كتب/عبدالولي المذابي - انتخب أعضاء المؤتمر العام الرابع لحزب الإصلاح الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رئيساً للهيئة العليا للحزب لفترة جديدة على الرغم من انتهاء فترته القانونية المحددة بثلاث دورات.
وقد تخلف الشيخ الأحمر عن فعاليات المؤتمر الرابع للإصلاح لظروف مرضية غيبته عن حضور الانتخابات الرئاسية في سبتمبر الماضي وألزمته البقاء تحت الرعاية الطبية في إحدى المستشفيات السعودية منذ منتصف العام الماضي عاد خلالها لفترة قصيرة ثم عاد لتلقي العلاج مجدداً في السعودية.
الشيخ أعلن في وقت مبكر قبيل انعقاد المؤتمر بأنه لن يرشح نفسه لرئاسة الحزب، وكان قد اختلف مع حزبه في الانتخابات الرئاسية بسبب عدم تأييده لمرشح اللقاء المشترك الذي أيده حزبه، وإعلانه الواضح بأن علي عبدالله صالح رئيس المؤتمر الشعبي العام هو مرشحه، وشكل ذلك ضربة موجعة للحزب في وقت كان الحزب بأمس الحاجة الى الدعم المعنوي.
إلاّ أن كل تلك المبررات لم تقف عائقاً أمام قناعة الاصلاحيين أن الشيخ الأحمر شخصية وطنية كبيرة وعصا التوازن السياسي والاجتماعي وأحد أهم صمامات الأمان في الحياة السياسية التي تمنع انهيار العلاقة بين حزب الاصلاح والسلطة، نظراً للمرونة وبعد النظر اللتين يتمتع بهما الشيخ في كبح جماح الشخصيات المتطرفة في الحزب.
كما أن وضعه كشخصية اجتماعية لها وزنها وتأثيرها الواضح في التركيبة الاجتماعية في اليمن وما يحظى به من قبول ومصداقية في مواقفه، جعل حزبه يتمسك به في منصب القيادة كشخص يوازي بمفرده نصف الحزب إذا ما صح التعبير.
> > >
صراحة الشيخ تعتبر السمة الدالة عليه في كل المواقف، فلم يجنح يوماً الى المهادنة والحذر في إعلان مواقفه وقناعاته السياسية حتى وإن كانت تمس أقرب الناس إليه، كما حدث في فترة الانتخابات الرئاسية التي صرح فيها عدم رضاه عن مواقف اثنين من أبنائه »حميد، وحسين«، وخالف قناعات حزبه في اختيار المرشح الرئاسي ليعلن موقفاً شخصياً لم يفرضه على أحد، وهو لاشك موقف محسوب للشيخ الأحمر ينم عن شخصية وطنية نادرة لا تعترف بالتعصب الحزبي على حساب المصالح الوطنية العليا.
> > >
لاشك ان انعقاد مؤتمر عام لحزب الاصلاح سيظل مناسبة تذكر باغتيال الشهيد جار الله عمر على يد أحد المتطرفين في الحزب على مرأى ومسمع من جموع القيادات الاصلاحية وأجهزة الاعلام المحتشدة في المؤتمر العام الثالث للاصلاح.
ياسين عبدالعزيز الذي شغل منصب نائب رئيس الهيئة العليا للاصلاح في الدورة السابقة طالب في تصريحات صحفية قيادات وقواعد الحزب بالتفاعل الايجابي مع واقعهم والبيئة المحيطة بهم وبذل المزيد من الجهد لتعميق نهج الاصلاح الوسطي المعتدل في أوساط المجتمع، وإشاعة الشورى وثقافة الحوار، كما طالب باستيعاب فقه نصوص الشريعة وفقه الواقع وفقه تنزل النص على الواقع الحياتي، وتطوير فقه السياسة الشرعية واستخراج حلول للمشكلات وقضايا الواقع من أدلة الشريعة الثابتة.
ويأتي انعقاد المؤتمر الرابع للاصلاح في أجواء أمنية مشددة يتولى إدارتها وتنظيمها قرابة ألفي إصلاحي، يسيطر عليهم هاجس القلق من حدوث ما يعكر صفو المؤتمر، وعلى الرغم من انضباط الأمن من قاعة المؤتمر إلاّ أن بلاغاً كاذباً عن وجود قنبلة في القاعة أحدث حالة من الفوضى والإرباك لدى اللجنة المسئولة عن حفظ النظام، الأمر الذي دفعها الى الاستعانة بالجهات الأمنية للتأكد من أمر القنبلة بعد ان كانت اللجنة المعنية قد رفضت قبل المؤتمر السماح للجهات الأمنية بالدخول الى القاعة وحصرت مسئوليتها في تنظيم المرور وحراسة القاعة من الخارج.
وحسب موقع »ناس برس« على الانترنت وجه أمين عام الاصلاح محمد اليدومي بإخراج الحاضرين من القاعة على خلفية بلاغ عن وجود لغم داخل قاعة المؤتمر التي يملكها حميد الأحمر غرب العاصمة صنعاء.. وأضاف الموقع أن اليدومي تواصل مع رئيس الجمهورية شخصياً عقب رفض جهازي الأمن السياسي والقومي إرسال متخصصين للتأكد من وجود اللغم.. مشيراً الى أن الرئيس وجه بإرسال فرق متخصصة في نزع الألغام والمتفجرات، إلاّ أن عناصر من الاصلاح رفضت إدخال الكلاب البوليسية من باب »حرمة القاعة« إلاّ أنه تم السماح بإدخال الكلاب بعد ذلك والقيام بمهمة التفتيش ليتضح ان البلاغ كاذب ولا وجود لأي متفجرات، وليس سوى هاجس أمني »عالٍ« ويقين كاذب بوجود مؤامرة.. بشكل عام لم يخرج مؤتمر الاصلاح حتى الآن بجديد، على الرغم من كل التكهنات والتوقعات سبقت انعقاده، كان أبرزها تغيير القيادات وإعلان مواقف جديدة من القضايا الوطنية الراهنة، ومازلنا بانتظار ما ستسفر عنه جلسات اليوم وانتخابات الهيئة العليا للاصلاح ومجلس شورى الحزب وهي بالشك ما ينتظر منه كل جديد قد يضع الحزب في مواقع جديدة، أملنا أن تكون إيجابية وتصب في خدمة الديمقراطية والانتصار لثقافة الحوار.
|