إقبال علي عبدالله -
اليوم- السادس والعشرين من سبتمبر العام 2011م- تكمل الثورة اليمنية الخالدة والمباركة عامها التاسع والأربعين حيث انتفض شعبنا اليمني على جلاديه ومصاصي دماه من حكم الإمامة الرجعي وأذياله وكانت الثورة ونصرها التي أخرجت اليمن من ثالوث الجهل والمرض والتخلف وحررت الشعب من أعتى سلاسل العبودية والظلم وحرمان رؤية الشمس في رابعة النهار..
اليوم نحتفل بالعيد التاسع والأربعين للثورة الأم، والحديث الذي يتكرر كل عام في مثل هذه المناسبة الخالدة عما حققته الثورة من انجازات سابقت الزمن وأبرزها ما عجز عن تحقيقه الأوائل.. منجز الوحدة المباركة في الثاني والعشرين من مايو 1990م.. حديث يعرفه الجميع يمنيين وعرباً، أشقاء وأصدقاء.. بل إن هذه الانجازات ظلت منذ السنوات الأولى للثورة وحتى عامنا الحالي 2011م تتجذر يوماً بعد يوم على أرض الواقع وكان العام 1978م وتحديداً في السابع عشر من يوليو يوم انتخاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح من قبل الشعب رئيساً لليمن هو بداية عصر هذه الانجازات التي غيرت صورة اليمن شماله وجنوبه، شرقه وغربه إلى ما يشبه المعجزة خاصة بعد أن عاشت اليمن عقوداً طويلة من الحرمان والتخلف والظلم والاستبداد إبان الحكم الإمامي الرجعي الكهنوتي في الشمال والنظام الشمولي المستبد في الجنوب..
اللافت ان مثل هذا الحديث لم يعد في الذكرى التاسعة والأربعين للثورة مثار أقلامنا والتي هي حقيقة يجب أن نقولها بكل صدق وشجاعة أن مدادها قد وشح بالسواد والحزن والأسى حيث ان الوطن وأبناءه في الداخل والخارج بدلاً من أن يحتفلوا فرحين بالثورة وما حققته من انجازات شملت كل مناحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والأمنية.. تحول الفرح إلى حزن كبير وعميق جراء الأزمة السياسية التي تعصف بالوطن منذ ثمانية أشهر ووصلت اليوم إلى طريق مسدود نتيجة اصرار جماعة انقلابية، يقودها ويخطط لها الشيطان من الخارج، على الانقلاب واغتصاب السلطة بعيداً عن إرادة الشعب في استلام السلطة عبر صناديق الانتخابات..
أزمة جعلتنا نمسك على قلوبنا على ما يصر عليه الانقلابيون من تحدٍ لإرادة الشعب واغتصاب السلطة بالقوة والفوضى والتخريب والتدمير وحرق الأخضر واليابس وتسميم عقول بعض الشباب الذين تتحمل الثورة والحزب الحاكم- المؤتمر الشعبي العام- مسئولية تركهم وعدم الاهتمام بهم كما جاء في وثائق وأدبيات وبرامج المؤتمر الشعبي العام والحكومة، مما جعل الشياطين من الإسلاميين السلفيين المتشددين يجدون في هؤلاء الشباب فريسة اغتنموها للانقضاض على الثورة والوحدة ساعة تلقي الأوامر من الخارج..
اللافت اليوم ونحن نحتفل بالعيد التاسع والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر أننا أمام ثورة جديدة يجب أن ننطلق بها لتخليص الوطن والشعب من عناصر باعت نفسها للشيطان وجعلت المال الحرام المتدفق من بعض القوى الخارجية التي يعرفها شعبنا جيداً منذ إعادة تحقيق الوحدة وما حققته هذه الوحدة من انجازات بقيادة ابن اليمن البار فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام.. جعلته مسلكاً لها لتخريب وتمزيق الوطن وإعادته إلى عهود الإمامة والحكم الشمولي الانفصالي..
من هنا وكما قال فخامة الرئيس القائد علينا «مواجهة التحدي بالتحدي» أي أن نتحمل جميعاً مسئولية الحفاظ على ما حققته ثورة سبتمبر 1962م وأكتوبر 1963م من انجازات لايمكن أن تتحقق أو إعادة تحقيقها من جديد لو نجح الانقلابيون في مؤامراتهم..
علينا أن نجعل من العيد التاسع والأربعين للثورة نبراساً يجعلنا أكثر قوة وتماسكاً حفاظاً على الجمهورية والوحدة وخيارنا في الشرعية الدستورية..
وكل عام وأنتم بخير..