|
|
لقاء : يحيى علي نوري - الصورة الكاملة للجانب الآخر في حياة شهيد الوطن الكبير الاستاذ عبدالعزيز عبدالغني رئيس مجلس الشورى -رحمه الله- يسلط الضوء عليها لـ«الميثاق» نجله الأكبر «محمد» والذي تناولنا معه العديد من الجوانب المرتبطة بحياة الشهيد.. فإلى الحصيلة:
> بداية أحب أن أترك لكم الحديث في الموضوع الذي تختارونه في الحديث عن الوالد؟
- لم يكن فقدان الوالد الشهيد عبدالعزيز عبدالغني خاصاً بنا نحن أبناءه وذويه وأقرباءه بل خسرته اليمن، وخسرته تعز، وخسره العالم لأنه كان شخصية وكفاءة دولية أيضاً، والمنظمات الدولية التي تعاملت معه تشاطرنا ذات الحزن، وهي تعتبره رجل التنمية الأول في اليمن، ذلك أن الوالد- رحمه الله- كان صديق كل من تعامل معهم من أفراد ومؤسسات ودول مثلما كان صديقاً لأسرته وأولاده. إن الحادث الإجرامي والإرهابي الشنيع الذي استهدف فخامة الأخ الرئيس وكبار رجال الدولة كاد أن يفقد اليمن أفضل رجالها وأكثرهم خبرة وتجربة وقد شعر الشعب اليمني بفداحة ذلك الفعل وجرمه وخاصة بعد استشهاد والدي -رحمه الله- ذلك أن استقبال الشعب اليمني لجثمانه وخروج الملايين لتشييعه من مطار صنعاء إلى مقبرة الشهداء قد وضع على صدورنا أعظم وسام استحقه الشهيد في رحلة عطائه الوطني. وهو ما خفف آلامنا وحزننا والشعب يشاطرنا تلك الآلام والاحزان لفراقه ولهول الفاجعة وصدمة الحدث. ـ لقد حظي الوالد بما يستحقه من رعاية رسمية وشعبية في حياته ومماته على السواء، بداية برعاية واهتمام فخامة الأخ الرئيس به وتقديره لكفاءته ومرافقته خلال أكثر من 33 عاما، كان فيها المسؤول الوفي لوطنه وللرئيس ولعمله ولمسؤوليته، واضعا كل معرفته وطاقته في خدمة الاقتصاد والتنمية، وحظي بمثل ذلك التقدير الشعبي في حياته إذا لم يضعه أحد إلا في مربع التقدير الذي يليق بدماثة أخلاقه وسلوكه وتواضعه وهدوئه وصبره وحكمته.
القتلة والمتطرفون
< مثل رحيل الشهيد صدمة جديدة للشعب وخسارة فادحة له.. ماذا تقولون عن الزخم العارم المحب لوالدكم..؟
- رحل عن الوطن ولم يترك ضغينة في قلب أحد، رحل وليس له أعداء إلا أولئك القتلة والمتطرفين والإرهابيين من أعداء الحياة، وأعداء البناء والتنمية، وأعداء السلام، وأعداء الديمقراطية. لقد كان في حياته مثالا حيا للشخصية المدنية بكامل شروطها متسلحا بالعلم، والمعرفة، يعتمد العمل المنهجي والمؤسسي، ويلتزم التخطيط الاقتصادي والتنموي والإداري بعيدا عن الارتجال والعشوائية، مجسدا في سلوكه الشخصي كل قيم المدنية في حياته العامة والخاصة. لقد افتقدناه كأبناء وكأسرة مثل ما خسرته الأسرة اليمنية ومثل ما افتقدته التنمية التي يبدو اليمن اليوم أحوج ما يكون إلى السلام الاجتماعي والتنمية (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر).
خصال حميدة
< لاريب أنكم اليوم تسترجعون شريط الذكريات مع والدكم ونحب ان تحدثونا عن أبرز محطات هذا الشريط؟
- أما شريط الذكريات فهو طويل ويبدأ بفتح عيني على الحياة وعلى ابتسامته المشرقة الأخاذة التي سحرت بها طفولتي والتي جعلتني استغني بها عما حولي وأحب بها ما حولي. كان الوالد الفقيد يحفنا بذات الخصال الأخلاقية التي غمر بها كل أصدقائه والشعب اليمني ومرؤوسيه ومن أحاط به، ذلك أن أخلاقه وسلوكه هو ذاته في حياته الخاصة والعامة على السواء. وقد كنت ألاحظ منذ طفولتي الأولى كيف كان يتعامل الوالد -رحمه الله- مع ضيوفه وأصدقائه بذات السوية التي يتعامل بها معنا في تفاصيل حياتنا الخاصة، وقد تنبهت منذ طفولتي الأولى إلى هذه السوية التي رأيت فيها والدي نسخة واحدة أما أسرته الصغيرة وأولاده وذويه وأمام أسرته الكبيرة من أبناء اليمن وهي خلة كريمة قل أن نجدها في كثير من الناس. ولعل ذلك قد انعكس على نفسياتنا ونشأتنا التربوية الحميدة التي رعاها وكان لنا فيها القدوة الحسنة والنادرة. أحسسنا في ظل رعايته بالحياة الكريمة والآمنة والهادئة البعيدة عن بهرجة السلطة وبريقها، وكان يعلمنا كيف نستقبل الضيوف بأنفسنا وكيف نقوم على خدمتهم ورعايتهم، وعدم إشعارهم باستعانتنا بأي من المعاونين في المنزل وكان يجلسنا مجلس الأب الخاص مع أبنائه حتى في حضور ضيوفه.
محطات مهمة
< ما أبرز محطات هذه الذكريات الجميلة..؟
- أما أهم محطات ذكرياتي وأخوتي معه فكانت رعايته العلمية لنا ومواكبته الدائمة لمسيرة تعليمنا، حيث كان هو القدوة والمرشد في توجهنا لاختصاصات معينة، كان هو مرشدنا فيها وكنا متمثلين لصواب توجيهه لا مرغمين عليه حيث انخرطنا في العديد من التخصصات. وكان لنا المعين في كل محطات حياتنا الدراسية والأسرية وأصبح هو الراعي والحاضن لأحفاده بعد أن أنجبنا أولادا أصبحوا جزءا من أولوياته، يجدهم كل ضيف في مجلسه يستقبلون الضيوف، ويحظون بحب جدهم ورعايتهم، وأثرتهم لديه، في نسخة جديدة مما حظينا به وأكثر وقد كان من لحق بحياة جده محظوظاً مثلنا في الاقتباس من عطفه وحناه وحبه والتماس دفئه الكبير الذي ظلل به جميع أفراد الأسرة صغاراً وكباراً.
فضاء للمفكرين
< ماذا عن منتدى الشهيد الاسبوعي..؟
- كان مقيل عبد العزيز عبد الغني هو فضاء المثقفين والمفكرين والنخبة السياسية والأدبية والفكرية والثقافية لعقود وتميز برسالته التنويرية وكنا نقوم في المنزل بخدمة الضيوف والرواد بالأدب والحفاوة التي علمنا إياها صاحب المنتدى التنويري، ونحن ندين لمقيل الاستاذ بمعارفنا العامة السياسية والاقتصادية والثقافية والأدبية، وكان مقيله جزءاً من فضاء تربيتنا وتكويننا التعليمي والفكري ويصعب حصر رواد هذا المقيل الثقافي لأن كان منفتحا على كل نخب اليمن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وكان المرحوم الأديب / عبدالله عبدالوهاب نعمان والفنان أيوب طارش عبسي من أعلام هذا المجلس الذي يصعب حصر مرتاديه لأنه لم يستثن إي قامة إبداعية يمنية، وقد عرفنا معظم مبدعي اليمن من مقيل الأستاذ ومجلسه العامر. وكان مقيل الأستاذ هو الفضاء الطبيعي لاستقبال أية شخصية دولية تزور اليمن حيث يجد فيه ضيوف اليمن السفر التاريخي والثقافي العريق الذي ينشدونه من اليمن وتتجسد فيه اليمن بعراقتها وتاريخها وثقافتها ودورها التنويري، وكان الضيوف يخروجون من اليمن وهم يتمثلونها في مقيل عبد العزيز عبد الغني العامر بالنقاش والحرية والتنوع المعرفي.
هدوء وبساطة
< الوالد الشهيد كرب أسرة.. كيف كان يدير شئون اسرته.. هل كان شديداً في تعامله مع أفراده أم ديمقراطياً منفتحاً لمطالبهم وتطلعاتهم..؟
- كان رحمه الله يدير شؤون الأسرة بهدوء وبساطة ونظام شديد دون تكلف، تماما كإدارته العامة التي لم يكن يشعر أحد بثقل مسؤوليته أو يمارس على أحد سلطة الرئيس على المرؤوس، وبإدارة غير مباشرة كنا النظام يسود المنزل في حدود الإمكانات المتوافرة دون إفراط أو تفريط، ودون أن نشعر بأن وراء ذلك إدارة حكيمة لأب جعلنا حنانه واهتمامه أقرب ما نكون إليه طوال حياته. ولم تحل مشاغله العامة ومسؤولياته الوطنية الكبرى عنا إذا لم نشعر يوما أنا بعيدون عنه حتى في أحل الظروف التي مرت بها اليمن وفي أخطر المنعطفات الوطنية. وكان يجرنا إلى مشاركته الهموم العامة دون أن يشعرنا بعبئها ودون أن تفصله تفاصيلها عنا. حتى أننا كنا نتصور في صغرنا بأن قلبه خالص لنا لا تشغله أي مشاغل أخرى غيرنا حتى كبرنا وعرفنا عظم ما يتحمله من مسؤولية وقلبه الكبير الذي اتسع لأبناء الوطن مثلما يتسع لأبنائه، وهذه قدرات لا يستطيعها إلا العظماء وذوو القلوب العامرة والهمم العالية. وكان من طباعه ألا يتكلم حتى يسأل وكنت ألاحظ ذلك حتى في حضرة الرئيس حين تناقش شؤون الدولة، كان يتحدث الجميع، والجميع ينبري للحديث أمام الرئيس، أما هو فلا يتحدث في الموضوع إلا حين يسأل عنه، وكان حين يتحدث يبدو أكثر الحاضرين فهما وخبرة ومعرفة بما تم نقاشه، وكان يتجه دائما إلى وضع الحلول والبدائل الموضوعية، ولا يحب الشراكة في الجدل العقيم إلا كمستمع، وكان مستمعا جيدا لا يضيق بمن يتحدث أيا كانت آراؤه.
برنامج يومي
< البرنامج اليومي للشهيد كيف كان يبدأ وما أبرز ماكان يشغله بصورة يومية؟
- كان يتسم روتينه اليومي بالانضباط الشديد ولكن دون أن نشعر بذلك، لم يكن يربك روتينه اليومي غير ما تتطلبه المسؤوليات والمهام الطارئة. يستيقظ مبكرا ويتجه إلى القراءة والمطالعة بعد صلاة الفجر حتى السابعة ثم يشاركنا استعدادنا للمدرسة ويتابعنا ويرعى تجهيزنا ويودعنا وداع الأب الذي يتفرغ قلبه الخلي لأولاده، وما أن نغادر البيت حتى يبدأ في استعراض البريد الرسمي ويوقع على الأوراق والمعاملات، ثم يتناول فطوره ويستعد للخروج ليكون غالبا أول من يداوم على مكتبه. يعود في نهاية الدوام لتناول الغداء، ثم قيلولة لا تزيد عن نصف ساعة، يتجه بعدها إلى المقيل الذي يكون قد تجمع فيه نخبة من رواد السياسة والفكر والثقافة والخبراء، مالم يكن لديه اجتماع رسمي، وكان يتناول كميات قليلة لا تلاحظ من القات من باب مشاركة الحضور وكان قائد الحراسة يتولى توزيع كمية من القات لكل داخل إلى المجلس كعادة دائمة لم تنقطع طول حياته.وبعد المقيل والصلاة يخلو مبكرا إلينا قبل المغرب عادة، ويجلس مع الأسرة ونتبادل الحديث معه في الشؤون الخاصة كأن لم يكن غارقا في الشأن العام الذي عاشه في مكتبه أو في مقيله، حتى تأتي النشرة الرئيسية فيستمع إليها ونستمع إليها معه، بذات الاهتمام ويتلقى بعض الاتصالات المتعلقة بالشؤون العامة ثم يتجه إلى فراشه مقبلا إيانا واحدا واحدا وماسحا على ظهورنا ونخلد إلى النوم مسرورين بابتسامته التي ودعنا بها.
مكتبة عامرة
< القراءة هل كان يعطيها الوالد الشهيد اهتماماً كبيراً وماذا تقول عن مكتبته وما أبرز المجالات التي يحبذ قراءتها..؟
- كانت مكتبته عامرة بكل مصادر وعلوم الثقافة والأدب والفن والسياسة والاقتصاد والتنمية والإدارة، وكان يقتني كل إصدار جديد محلي أو خارجي محل اهتمام عام، وكان حين يطالع ويقرأ هادئ البال عميق التأمل شديد الانتباه لما يقرأ قليل التعليق على ما يقرأ، أما حين يتحدث في موضوع فحديث المتخصص والعارف به، لكنه يقرأ اكثر مما يكتب، ويسمع أكثر مما يتحدث وهاتان لازمتان في حياته وبالرغم من تخصصه الاقتصادي وقراءته الاقتصادية والتنموية إلا أنه كان قارئا أدبيا من الطراز الأول ومهتما بالشعر والأدب والفن، ومتابعاً لكل جديد فيه. وكان يميل للأفكار العملية وإلى التصورات والتنظيم التنفيذي وكان واقعيا في فهم المجتمع وفي التعاطي مع السياقات والشروط القائمة، وكان يؤمن بأنه لا تخطيط اقتصادي مثمر إلا حين يكون وفقا لموارد واحتياجات وأولويات المجتمع ومنسجماً مع السياقات الاخرى السياسية والثقافية والاجتماعية.
نصيحة ودرس
< إلى أي مدى تأثرتم بحبه للقراءة والاطلاع.. وبماذا كان ينصحكم دائماً..؟
- وقد كان له أثر كبير على توجيهنا للاختصاص والقراءة والاهتمام، وفتح عيوننا على أهمية الاقتصاد ومحوريته في الشؤون العامة وأهميته للسياسة العامة، والهمنا قاعدة أن الاقتصاد هو الذي يدير ويوجه السياسة ويرسم مسارها وليس العكس، ودفعنا إلى الإخلاص للمعرفة الاقتصادية باعتبارها مفتاح السياسة وموجهها. وهو درس ما زلت أنا شخصيا وأخوتي نمشي على خطاه وأثبتت تجاربنا في الحياة بأنه المجرى الرئيسي الذي يدور حوله الفعل السياسي. وكان يضرب لنا مثلا بالغرب وبأمريكا وبالاقتصاد الغربي والشرقي الذي دارت حوله المسألة السياسية وبأن استمرار الليبرالية وهيمنتها كان مرهونا بالشأن الاقتصادي الحر، وكا ن يؤمن بأن الاقتصاد والتنمية الوطنية هي البوابة الصحيحة للتقدم السياسي وبأن القرار السياسي لابد أن يكون متلازماً مع القرار الاقتصادي لكي يحيا متفهماً للظروف الوطنية والسياقات والإمكانات والقدرات الموضوعية.
مذكرات الشهيد
- لم يفرغ الشهيد لكتابة مذكراته، لكنه لم يكن يميل إلى كتابة مذكراته كسائر المسؤولين بل كان يسعى دائما لأن يكون سيرة يكتبها الناس والشعب ومحبوه وأصدقاؤه، ولم يكن يرد أن يكون هو المتحدث عن الأدوار الوطنية التي قام بها بقدر ما كان ينتظر أن تترك بصمات حقيقية لدى الناس الذين سيكتبون عنها. كان نكرانه لذاته وتواضعه أكبر مما يتصور الناس، إذ لم يكن ممن ينسبون إلى أنفسهم أدواراً وطنية بقدر ما كان يمثل الضرورة المرجعية المعرفية والتخصصية للنظام وللأنظمة المتعاقبة.
شديد الاستفادة
< خبرة الشهيد ومهارته في مجال الادارة والبحث العلمي.. هل وجدت وقته لتسطيرها..؟
- كان منظما في تفكيره وفي عمله ومنهجيا في إدارة الشؤون العامة والخاصة، وكان شديد الاستفادة من خبرات الدول والشعوب الأخرى، وكان يهتم بالاستفادة من المعرفة ومما يقرأ، لكنه لم يكن في نظامه ثقيلا على الغير، ولا يشعرك بصرامة التوجه بل يدفعك إلى المشاركة ويجعلك تحب الانخراط فيه.
هوايات
< هوايات أخرى كان الشهيد يحب ممارستها؟
- كان الوالد يحب رياضة المشي والسباحة، لكن مسؤولياته وواجباته لم تعطه الوقت الكافي لممارستها، لكن اعتداله في حياته وغذائه جعله محتفظا بصحته إلى حد كبير من خلال النظام اليومي والروتيني الذي قل ما يكسره إلا لمهام وتكليفات طارئة.
< العلاقات العامة للشهيد.. ماذا تقولون عنها؟
- كانت علاقته مع الجميع على نفس المستوى وكانت علاقته بالناس لا ترتبط بفاصل وظيفي أو نخبوي، وكان يتواصل مع الناس بحسب أهمية الموضوع لا بحسب أهمية الأشخاص، وكان حين تكون لديه أية ملاحظة يتصل بصاحبها ويبلغه رأيه فيها ونقده لها، وكان حساسا مع الصحفيين وكانوا أصدقاء له، يتصل بأي منهم لتصحيح أي موقف أو رأي أو معلومة..؟!
< ما الذي استفدتم من تجربة الشهيد..؟
- حياة الشهيد، حياة حافلة بالقيم والمناقب، الحميدة، وتمثل قدوة للأجيال وللنخب، وتحمل قيمة كبرى في الإخلاص للدور الوطني التخصصي المعرفي، وهي مثال للشخصية المدنية، وأنموذج للمشروع المدني الذي ينشده الشباب ويتطلعون إليه، وهو يضرب مثلا للسلوك النموذج، وماعلى المهتمين سوى استيعاب حياته كنموذج يحتذى ومثل يقتدى به، وما أحوج الشباب اليوم لتعلم نكران الذات والدأب في العمل والصبر والمثابرة دون تواكل أو طمع أو تجاوز للدور والاختصاص.
< كلمة تحبون قولها لفخامة الاخ الرئيس..
- كان فخامة الأخ الرئيس هو اكثر أصدقاء الشهيد تقديرا لدوره، وطريقته ومنهجه في العطاء والصبر والحكمة والوفاء، وفهما لقيمته وحاجة الوطن إليه وإلى أمثاله لبناء الاقتصاد والتنمية، واستيعاب وترميم ما تخربه السياسة أو المتداخلون فيها، خارج المسؤولية الاقتصادية والتنموية، وكان يعتمده كمرجع للتعاطي الاقتصادي والتنموي الدولي وكان هو المصلح الاقتصادي الصبور والدؤوب، وظل بالنسبة للجميع المرجع الضرورة والخبرة التي لا يستغنى عنها، وقد حزن فخامة الرئيس حزناً عميقاً على رحيل رفيق دربه ووصفه بشقيق الروح، وأولاه عنايته حتى في أحلك ظروفه الصحية واحرجها، وهو وفاء القائد لرجالات اليمن وخبرائها، وكبارها، والمشاركين في بنائها.
كتاب عن الفقيد
< هل تعدون لكتاب يتضمن سيرة الشهيد؟
- أتمنى أن تسطر حياة الفقيد في كتاب يكون مرجعا للأجيال وقدوة للتابعين وأنموذجاً وطنياً يحتذى، ولا أستطيع في ختام هذا الحديث أن أفي فخامة الوالد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حقه في الرعاية والعناية والاهتمام الذي أولاه الشهيد قبل رحيله وطوال وفقتهما، وهو لنا في مقام الأب من بعده . نسأل الله للفقيد الرحمة والمغفرة، وللوطن الخروج من محنته الراهنة، ونتمنى أن نرى أحلام الفقيد متحققة لليمن.. سلاماً وتنمية وحياة كريمة.
< كلمة أخيرة..
- نؤكد على أن دماء الشهداء والجرحى التي أهرقت في جامع الرئاسة بفعل ذلك العمل الإرهابي الغادر والجبان يجب أن لا تذهب سدى، ويجب ان تأخذ العدالة مجراها في معاقبة ومحاسبة الضالعين في ذلك الجرم الذي استهدف خيار وكبار رجالات اليمن ومنهم فخامة الرئيس والشهيد ورفاقه الشهداء من المسؤولين ورجال الأمن والقوات المسلحة، ذلك أن هذا هو مطلب الشعب اليمني الذي خرج معبرا عن حزنه وغضبه في تشييع جثمان شهيد الوطن الوالد/ عبدالعزيز عبدالغني صالح، دفاعا عن الشرعية الدستورية، والنظام الديمقراطي، وتكريسا للتداول السلمي للسلطة، وتحقيقا للأهداف التنموية التي قضى والدنا الشهيد حياته من أجل تحقيقها، وقضاءً على نزعات التطرف والعنف والإرهاب والخيارات الانقلابية التي تريد الخروج على إرادة الشعب اليمني وخياراته الحضارية والسلمية. عاش اليمن حراً وديمقراطياً آمناً ومستقراً وموحداً. |
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|