتلئ الزنزانة بالمساجين.. هل كنتم تسمعون الى أين يذهبون بالعدد الكبير منهم؟
- كان مسؤولو السجون التي مررنا بها يقولون لنا وبوضوح انهم يذهبون بالعدد الزائد على طاقة سجونهم في منطقة الحصبة الى سجون الفرقة الأولى مدرع.. حتى المجانين كانوا يقبضون عليهم في الشوارع ويأتون بهم الى السجن بتهمة أنهم مخبرون مع النظام وأنهم أمن قومي وأمن سياسي.
قضية مؤلمة
< هل لفت نظرك سجيناً مظلوماً قضيته أو قصته مؤلمة؟
- كل السجناء مظلومون وقضاياهم مؤلمة.. لكن دعني أقول لك نعم لفت نظري كثيراً أحد السجناء المسنين من أبناء منطقة أرحب.. فذلك الوالد الطاعن في السن مظلوم وتستحي إذا كان عندك أدنى رحمة وعاطفة ودين وانسانية ان تضعه في ذلك المكان بدون سبب وتعامله بتلك المعاملة القاسية والوحشية.. فهذا الرجل قصته باختصار تقول: إنهم خطفوه من فندق وأخذوه الى السجن وقاموا بتعذيبه أشد تعذيب ولم يسلم حتى من تعذيب الكلاب البوليسي الذي ينادونها بـ«بوبو»، وهذه الكلاب البوليسية عضته وجرحته جروحاً غائرة وكان اكثرها نزفاً في رجله لدرجة أنه والى يوم خروجي من سجنهم لم يكن يستطيع ذلك المسن المسكين ان يقف على قدميه لشدة جروحه وإنهاكه.. ومن عجائبهم وظلمهم ايضاً هو أنهم قاموا بإحضار شخص آخر من الفندق بالحصبة وذلك لغرض الشهادة عن حقيقة ذلك الرجل المسن، حيث شهد بما في ذمته وما يعرفه عنه.. لكنهم فوراً أخذوا ذلك الرجل الشاهد صاحب الفندق للسجن ومارسوا تعذيبه ووجهوا له التهم، بعد أن شهد ولم تعجبهم شهادته بعد ذلك قالوا أنه سمح لعناصر الدولة الدخول فندقه، مع أنه لا علم له بذلك كما قال لنا وأنه لم يسمع بذلك الكلام الا بعد أن انهى شهادته عن الرجل المسن، وشخص آخر اسمه بيضان عذبوه بقسوة وجلدوه واحرقوه بالاكياس البلاستيكية فوق جسمه عندما تنظر إليه تتألم بشدة.
الطاعة أو الجلد
< بعد أن يتأكدوا من براءة الناس من التهم الموجهة لهم ولم يطلقوا سراحهم.. ما الذي استشفيته.. ماذا يريدون من الناس؟.. ما هي الرسالة التي يريدون ايصالها للناس من خلال الضحايا والتحفظ عليهم؟
- يريدون بث الرعب في نفوس المخالفين لهم لكي يعدلوا عن معارضتهم.. كما استنبطت أنهم يريدون استعباد الناس لهم.. وكأنهم يقولون لك:أيضاً أنت معنا ومطيع لكل أوامرنا ومنفذ لسياستنا ستعيش وما دون ذلك لا مكان لك.. باختصار يريدون العودة بالبلد الى العصر الحجري.. إما ان تطيعه وإما الجلد والتعذيب نصيبك.. يقولون لي إني خارج عن الملة لأني حملت صورة الرئيس وقائد الحرس الجمهوري في تليفوني الجوال.. أفعال دنيئة وتعسفية لأبعد مدى.
خليهم ينفعوك
< ما مصير الاشياء والممتلكات الشخصية كالتليفون والبطائق وغيره؟
- أخذوا عليّ جنبية ثمينة وتليفوني وبطائقي العسكرية والمدنية وأوراق شخصية مهمة ولم يردوها حتى شهادة وفاة والدتي أخذوها، طالبت بها عندما اطلقوا سراحي، فقال الشيخ المسؤول عن السجون ارجع لها غداً عصراً، فرجعت حسب الموعد، قالوا لي: خلاص الشيخ صادر أشياءك.. طبعاً لديهم قاعدة ثابتة وفتوى سارية مفادها أن دماء وحقوق منتسبي وحدات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي مباحة وجميعهم أعداء.. أنا عندما خطفوني من الشارع وأودعوني السجن قلت في نفسي عندما أقابل الشيخ أو المسؤول عنهم سأقنعه اني مواطن يمني وعسكري في القوات الخاصة وأسكن بشكل دائم في هذا الحي ولم أقم بأي عمل يضرهم، أو يدفعهم لسجني وتعذيبي، لكن عندما قابلت الشيخ سام فوجئت أنه بنفس فكر المليشيات أول ما شاف صور الرئيس وأحمد علي عبدالله صالح في تليفوني ثار غضباً وقال:خلي هؤلاء ينفعوك ومن ثم تفوَّه بكلام جارح لا يليق أن أذكره..
التعذيب درجات
< هل تعتقد أن هناك فرزاً للمساجين وتعذيب معين لكل فئة يقومون بفرزها ومن ثم يحددون نوعية التعذيب الذي تستحقه هذه الفئة أو تلك؟
- نعم هناك فرز للمساجين وهناك تعذيب مخصص لكل فئة على حدة، فالتعذيب درجات، بعض الناس يستخدمون معهم كل أنواع التعذيب.. والتي منها بواسطة الكهرباء والمتمثل بربط الشخص فوق الكرسي ومن ثم إيصال التيار الكهربائي بقوة معينة الى ذلك الكرسي وغيره.
السكان يعرفونني
< كيف كان تعذيبك مقارنة بالآخرين؟
- كان تعذيبي خفيف بالنظر الى التعذيب الذي مارسوه في حق الآخرين والسبب في ذلك يعود الى ان كل ساكني الحارة يعرفونني تماماً ويعرفون أني من سكان الحارة.. لذا لم يرسلوني الى سجن الفرقة ولم يحاولوا أن يستعدوا سكان الحارة أكثر، ومع هذا حصلت أول يوم أكثر من (40) ضربة في رأسي وكتفي وجسمي بعقب الآلي من قبل المليشيات ناهيك عن التعذيب والضرب بطرق مختلفة لدرجة أنه أغمي عليّ أكثر من مرة.
الإصلاح والمعتقلات
< من خلال تواجدك في سجون الحصبة التابعة لأبناء الشيخ الأحمر.. هل لمست أن هناك أي تنسيق وتبادل معلومات وسجناء بين أولاد الشيخ وجهات أخرى؟
- نعم رأينا ذلك بعيوننا، فهناك تنسيق وعمل مشترك، بينهم وبين قادة من الشباب المعتمصمين بالجامعة ومسؤولي المخيمات ممن يشكون بهم أو يختلفون معهم، وشاهدنا من قيادات المخيمات شباباً يأتون بهم ويعذبونهم في سجون الحصبة.. هؤلاء مسيطرون على كل شيء.
< ما نوعية التهم التي يوجهونها لهم؟
- يلبسون عليهم تهماً تارة على أن معهم عبوات ناسفة وتارة على أنهم مخبرون.. ومن ثم يضيعونهم ويماطلون بالقول: إن ملفاتهم تجهز وأخرى التحقيقات لم تستكمل وأحياناً ينكرون وجودهم عندهم ويتوهون أهلهم أو من سأل عنهم.. وكل يوم يرسلون للفرقة الأولى مدرع من الحصبة من 3 - 4 سيارات شاصات عبارة عن أطقم عسكرية محملة بمعتقلين من الحصبة.. وبعضهم الى اليوم مصيرهم غير معلوم..أنا في الواقع وبحكم أنني مررت بهذه التجربة ادعو أولياء الأمور وأهالي المفقودين عموماً ممن لديهم شباب ضائعون وأقارب أن يتحركوا باتجاه منظمات المجتمع الدولي وكل المنظمات الحقوقية والانسانية الى التحرك والبحث عن مفقوديهم في سجون الفرقة والحصبة ويتابعون عن اقربائهم من خلال تشكيل لجان محلية ودولية محايدة تقوم بالنزول الميداني للبحث عن المفقودين الذين هم بالمئات في بيوت بالحصبة وسجون الفرقة الاولى مدرع.
لا يسلم أحد
< برأيك أين أصحاب البيوت التي حولها أولاد الشيخ الأحمر الى معتقلات؟
- حسب علمنا بحكم أني أولاً من ساكني حي الحصبة وثانياً بما سمعته من السجانين أن أصحابها هجروها بسبب الحرب، وخوفاً من عناصر أولاد الأحمر، وهؤلاء المواطنون اضطروا لترك بيوتهم والنزوح الى أماكن أخرى أو محافظات أخرى، وبعد إخلاء بيوتهم تقوم المليشيات المسلحة بالسيطرة عليها مباشرة وتحويلها الى سجون، يتم فيها سجن المواطنين الأبرياء الذين يقعون في قبضتهم، حيث يتم سجنهم فترات متفاوتة، تصور حتى المواطنين الغرباء الأبرياء الذين شاهدنا بعضهم في المعتقلات أكدوا لنا أنهم أول مرة يمرون من تلك الأحياء والشوارع المقطعة ولا يعلمون حتى ما هي منطقة الحصبة..
وما درجة الخطورة فيها.. باختصار حتى الغرباء والمرضى والمجانين والشحاتين وابن السبيل لا يسلمون من مليشيات أولاد الأحمر.
مطلقاً
< كلمة أخيرة..
- من خلال تجربتي المرة لاحظت أن هناك مشروعاً خطيراً للقضاء على كل شيء في البلد وفي مقدمة ذلك المؤسسة العسكرية والأمنية وعلى وجه الخصوص الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي وكثيراً ما كانوا يسألونني عن عدد وعتاد وأماكن القوات الخاصة وأسماء الضباط.. لذا ادعو كل الشرفاء والعلماء والخيرين والمثقفين والسياسيين الواعين الى إدراك الخطر المحدق الذي يتهدد وطننا ومنجزاتنا ووحدتنا وأمننا والعمل على صده وتنبيه الناس إلى خطورة ما ينتظر وطننا من مستقبل مظلم إذا ما استمر هؤلاء في غيهم واستغفال البسطاء وتوظيف الدين لتنفيذ أجندتهم..
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)