فيصل الصوفي -
أن تحصل المواطنة اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام بالاشتراك مع المرأتين الليبيريتين تقديراً لنضالهن في مجال حقوق النساء فذلك ليس أمراً عابراً، فمنذ مئة وعشرة أعوام هي عمر جائزة نوبل وحتى اليوم لم يحصل عليها سوى سبعة عرب بينهم توكل، وهي العربية الوحيدة، وأيضاً الأصغر سناً من بين النساء الحاصلات على الجائزة.. والسبعة كما هو معروف هم الرئيس المصري أنور السادات والرئيس ياسر عرفات والدكتور محمد البرادعي والصومالي محمد عبدالقادر ثابت وتوكل كرمان، وهؤلاء الخمسة فازوا بالجائزة النوبلية للسلام، والاثنان الآخران الأديب نجيب محفوظ والكيميائي أحمد زويل، أربعة مصريون وفلسطيني وصومالي ويمنية، ثم انها جائزة نوبل وليست أية جائزة..
ولذلك فتوكل كرمان جديرة بأحر التهاني وأرفع أوسمة التقدير لشخصها ثم لأنها ربطت اسم بلادها بهذه الجائزة الدولية الرفيعة رغم أن تصريحاتها المتشنجة تفك الارتباط..
كان الاحتفال بهذه المناسبة واجباً، ويتعين عدم افساد أو مصادرة الفرحة بالمكايدات السياسية، أو اخراج الأمر عن الموضوع الذي قدرت لجنة نوبل منح الجائزة للنساء الثلاث على أساس منه، ومسئولية توكل كرمان في هذه الجوانب كبيرة، ونعتقد أنها تدرك ذلك جيداً، كما ندرك أن توزيع الجائزة أو اهداءها إلى الساحات وفصول الربيع ليس أرشد من أهدائها لليمن والشعب اليمني وخاصة النساء غير أن الغضب الذي يمتلك كرمان اطاح بهذا الرشد..
نتمنى أن يوظف هذا الانجاز الكبير في مجاله الصحيح وأن يشعر كل اليمنيين واليمنيات بالسرور، لأن المكايدة السياسية تنقص من ذلك وتبهت المناسبة، فالحصول على جائزة نوبل أدعى لرفع الأصوات من أجل السلام في بلادنا، التي فقدت السلام في الشهور الأخيرة نتيجة ما ترتب على انشقاق الجيش وبروز دور المليشيات المسلحة الحزبية والقبلية التي تخرب وتقتل بالجملة والمفرد.. وبالمجان أحياناً، وتشتد وحشيتها في تعز هذه الأيام مدينة توكل كرمان التي نقترح عليها أن تقوم بدور وسيط السلام بين أطراف النزاع في المدينة لتبقى تعز ساحة للنشاط السياسي السلمي.. فالقتل هناك قد استحر والبيوت تدمر ويشرد أهلها، ولابد من صوت يقول: كفى.. وخير صوت وأقواه سيكون صوت كرمان بنت تعز وحاملة جائزة نوبل للسلام.. هكذا نعتقد، وسيكون أمراً مهماً لو ابتدأت حاملة نوبل للسلام هذا العمل كأول خطوة بعد أن كسبت لوطنها وشعبها أكبر وأهم جائزة للسلام في العالم..
إنها مجرد أماني نتمناها على توكل كرمان.. حاملة جائزة نوبل للسلام.. لاعتقادنا أنها بعد الجائزة سوف تكون مختلفة عما قبلها، وطبيعة ونوعية الجائزة تقتضي ذلك..
ونحن لانلمح هنا إلى شيء له علاقة بالتخلي عن موقفها من السلطة، بل ماله علاقة بالمسئوليات التي تثقل الجائزة كاهل حاملها، ولايزال في الوقت متسع لمراجعة النفس.