إقبال علي عبدالله -
من اللافت في الأزمة السياسية الخطيرة التي تشهدها بلادنا منذ عدة أشهر أن أحزاب «اللقاء المشترك» التي تدعي أنها معارضة للنظام بطرق ديمقراطية وسلمية، قد أدمنت ممارسة أساليب الكذب والدجل وتضليل الرأي العام اليمني والعالمي، بل انها جعلت من هذه الأساليب منهجاً لها حتى صار الأمر بالنسبة لها كالهواء تتنفسه لتبقى على قيد الحياة.
المتابع للبيانات والتصريحات والبكاء الذي يشبه عويل النساء لبعض قادة أحزاب المشترك بقيادة حزب الإصلاح، سيجد أن الوقائع على الأرض أغلبها وإن لم تكن كلها، حقائقها عكس ما تقوله هذه البيانات والتصريحات، فالادعاء بأن المؤتمر الشعبي العام الحاكم من قبل الإرادة الجماهيرية عبر صناديق الانتخابات، لايريد حل الأزمة والخروج منها من خلال تسليم السلطة للمشترك وشركائه دون العبور عبر الانتخابات بل بواسطة الانقلاب على الشرعية الدستورية بالقوة.. هذا الادعاء صار اضحوكة ليس فقط من قبل أبناء شعبنا بل من الأشقاء والأصدقاء الذين يتابعون باهتمام حرص المؤتمر الشعبي العام ورئىسه فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على التبادل السلمي للسلطة من خلال صناديق الاقتراع التي من خلالها يختار الشعب بكل حرية وشفافية وبطريقة ديمقراطية من يحكمه ويقود البلاد..
ولعل الدعوات المتكررة للحوار التي اطلقها فخامة رئيس الجمهورية تبرهن بأن المؤتمر الشعبي العام غير متمسك بالسلطة ولايخشى صناديق الانتخابات.. بل على العكس قدم المؤتمر في أكثر من مناسبة المبادرات أمام أحزاب المشترك للمشاركة في السلطة عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية.. ولكن الواقع الذي يعرفه اليوم كل أبناء شعبنا يؤكد أن أحزاب المشترك وشركاءهم من مليشيات حزب الإصلاح المتشدد والعناصر الإرهابية الخارجة على النظام والقانون يرفضون كل هذه الدعوات والمبادرات بل إنهم يتباكون ويذرفون دموع التماسيح ويدعون أن المؤتمر الشعبي هو من يضع العراقيل أمام الحوار ومشاركتهم في السلطة..
وعندما أدرك الجميع أن هذا الادعاء كاذب لجأ «المشترك» بقيادة الإصلاح ومليشياته المسلحة يدعمهم المنشق علي محسن الحاج إلى استخدام العنف لاغتصاب السلطة مستخدمين الأساليب الإرهابية من قطع الطرقات وضرب أعمدة الكهرباء وحرمان المواطنين في بعض المناطق من وصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية إليهم إلى جانب قتل الأبرياء من المواطنين ورجال الأمن والقوات المسلحة مدعين- بعد أفعالهم هذه التي لاتقرها شريعة الله ولا سنة نبيه الكريم- أن المؤتمر الشعبي وحلفاءه هم من يفعلون ذلك عبر جلب مليشيات مسلحة لاندري من أين.. والقائمة من أكاذيب المشترك طويلة والهدف اغتصاب السلطة على حساب الوطن والمواطنين.