عبدالله الشعوبي - ما من شك ان الصبر له حدود، والتسامح والعفو مع شرذمة سعت في الأرض فساداً له حدود ايضاً.. فالأحداث المأساوية التي ارتكبتها شرذمة الغدر والخيانة، في بعض مناطق محافظة صعدة، من قتل للابرياء من ابناء القوات المسلحة ونشر للخوف والذعر بين المواطنين الابرياء جريمة نكراء كان يجب معاقبتهم عليها في حينه.. ولكن سماحة الرئيس وحنكته وصبره وحرصاً منه على عدم اراقة الدماء كل هذه الخصال والمزايا جعلته يعفو ويصفح ومن باب عفا الله عما سلف.
ولم يكن في الحسبان ان هذا التسامح والكرم سوف يقابل بالجحود والنكران ونكث للعهد وذلك من خلال قيام هذه العناصر الارهابية وللمرة الثالثة من اعتداءات على المواطنين وابناء القوات المسلحة المرابطين في مواقع الشرف والبطولة دونما مراعاة للقيم الانسانية وللدين ولحرمة قتل المؤمن، فالله سبحانه وتعالى يقول »من قتل مؤمناً فكأنما قتل الناس جميعاً«.. ولكن هذه النبتة الشيطانية الخارجة عن المجتمع نفثت سمومها وحقدها الدفين من خلال إثارة الفضوى والفتنة والشقاق بين ابناء اليمن الواحد الموحد ارضاً وانساناً وديناً وعقيدة، وحاولت ان تفرق بينهم من خلال إحياء النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية وغيرها من الامراض التي لا تليق بشعب اليمن شعب الايمان والحكمة.
> فخامة الأخ الرئيس القائد: ان ابناء الشعب من اقصاه الى اقصاه يناشدونك ألا تدع عناصر الارهاب يمرون هذه المرة بسلام فكفى صبراً وتسامحاً، لأن شرذمة كهذه يجب بترها فهي كالورم الخبيث اذا لم يستأصل يتوسع وينتشر.
ان هؤلاء العملاء المأجورين لا يريدون لليمن العزة والتقدم والرخاء لانهم جبلوا على الذل والاهانة، والارتزاق على حساب مصلحة الوطن.
فخامة الرئيس: لقد حان الوقت لقمع هؤلاء الارهابيين على يد ابناء القوات المسلحة الشجاعة التي تتحطم على يديها كل المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد الوطن، ليصبح الوطن معافى من هذه الجيف النتنة التي تريد ان تشعلها ناراً بعد ان كانت برداً وسلاماً.
وعلينا في هذا السياق ان نتفهم موقف الرئيس حينما اصدر قرار العفو العام عن هذه الشرذمة، واطلق سراحهم من السجون لا لضعف منه -كما قد يعتقد البعض- ولكن من منطلق مسئوليته وتسامحه وحرصه على السلام الاجتماعي ومن منطلق انه صاحب القلب الكبير والترفع فوق الاحقاد، ولكن لا يمكن هذه المرة ان يتعامل مع هذه النبتة الشيطانية على اساس من الهدوء وضبط النفس لانهم استمرأوا الغي واستمروا فيه ولا يستحقون سوى الحزم والحسم نهائياً.
ان هذه الشرذمة ما هي إلاّ جزء من مخطط كبير غرضه زعزعة الأمن والاستقرار وتعطيل مسيرة التنمية الاقتصادية والنجاحات الديمقراطية في بلادنا.
فالآن مصلحة الوطن تستدعي من الجميع الوقوف صفاً واحداً بمختلف فئات وشرائحه للقضاء على هذه الشرذمة الضالة مثلما دافعوا ووقفوا صفاً واحداً في حرب صيف ٤٩م، وقضوا والى الابد على الشرذمة الانفصالية، التي كانت تريد تمزيق الوطن ووحدته مقابل حفنة من الدولارات..
وهؤلاء هم على نفس الشاكلة لأن كل إناء بما فيه ينضح.
|