امين الوائلي -
باستثناء كلمة المؤتمر الشعبي العام.. ذهبت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الرابع لحزب الإصلاح كاملة لصالح قيادات ومتحدثين إصلاحيين 100٪، ولا أعلم أن مؤتمراً عاماً لحزب من الأحزاب قد شهدت جلسته الاحتفائية والافتتاحية قدراً مبالغاً في الذاتية والاستئثار بالمنصة والمايكرفون كما حدث مع مؤتمر الإصلاح صبيحة يوم السبت الماضي.
> الحضور الكبير الذي حشده الإصلاحيون من الضيوف والممثلين كان يتعرض لإقصاء وتغييب حقيقيين ما جعله يبدو متماهياً تماماً مع تفاصيل الديكور الداخلي للقاعة أو جزءاً مكملاً للصورة والمشهد الإخراجي الذي أراده الإصلاحيون »خاصاً« وشخصانياً بالمرة..
> بدءاً من القاعة التي يملكها التاجر الإصلاحي وانتهاءً بالمتحدثين الذين تناوبوا على المنصة وجميعهم إصلاحيون، عدا الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، ولا أدري كيف يمكن استثناء أمين عام الاشتراكي اليمني وهو الذي ظهر ملكياً أكثر من الملكيين! حتى أن الكلمة الوحيدة الممنوحة لقطاعات يفترض أنها مدنية وغير إصلاحية ذهبت هي أيضاً لمتحدثة إصلاحية.. وهكذا كلمات الشيخ الأحمر، اليدومي، ياسين عبدالعزيز، والشعر هو الآخر كان إصلاحياً.. قافية ووزناً.
> »لماذا كنا مدعووين«؟ تساءل كبار القوم من المدعوون والضيوف، وإمعاناً في »الشخصنة« قرر الإصلاحيون إسناد المهام الأمنية والتنظيمية وحتى البوليسية البحتة لكوادر وفرق إصلاحية، وإن تراجعوا وتنازلوا عن قليل من الصلاحيات الأمنية للأجهزة الأمنية الرسمية.. وفيما عدا ذلك ظهر مؤتمر الحزب وكأنه فعالية سرية لجماعة مغلقة..!
> ثمة الكثير من القصور والتراجع، كما أرى وأقرأ، على صعيد الوعي السياسي والسلوك الديمقراطي والممارسة الداخلية انعكس سلباً على أعمال ومداولات المؤتمر وسيظهر أثره ولابد في النتائج والقرارات المتخلصة عن فعاليات المؤتمر الرابع.
> منذ ما قبل الافتتاح بأسابيع، وربما أشهر، وقع المؤتمر الرابع في فخ الغموض والحسابات الدائخة التي أثقلت أجندة الحدث وبدا متحاملاً على نفسه تماماً وهو يقترب من جلسة الافتتاح، وعوضاً عن أن تشكل الفعالية نقطة تحول في المسار.. تحولت إلى ما يشبه استجرار جملة مشاكل ومصاعب وحسابات الفترات السابقة والتي تجمعت كلها دفعة واحدة في تحدٍ واحد.
> لايقلل هذا بالتأكيد من قيمة وأهمية الحدث، يكفي أن حزباً عقائدياً قادر على مجاراة اشتراطات الديمقراطية الحزبية والإيفاء بدورات المؤتمرات العامة في مواعيد جيدة، غير أن المطلوب من الإصلاح لم يكن هذا فحسب، وكان عليه أن يسجل اختراقاً يحسب له في سياق التمرس لا التمترس، والشفافية المنتجة لشكل ومضمون آخرين من القيادات والأجيال الأكثر مرونة وانفتاحاً وليبرالية.
> مع احترام كافة الآراء والتقييمات التي قالت وسترى في مؤتمر الحزب »نقلة نوعية« و»نقطة تحول« تاريخي.. وما شابه، إلاَّ أنني لم أعثر في الفعالية على ما يشير ولو من بعيد إلى شيء من الأمنيات السابقة.. وقد تصلح تلك الأمنيات للاستخدام دائماً وفي حالات الأحزاب كافة، ولن يسأل أحد بعدها عما تعنيه أو حققته على المستوى الواقعي وفي النتيجة النهائية.. أو إذا كان المؤتمر الرابع لحزب الإصلاح، مثلاً، قد أفرز حزباً جديداً غير »الإصلاح« الأول نفسه وباستمرار.
> ليس من السهولة تجاهل حزب كالإصلاح، ولكن.. ليس هيناً إثبات أن الحزب اليوم أكثر »ليبرالية« أو »كفاءة« منه بالأمس والذي قبله..
وأعتقد بأن الإصلاحيين اليوم يشعرون بأزمة »الهوية« في العمق العقائدي والسياسي أو الأيديولوجي أكثر من أية لحظة مضت، وقد تكون هذه بذرة مناسبة لإنبات توجه ما، قادر في المستقبل على إحداث الاختراقات التي لم تجيئ بعد.. ولم تسقط أيضاً.
شكراً لأنكم تبتسمون.