كلمة الميثاق -
اليوم يحتفل شعبنا اليمني بمباهج أفراح أعياد الثورة اليمنية الام 26سبتمبر وهي مناسبة تعيدنا الى تلك الايام التي كان فيها اليمن يرزح تحت براثين نظام استبدادي كهنوتي يحكم بعقلية تعيش في مجاهيل أزمنة قد تجاوزها العالم منذ أمد بعيد، فكان تجسيداً للظلم والطغيان والقهر والفقر والأسوأ من هذا كله أنها اتخذت من التخلف والعزلة نهجاً لها لتأبيد نظامها وحكمها على شعب عظيم صنع واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ الانساني، فلم يكن لشعب كهذا أن يعيش خارج التاريخ، لهذا لم تتوقف حركة نضاله الوطني في سبيل الخلاص ومن بين أوساطه انبثقت تلك الطليعة من الشباب منتسبي قواتنا المسلحة والأمن لتتصدر حركته الوطنية متحملةً على عاتقها مهمة إخراج الوطن من غياهيب تلك العهود بتفجيرهم ثورة الـ26سبتمبر 1962م والذي احتفالنا هذا العام بعيدها الـ49 يعني دخولها يوبيلها الذهبي الذي سنحتفل به في مثل هذا اليوم من العام القادم، وقد تجاوز الوطن اليمني محنة الفتنة وخرج من الأزمة منتصراً على كافة التحديات التي انتصر عليها بالماضي القريب والبعيد وسينتصر عليها اليوم وغداً لتتواصل مسيرة الانجازات ومكاسب الثورة السبتمبرية الخالدة.
إن ما يميز احتفالاتنا بهذه المناسبة الوطنية العظيمة هذا العام هو عودة زعيم الوطن حادي مسيرة ثورته وصانع وحدته فخامة الرئيس علي عبدالله صالح سليماً معافى بحفظ الله ورعايته للوطن بعد شفائه مما أصابه من جراء ذلك الاعتداء الاجرامي الارهابي الغادر الذي تعرض له ومن معه من كبار مسؤولي الدولة في جامع دار الرئاسة في أول جمعة في شهر رجب الحرام، وهذا تجلى في تلك الفرحة التي عمت قرى ومدن كافة المحافظات اليمنية، وهكذا تكون الفرحة فرحتين بالعيد الـ49 للثورة اليمنية 26سبتمبر والعودة المباركة لفخامة الأخ الرئيس..
وبالتأمل في مضامين خطاب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح إلى الشعب بمناسبة الذكرى الـ49 للثورة الأم سنجد رؤية ثاقبة لمنتهيات الأمور والدفع بالحلول التي تضمن للجميع تحقيق مطالبهم بغض النظر عن مشروعية الأساليب التي يستخدمها البعض لتحقيقها، ولاشك أن الحوار ونزع فتيل الحرب يمثل أهمية بالغة من أجل الحفاظ على وحدة واستقرار اليمن.
ولايزال الرئيس في كل مناسبة يؤكد زهده في السلطة مطالباً الجميع بالحوار والتمهيد لانتخابات مبكرة تسمح للشعب اختيار حاكمه، ويقدم في سبيل ذلك كافة الضمانات التي تطلبها المعارضة بما فيها تفويض نائب الرئيس بالحوار والتوقيع على المبادرة الخليجية مشفوعاً بقرار جمهوري ساري المفعول من شأنه إيجاد أرضية آمنة للحوار بعيداً عن الاحتقانات والاحقاد السياسية التي تعتمل في نفوس البعض إلى الدرجة التي اصبحت فعلاً انتقامياً وعداءً شخصياً بدون مبرر.
إن الأزمة الراهنة وما نتج عنها من تعقيدات وما تمثله من خطورة على السلم الاجتماعي تستوجب على العقلاء في هذا الوطن الاصطفاف جميعاً للحيلولة دون الاحتراب واستمرار أعمال العنف والدمار الذي يودي بحياة الأبرياء ولا ينتج إلاّ المزيد من الويلات..
ولعل هذه الذكرى الغالية مناسبة عظيمة لتقديم بعض التضحيات والتنازلات من أجل الوطن والحفاظ على أهداف الثورة اليمنية الخالدة التي ضحى من أجلها خيرة أبناء البلد.