علي عمر الصيعري -
بدأ الأمر بطقطقة أطلقها عبدالمجيد الزنداني وجناحه المتشدد في حزب الإصلاح عندما سحبت حكومة المؤتمر الشعبي العام البساط من تحت أقدامهم وذلك بإلغاء ما يسمى بالمعاهد العلمية الدينية التي كانت تدر عليهم الملايين من خزينة الدولة، في الوقت الذي أصبحت فيه بمثابة بؤرة لمسح عقول الشباب وتغذيتها بأجنة الإرهاب الفكري والديني..
وبعد أحداث 11 سبتمبر 2001م ومع اشتداد عود أحزاب اللقاء المشترك في أجواء انشغلت فيها الحكومة وحزبها الحاكم بالتنمية من جانب وبمكافحة الإرهاب، ارتفعت وتيرة هذه الطقطقة تحت إيقاعات متنوعة و”مايسترو” واحد هو الزنداني ومريدوه الأمر الذي لفت إليه الأنظار سيما من قبل أمريكا التي رأت فيه شخصا داعما للإرهاب وممولا له, واستغلت بقية أحزاب “المشترك” انجذاب الجماهير إلى المسرح السياسي فاستثمرته في مشاريعها الصغيرة وبضعة مشاهد من الكيد والمناكفة السياسية للمؤتمر وحكومته، وتحديدا منذ العام 2004م, حتى كونت هالة سياسية خداعة حولها في الوقت الذي بدأ الخواء السياسي والحزبي يدب في أوصالها.
ومنذ العام 2006م جذبت هذه الطقطقة بتنوع إيقاعاتها الملياردير الغرير حميد الأحمر وإخوانه إلى أجواء الوهم وأضواء الحلم بالسلطة وظهر عليه ذلك بعد وفاة والده الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله- وفي نهاية الرواق وقف عميد في الجيش يتربص بمآلات هذه الطقطقة ويرسم خططه بروية ودهاء إلى أن صار لواء يحكم قبضته على الفرقة المدرعة الأولى ويجذب إليه الحلفاء القدامى من أمثال الزنداني وجماعته.
تحولت هذه الطقطقة إلى هوهوه أطلقها الشباب المغرر بهم وعمت ساحة الاعتصام تحت مسمى ثورة شبابية سلمية، وراقت الأجواء لشبابنا المغرر بهم والذي لم يقصر أقطاب الأزمة السياسية معه بل أسبغوا عليه الأموال وافردوا له قناة فضائية ليتقافز حماساً أمام كاميراتها، وبدأت المنتديات واللجان والصحف المأجورة تزين له التمادي في الشغب والفوضى وتدفع به نحو الانزلاق في هاوية الجحيم المنتظر.
وما هي إلا أشهر قلائل من هذه الهوهوة حتى استفاق الشباب على دوي الرصاص وقصف المدافع وعصف الدبابات وحرائق الموت التي وجهها لظهورهم هؤلاء الحلفاء من الأخوان المسلمين ومنافسوهم من أولاد الأحمر، وتلاشت سكرة الحماس الأعمى ولم يعد أمامهم إلا سبيلا واحدا وهو مواجهة هؤلاء الانقلابيين والمغامرين المتاجرين بأرواحهم ودمائهم، والضغط عليهم ليكفوا عن إشعال الحرائق والدمار ويستجيبوا للغة العقل والمنطق وهي لغة الحوار التي دعا إليها فخامة الأخ الرئيس - حفظه الله- لأنهم - أي الشباب- وحدهم الخاسرون، ووحدهم القادرون على تجنيب الوطن هذا الانفجار الذي بدأ بطقطقة ثم تحول إلى هووووه وغدا سيتحول إلى بوووووم.. لاقدر الله.
قال الشاعر:
وما الحرب إلا ماعلمتم وذقتم
وما هو عنها بالحديث المرجم
(زهير بن أبي سلمى)