موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الثوم يخفض نسبة السكر والكوليسترول في الدم - إعلان نتائج الشهادة الأساسية بنجاح 88.10% - ارتفاع حصيلة شهداء قطاع غزة إلى 37,834 - رئيس المؤتمر الشعبي العام يعزي بوفاة الإعلامي الاغبري - عمليات عسكرية نوعية تستهدف سفن داعمة للكيان الصهيوني - صنعاء.. حشود مليونية في مسيرة "الانتصار لغزة" - الأرصاد: هطول امطار واجواء شديدة الحرارة - تشييع جثامين ثلاثة من شهداء الوطن والقوات المسلحة بصنعاء شُيعت - وباء" الكوليرا "في اليمن خطر يضاعف معاناة اليمنيين - في لقاء لقيادة المؤتمر بشيخ مشائخ سقطرى ...التاكيد على الوحدة ودعم فلسطين -
مقالات
الإثنين, 05-سبتمبر-2011
الميثاق نت -      توفيق عثمان الشرعبي -
عاتبت الحكمة واعتذرت من العيد وبائع الفل..


صنعاء التي حوت كل فن لم يكن فيها لعيد الفطر ذلك الزخم الذي ألفته.. لم يكن عيدها مفعم بالفرحة ولم يتألق هذه المرة بشقاوة وضحكات الاطفال.. لم تهفُ القلوب الى أماكنها السياحية.. تنقلت في أكثر من منطقة فيها فوجدتها هاجعة مفجوعة بمصابها وكان حالها يقول لي عد الى حيث عاد الناس، فمدينتكم الفاتنة قد استأذنت هذا العيد فهناك من انتهك مكانتها الحضارية والجمالية.. ما الذي يمكن أن تقدمه لزوارها في ظل صراع الهوس السياسي!!
شوارعها موشومة بالخرسانات والمتاريس وحصبتها مطرزة بأشباه الشياطين، وحاراتها مطعمة بالآليات العسكرية وبالمخيمات التي تشبه التوابيت.
اليوم لم تعد صنعاء خالصة للجمال والفن لقد أصبحت ساحة لمعترك ودسائس وألاعيب الساسة.. لم تعد ملاذاً للإبداع وقبلة للشوق والحنين.. لقد تحولت الى غابة من الخوف والتمرد..
لم تعد صنعاء تلك التي عودتنا أن وراء كل «مطب» بائع فل.. لقد أصبح وراء كل «مطب» نقطة تقطع.. لم تعد شوارعها تعاني «الحفر» فقط بل تطورت الى «خنادق» وأينما تولِ وجهك فثمة عبارات قد شوهت جدارنها وبلا أدنى أخلاقيات.
من الصعب جداً أن تجد ابتسامة عهدتها في صنعاء سابقاً، فيبدو أن مخاوف الموت كانت أقوى من نشوة قضاء العيد.
إنه عيد حزين فعلاً فكل الوجوه التي صادفتها استشعرت ظمأها للسرور وولهها بالأمان، فالأزمة لم تدع قلباً مطمئناً.. كم آلمني صديقي محمد عندما اتصلت به للمجي إليّ مع أولاده لنجلس معاً قال لي: «العيد عيد العافية كل واحد يعيِّد في بيته.. المعاش لم يفِ بالغرض والأولاد بلا كسوة».
هذا حال صديقي محمد الذي يستلم مرتباً فما هو حال من لا يستلم.. وأتساءل هل يشعر مسببو الأزمة بأحوال الناس.. ألا يشعرون بالذنب إزاء المواطنين الضعفاء الذين يمارسون عليهم عقاباً جماعياً وهم لا حول لهم ولا قوة إلا توسلاتهم لله؟!
ومثل محمد كثير ممن عزا نفسه بأن العيد عيد العافية فقد فعلت الأزمة أفاعيلها فيهم حيث ألغى سلطان أحمد عرس ابنه المقرر في العيد بسبب ارتفاع أسعار الذهب ومستلزمات العرس وفهمي اسماعيل عاد وأولاده من الفرزة بسبب ارتفاع أجرة الراكب الى محافظة تعز وحتى «جاري محمود» الذي دق بابي صبيحة يوم العيد طالباً تلفوني السيار ليتصل بوالدته ويهنيها بحلول عيد الفطر، فتلفونه الثابت -بحد قوله- لا يخرّج الى «سبأفون».
لم يوجد واحد الا وللأزمة ألمٌ في نفسه سلبه فرحة العيد ليس في صنعاء فقط فقد سمعت من زملائي الذين قضوا إجازة العيد في محافظتهم «أنه في ظل الأزمة تتشابه المحافظات».
وفي الحصبة لا وجود للعيد، فالوجوم يلف المنطقة والأزقة تطلق صريراً مخيفاً.. بيوت مخربة وعمارات محروقة وبنايات مزقت جسدها القذائف.. وهدوء حذر يشوب الأمكنة ويمنح السكان كل الاحتمالات الممكنة..
الحصبة تلك المنطقة التي صُلبت بين الواقع والكارثة لم تمنع الهدنة تسلل الرهبة الى قلوب من تمسك بالبقاء فيها .. حجم الكارثة لم يجعل سكانها يتأهبون للعيد بقدر ما ينتظرون أملاً اسمه التعويض.. وكم كان المشوار طويلاً وأنا أتوجه الى «وادي احمد» لزيارة قريبي عبدالقوي الذي انتقل من الحصبة الى هناك هروباً من «لعنة الشيخ» التي حلت عليهم.
ما أقسى العيد وأحزنه في صنعاء عندما تُغلق دهشتها وتصمت نوافذها أمام أسئلة الزائرين..
صنعاء تتألم كثيراً بعد ما جعلوها معتركاً للخلافات الحمقاء.. تتألم بعمق بعدما فقدت مربي القادة ومعلم الأجيال المناضل الشهيد عبدالعزيز عبدالغني..
صنعاء تتألم وهي تسمع ما يحدثه الحمقى في تعز وأبين ما يرتكبونه في أرحب وما يقترفونه في الجوف وما يخططونه للوطن..
صنعاء تعتب على الحكمة اليمانية وتعتذر من العيد.. وتعيش مأساتها ولسان حالها يؤكد بأن الخاسر الوحيد في النهاية هو المجتمع بأكمله بسبب الهوس السياسي ويا له من هوسٍ مضرجٍ بدم الضحايا..



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
معركة طوفان الأقصى عرت وفضحت بعض العرب
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

يَمَنُ التاريخ
توفيق الشرعبي

بين الشتيمة والعتاب..!!
د. عبدالوهاب الروحاني

طوفان الجوع العربي المقبل
موفق محادين*

معركة الطرقات على شبكات التواصل الاجتماعي
طه العامري

أحمد الحورش الشهيد المربي
محمد العلائي

تقديرات
د. طه حسين الروحاني

الرياض/صنعاء.. الحرب المؤجَّلة
محمد علي اللوزي

الموقف الأمريكي المنحاز للكيان الصهيوني.. بين الدعم والتبعية
عبدالله صالح الحاج

وفيات الحجيج.. هل من حل؟!
عبدالله القيسي

ماذا بعد ؟!
عبدالرحمن بجاش

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)