|
|
گتب/ محمد حيدر - الإرهاب لادين ولا وطن ولا ضمير له..
.. تتشابه التشكيلات العصابية الإرهابية في ضلالاتها ونشأتها وسلوكها وتلتقي في ممارساتها الخارجة على القانون وما ترتكب من جرائم قتل واغتيالات وتخريب.. تلتقي أيضاً في ارتهانها لقوى أجنبية التي تجد فيها أداة طيعة لتحقيق مطامعها فتمدها بالدعم المعنوي واللوجستي..
لم تكن العصابات الإرهابية في بعض مناطق صعدة لتختلف في نشأتها وممارساتها وجرائمها عن أي تشكيل عصابي إرهابي في أي مكان من هذا العالم.. فوفقاً للدارسين للظواهر الإرهابية في العالم فإن التشكيلات الإرهابية تستعير من بعضها البعض الخطط والأساليب والممارسات..
حيث يشير المراقبون إلى أن مؤسسي التشكيل العصابي الإرهابي بقيادة حسين الحوثي المقبور كانوا قد عمدوا إلى تجنيد الأطفال غالباً (بين سن 14 و18 سنة) لاستخدامهم في عملياتهم الإرهابية.. مستعيرين هذه الفكرة من العصابات الإرهابية التي كانت تقوم بسرقة الماس في سيراليون.. والتي كانت تخطف الأطفال الأبرياء وتخضعهم لعمليات غسيل مخ وتدريبات قاسية ووحشية حولتهم إلى قتلة مجرمين.. إلى ذلك يشبه بعض المراقبين العصابات الإرهابية في بعض مناطق صعدة التي ترتكب هناك جرائم القتل والاغتيالات ويشردون المواطنين ويقطعون الطرق وينهبون الممتلكات الخاصة والعامة وتخريب المؤسسات والمرافق العامة.. بفرق الموت الصفوية التي ترتكب جرائم فظيعة في العراق.. ولم يستبعدوا أن تكون المرجعية التي تقف وراء العصابات الإرهابية القائمة في بعض مناطق صعدة وفرق الموت في العراق واحدة..
وهناك من المراقبين الذين يتابعون ما يجري في الساحة العربية يذهبون إلى أن ثمة علاقة ارتباطية بين نزعة ما يسمى التشييع السياسي التي تتبناها إحدى دول الجوار العربي خدمة لأهدافها الإقليمية في زعزعة أمن واستقرار العديد من الدول العربية وبين التشكيل العصابي الإرهابي الذي خرج في بعض مناطق صعدة ليرتكب جرائم إرهابية ضد الوطن والمواطنين.. وضد الدولة والقانون.. ذلك أن »الفكرة« الظلامية لدى أعضاء هذا التشكيل العصابي الإرهابي تعود مرجعيتها إلى القوى ذاتها التي تقف وراء ما يطلق عليه محاولات التشييع السياسي في العالم العربي.. وهو ما تفضحه أدبيات هذا التشكيل العصابي الإرهابي.. وتكشفه قناة العالم الإيرانية وإذاعة طهران الموجهتين باللغة العربية.. حيث تتبنى هاتان الوسيلتان بوضوح الدعاية للتشكيل العصابي الإرهابي من خلال نشر تقارير وموضوعات فيها قدر كبير من التلوين للمعلومات وتشويهها ودس الأنباء غير الصحيحة..
غير أن ما لم يدركه الملالي وصنائعهم أن اليمن ليست هي البىئة الملائمة لنزعة شرورهم، وأن الهوية اليمنية مهما كانت نزعات الأشرار عصية على التأثير فيها وغير قابلة للاختراق..
فاليمن بلاد الإيمان والحكمة.. ساحتها للتسامح والتعايش والحرية.. مذاهبها الفقهية في تعايش ووئام واحترام.. ومساجدها لجميع أبنائها المسلمين يؤمها الجميع ويصلون جميعاً خلف إمام واحد لايهم إن كان شافعياً أو زيدياً أو حنفياً.. إلخ حيث لا مذهبية تفرق بينهم أمس واليوم وغداً.. ولا ملالي يمنعون عباد الله من أن يعبدوا الله في مساجد الله، كما هو حاصل الآن في إحدى الدول الإسلامية والتي بها نحو 20 مليون مسلم من مواطنيها تمنعهم من المساجد ومن أن يقيموا صلاة الجمعة فقط لأنهم ليسوا على المذهب الرسمي للدولة.. ومع ذلك تتشدق وسائل دعايتها الموجهة بالعربية نفاقاً وافتراءً وتدليساً بحرية التعبير والفكر التي لاوجود لها لديها على نحو ما تمارسه من دعاية مفضوحة ضد اليمن إسناداً للعصابات الإرهابية التي تمارس جرائمها ضد الوطن والمواطنين في بعض مناطق صعدة..
يكفي أن نتأمل في بعض عناوين »الأخبار« التي تبثها قناة »العالم« الإيرانية وموقعها على الانترنت مثل »الحوثي: المعارك في صعدة إبادة جماعية« و»البرلمان اليمني يخول الحكومة حسم (تمرد الزيديين) بصورة نهائىة«.. إنه أسلوب دعائي مفضوح تأمل الإدعاء الكاذب في »إبادة جماعية!!« والدس الرخيص في عبارة »تمرد الزيديين«.. فيما الحقائق على أرض الواقع عصابات إرهابية في بعض مناطق صعدة.. عصابات عميلة خارجة على القانون ترفضها وتتبرأ منها محافظة صعدة، ولا علاقة للمذهب الزيدي بها من قريب أو بعيد.. ولكنها الدعاية المغرضة المفضوحة لدى تلك القناة والتي لاتنطلي على أحد في اليمن والوطن العربي بقدر ما تفضح مصداقية قناة العالم ومن يقف وراءها..
هناك من يتآمر على استقرار اليمن وأمنه.. اليد الأجنبية التي تؤذي اليمن لم تعد خافية.. ففي تقرير من بغداد نشرته مجلة »المجلة« في 20 يناير الماضي بعنوان »موفق الربيعي أوضح أن اسمه الحقيقي كريم شهبوري وليس موفق الربيعي وأنه ليس عراقياً عربياً وأنه يعمل لصالح استخبارات دولة مجاورة للعراق كان من ضمن مهامه التي كلف بها قبل سنوات كما جاء في تقرير »المجلة« هكذا »... تعمل على تأسيس نواة تنظيم شيعي في اليمن«!!
لم يكن هذا التنظيم في نظر المراقبين سوى التشكيل العصابي الإرهابي الذي ما فتئ منذ خروجه عقب سقوط بغداد في إبريل 2003م يمارس الإرهاب والتخريب في بعض مناطق صعدة..
إن ما صدر ويصدر من أعمال عنف وإرهاب مروعة من عصابات الإرهاب الضالة وعلى مدى المرات الثلاث من الخروج لهذه العصابات الإرهابية في بعض مناطق صعدة إنما هو نتاج للأفكار والمعاني الضالة التي غرست في عقول أفراد هذه العصابات.. لقد غذوا بمفاهيم القتل والتخريب والتعصب وكراهية كل القيم الإنسانية النبيلة في الإنسان..
تمكن هذا التشكيل العصابي الإرهابي أن يجند أشتاتاً من البسطاء الساذجين المغرر بهم ليغرس فيهم التعصب والكراهية والحقد والعنف فوقعوا ضحايا عقائد مجنونة وخرجوا ينفذون توجيهات قادتهم العملاء الإرهابيين ليرتكبوا جرائم الإرهاب..
المواجهة مستمرة
لثالث مرة يخرج هذا التشكيل العصابي الإرهابي لارتكاب جرائم القتل والتخريب وقطع الطريق ونهب الممتلكات الخاصة والعامة في بعض مناطق محافظة صعدة..
بذلت الدولة منذ عام 2003م قبل وأثناء الخروج الأول لهذه العصابات الإرهابية في يونيو 2004م.. ثم في خروجهم الثالث 2005م وحتى الخروج الأخير الذي بدأ أواخر الشهر الماضي ولايزال مستمراً في بعض المناطق من صعدة.. بذلت الدولة كل الجهود من أجل درء الفتنة وساطات وحوار وعفو وتعويضات كي تعود هذه العناصر الإرهابية إلى جادة الصواب وأن تتخلى عن العنف والإرهاب، وأن يكونوا مواطنين صالحين لهم كل الحقوق والواجبات التي كفلها الدستور لكل المواطنين..
في كل خروج لهذه العصابات الإرهابية العميلة تمد لهم الدولة يد السلام عسى أن يكفوا عن ارتكاب جرائمهم القتل والتخريب والنهب لكنهم أثبتوا أنهم ليسوا جديرين بالعفو والتسامح والحوار والتعويض.. بل إنهم قد فهموا ذلك على أنه ضعف من الدولة أو هكذا تبدى لهم الأمر واستغلوه لإعادة بناء تشكيلهم العصابي وتسليحه والتخطيط لأعمالهم الإرهابية والتخريبية..
لا مطالب مشروعة لهذه العصابات الإرهابية.. فمما تبتغيه هو أن تتخلى الدولة عن وظيفتها في حفظ الأمن والاستقرار وأن يترك لهذه العصابات الإرهابية الضالة »حرية« ارتكاب جرائم الإرهاب والقتل والاغتيال وقطع الطرق وتخريب المؤسسات والمرافق العامة ونهب الممتلكات الخاصة والعامة..
كيف يبدو الموقف الآن؟
رسالة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية التي وجهها يوم 14 فبراير الجاري للأخ محافظ محافظة صعدة رئىس المجلس المحلي رئيس اللجنة الأمنية وللأخوة أعضاء المجلس المحلي واللجنة الأمنية في المحافظة تلخص الموقف وخلفياته وما أتيح للعناصر الإرهابية من فرص للعودة إلى جادة الصواب وقرار مجلس الدفاع الوطني لإنهاء الفتنة.. وهنا نعيد نشر رسالة فخامة رئىس الجمهورية:
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى "الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون" صدق الله العظيم
الاخ /محافظ محافظة صعدة
رئيس المجلس المحلي- رئيس اللجنة الأمنية المحترم
الاخوة أعضاء المجلس المحلي في المحافظة
واللجنة الامنية في المحافظة المحترمون
إن تجدد الأعمال الإرهابية في بعض مديريات محافظة صعدة التي بدأها الارهابي الصريع حسين بدرالدين الحوثي بتاريخ 20/ 6/ 2004م والتي كان قد تم العمل على محاصرتها والقضاء عليها بفضل الجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة ومن ذلك إصدار العفو العام بتاريخ 25/ 9/ 2005م عن المتورطين في تلك الأعمال الإرهابية وتعويض المتضررين وبدء برنامج شامل للإعمار والتنمية في عموم المحافظة.. يدلل على أن هذه العناصر الإرهابية الضالة لم تتعظ ولم ترعو مما حدث وما سببته من أضرار فادحة في الأرواح والممتلكات وعملت على استئناف نشاطها الإرهابي والإجرامي بقيادة الإرهابي عبدالملك الحوثي من خلال ما قامت به من أعمال ارهابية من تشريد للمواطنين وقتل وقطع للطرقات وإيقاف لمشاريع التنمية والهجوم على المواقع العسكرية والنقاط الأمنية ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجاوز الدستور والقوانين المرعية وتعريض أمن واستقرار البلاد والوحدة الوطنية للخطر..الأمر الذي استشعرت معه جميع القوى والفعاليات السياسية والمؤسسات الدستورية وفي مقدمتها مجلس الدفاع الوطني ومجالس الوزراء والنواب والشورى خطورة هذا التصعيد الإرهابي الذي يحاول جر البلاد الى أتون فتنة طائفية ومذهبية تستهدف الوطن ومستقبله ودعت تلك المؤسسات والقوى إلى ضرورة الحسم النهائي لنشاط وأعمال الفئة الإجرامية بما يكفل وأد هذه الفتنة في مهدها وعدم اشتعالها مرة أخرى.
وانطلاقاً من واجبنا امام الله سبحانه وتعالى والشعب والتاريخ ومسؤولياتنا التاريخية والوطنية والدستورية والتزاماً منا بمقررات الهيئات الدستورية في حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن أمن الوطن والمواطنين، وبعد استنفاد كل الفرص والمساعي الحميدة التي بذلت لإنهاء هذا الوضع الخطير.. وإبراء للذمة وحرصاً منا على حقن الدماء باعتبار أن الأرواح التي تزهق والدم الذي يسيل هو دم يمني وأن ذلك لايخدم إلا أعداء اليمن ومن لايريدون لها خيراً فإننا نمنح هذه العناصر الإرهابية الضالة فرصة أخيرة ونهائية ولفترة يومين من تاريخه للعودة إلى جادة الحق والصواب من خلال تنفيذ قرارمجلس الدفاع الوطني في جلسته المنعقدة بتاريخ 8/ 2/ 2007م من أجل إنهاء تلك الفتنة وهي على النحو الآتي:
1- تسليم قيادات العناصرالإرهابية نفسها للدولة.
2- على عناصرهم المتواجدين في المواقع العودة إلى منازلهم وقراهم وإنهاء كافة المظاهر المسلحة.
3- تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة .
4- تسليم الجناة المتسببين في الأحداث إلى السلطة المحلية بالمحافظة للتحقيق معهم طبقاً للنظام والقانون، ومن أدين منهم يتحمل مسؤوليته ومن ثبت براءته يتم إخلاء سبيله.
5- في حالة الرغبة في إنشاء حزب سياسي وممارسة النشاط الحزبي فلامانع أن يتم ذلك على أساس أن يكون حزباً وطنياً غير مناطقي أو طائفي أو مذهبي أو عنصري، وطبقاً للدستور والقانون.
6- الالتزام بتدريس المناهج الدراسية الرسمية المقرة من الدولة كسائر مدارس الجمهورية.
7- إعادة المنهوبات التي تم السطو عليها بالطرقات.
8- عودة المواطنين من اليهود اليمنيين إلى قراهم آمنين مطمئنين، والتعهد بعدم التعرض لهم.
وإذا ما أصر هؤلاء على عنادهم والاستمرارفي غيهم وضلالهم فإن عليكم في السلطة المحلية واللجنة الأمنية في المحافظة وانطلاقاً من مسئولياتكم اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بإنهاء تلك الفتنة وقطع دابر مشعليها.. كما على الأجهزة التنفيذية وأصحاب الفضيلة العلماء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية بصعدة التعاون مع القوات المسلحة والأمن من أجل الاضطلاع بمهامها وواجباتها في الحفاظ على الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي وصيانة الوحدة الوطنية.
مرسل للتنفيذ.. وشكراً.
علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية
14 فبراير 2007م
لا عاصم من القانون
على ماذا تراهن العصابات الإرهابية التي مازالت ترتكب حماقاتها وترفع السلاح ضد الدولة وتستبيح كل قيمة نبيلة.. وترتكب الجرائم تلو الجرائم الإرهابية والتخريبية ضد الوطن والمواطنين في بعض مناطق صعدة؟
هل تعتقد أن ارتهانها وعمالتها للاستخبارات الأجنبية التي دعمتها معنوياً ولوجستياً سيعصمهما من القانون؟ أم أنَّ فرقاء التفكك الداخلي التي يستغل بعض أطرافها أزمة هذه العصابات للمناكفة وصغائر السياسة نكاية بالحكومة ستعصم هذه العناصر الإرهابية من القانون؟.. أم أن الفكرة الظلامية التي ضللت بها هذه العناصر الإرهابية ستنتصر لخروجها ضد القانون؟ أم أن هذا التشكيل العصابي الإرهابي يراهن على وهم بأن الدولة ستفسح الساحة لهذه العناصر الإرهابية في الأخير؟
حسب هذه العناصر الإرهابية الضالة أنها تراهن على كل الرهانات السابقة.. وكلها رهانات خاسرة..
فالشعب اليمني بشتى قواه وفئاته.. والدولة بمؤسساتها الدستورية والقانونية لن تسمح لعناصر إرهابية ضالة في الخروج على القانون وارتكاب جرائم الإرهاب والتخريب..
إجماع وطني على مواجهة العناصر الإرهابية التي تنكبت كل القيم النبيلة وأصرت على ضلالتها وغيها وخروجها على الشرع والشرعية وعلى الدولة والقانون ومازالت على عنادها ترتكب جرائم الإرهاب والتخريب في بعض مناطق صعدة..
ماذا عسى هذه العصابات الإرهابية الضالة وقد حوصرت في شتى مواقعها التي تسقط بعضها وأصبح اليأس يتملكها.. غير أن تخضع للقانون وعدالة القانون.. ولا شيء سوى ذلك.. لا شيء إلاَّ أن تستسلم..فاليمن.. كل منطقة في اليمن.. ساحة للمحبة والإيمان للعمل والإنجاز.. أما الإرهاب والإرهابيون فلا مكان ولا ساحة لهم في يمن الإيمان والحكمة.. فلئن نفذوا عمالة وغدراً وحقداً وكراهية شأن ما يجري في غير دولة من هذا العالم.. فلا مستقبل للإرهاب والإرهابيين.. مآلهم ومصيرهم المحتوم من جنس عملهم..
لا عاصم من القانون لمن يخرج عن القانون..
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|