موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الميثاق نت - جلول- الميثاق نت

الخميس, 13-أكتوبر-2011
فيصل جلول -
تتسلل بعض الأساطير إلى الذاكرة العربية لتخرج منها بصيغة» كليشيه» أبدية فتعرض وتعرض ثم تعرض حتى يرث الله الأرض وما عليها. ومن بين الأساطير السياسية العربية المتداولة واحدة يمنية يعتقد أصحابها أن دولة النظام والقانون تنهض بالقوة أو تنهض.والاعتقاد السائد هو أن يفرض الجيش بالقوة المسلحة على القبائل احترام القانون وان رفضوا يمكن ضربهم بالمدافع واعتقالهم وسجنهم ليكونوا عبرة لغيرهم وهو أمر لو وقع لاندثرت الدولة والقبائل معا. ويعتقد المقتنعون بهذه الأسطورة أن الدولة الغربية فرضت النظام والقانون بهذه الطريقة وحصلت على طاعة المواطنين وصارت متقدمة على باقي الأمم فلماذا لا تفرض مثل هذه الدولة في اليمن حتى يعود سعيداً كما كانت شهرته على الدوام؟ وإذ أتحدث هنا عن أسطورة فقد استخلصت هذه القناعة من خلال نقاشات مستفيضة مع العديد من اليمنيين الذين ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة.
تعاني هذه الأسطورة من سؤ فهم خطير ذلك أن أحدا في الغرب لم يفرض النظام والقانون بالقوة المسلحة وإنما بمبدأ العقاب والثواب فهذه الدول أشادت بنى تحتية صلبة ووضعتها بتصرف مواطنيها ومن ثم فرضت عليهم قانوناً صارماً ومثال ذلك البنية التحتية لنظام السير فإذا ما أراد المواطن الإفادة من الطرقات السريعة عليه احترام قانون السير وإلا لن يستفيد منها أبدا وهكذا دواليك في المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية .. الخ.
والثابت أن الدول التي فرضت النظام والقانون بالقوة هي الدول الديكتاتورية والنازية والفاشية في ايطاليا وألمانيا واسبانيا ومن بعد تم فرض القانون والنظام بالقوة المسلحة في الدول الشيوعية حيث تعرض الاهالي للسحل أحياناً وتم خلع أحجبة النساء بواسطة العنف غير أن القوة ما كانت كافية للتحكم بسلوك الناس فرأينا كيف عادوا إلى عاداتهم وتقاليدهم بعد انهيار الشيوعية وكان شيئا لم يقع ورأينا أيضاً كيف تخلص الأوروبيون من الأنظمة الفاشية والنازية والفرنقية بأن دفعوا ثمناً باهظاً وتضحيات عزيزة على كل صعيد.
يفضي ما سبق إلى درس في غاية الأهمية هو أن فرض النظام والقانون يتم بالتراضي وبالاقتناع والمصلحة وليس بالقوة المسلحة وهو ما فعلته الحكومة اليمنية طيلة الثلاثة العقود الماضية( لم يحالفها الحظ دائما بسبب ضعف وسائلها) وسط انتقادات خصومها الذين ما برحوا يأخذون عليها التراخي في تطبيق القانون بواسطة القوة المسلحة والجيش.
إن الناظر إلى حجم الخراب المنتشر في اليمن هذه الأيام ربما يتساءل عن الحكمة في عدم فرض الأمن بالقوة وقد نلاحظ هذا النوع من القناعات عند المؤتمريين ولعل من حسن الحظ انها لاتتحكم بتفكير صناع القرار في هذا البلد الذين أدركوا ويدركون أن ما ينتزع بالقوة يمكن أن يضيع بواسطة القوة وان المباني التي يمكن أن تصمد هي تلك التي نهضت على القناعة والتراضي والتعاقد العادل. ومن اليمن ننتقل الى الفضاء العربي الجامع.
ولعل من أصعب الأمور أن تطرد من الذاكرة العربية « أسطورة» ارتاح الناس لطبيعتها من نوع أن الاشتراكيين الفرنسيين ضد العرب و الديغوليين مؤيدين لهم وذلك على الرغم من أن فرانسوا ميتران الاشتراكي استقبل ياسر عرفات وكان الغربي الأهم الذي يبادر إلى مثل هذا اللقاء في حين بادر جاك شيراك المصنف صديقا للعرب إلى توقيع ميثاق للتعاون العسكري الفرنسي الإسرائيلي هو الأهم في مجال التقنيات الحربية المعقدة ويقول شيراك في مذكراته أن شارون قبل غيبوبته قدم له الشكر على دوره العظيم في خدمة إسرائيل.
ومن بين الأساطير التي تستقر في العقل العربي تلك التي أشاعها هنري كيسينجر بعد كامب ديفيد من انه «لا حرب ضد إسرائيل بدون مصر ولا سلام معها بدون سوريا» وقد رأينا حروبا بين العرب وإسرائيل في الأعوام 1982 - 1993 - 1996 - 2006 في لبنان وفي غزة في العام 2009وقد خسرت إسرائيل معظم هذه الحروب بالمقابل وقعت اتفاق وادي عربة مع الأردن واتفاقية أوسلو مع منظمة التحرير الفلسطينية دون أن تمنع سوريا توقيع الاتفاقين.
ومن بين الأساطير التي تحولت إلى «كليشيه « ومازالت تستحضر بين الفينة والأخرى واحدة تقول أن الطالب اليهودي دانييل كوهن بندت ( يوصف بالصهيوني) احد وجوه ثورة الطلاب في فرنسا عام 1968 استطاع «تجييش» الشبان الفرنسيين بمساعدة الموساد الإسرائيلي لمعاقبة الجنرال ديغول على مواقفه المؤيدة للعرب في العام 1967 . وقد وصلتني مؤخراً ملاحظة بهذا الصدد عبر الفيس بوك تفيد أيضا أن «كوهين بنديت» نفسه مازال يلعب دوراً عالمياً في خدمة الصهيونية وقد ظهر هذا الدور في العراق ويظهر عبر برنارد هنري ليفي في ليبيا علما أن ليفي يصغر بنديت بأربع سنوات فقط.
تستحق أسطورة» بنديت» المعمرة إعادة نظر ليس من اجله وإنما من اجل تحسين وتحديث أدائنا السياسي وابدأ بمجموعة من الإيضاحات أولها أن الشاب في حينه لم يكن زعيما للحركة الطلابية بل احد وجوهها البارزين وهو منع من العودة إلى فرنسا في 21 أيار 1968 ( ألماني الجنسية) أي بعد أيام من اندلاع الاحتجاجات ولم يلغ قرار الحظر إلا بعد عشر سنوات وبالتالي ما كان قادرا على قيادة حركة طلابية بعيد اندلاعها وتحتاج إلى قيادة وقرارات يومية. وثاني الملاحظات أن الشاب كان يهوديا غير ملتزم وهو غير «مطهر» على الطريقة اليهودية وكان في حينه ينتمي إلى اليسار المتطرف أي أقصى الماركسية. ويقول اليوم انه لا يصلي ولا يرتاد «الكنيس» وان زوجته وابنه غير يهوديين وان يهوديته وافدة من تاريخ أبويه ليس أكثر. ويؤكد أيضا انه ليس صهيونياً ويطالب بتفكيك المستوطنات في الضفة الغربية ويؤيد دولة فلسطينية مستقلة وإذا كان صحيحاً انه يؤيد بقاء إسرائيل ويتعاطف مع اليسار الإسرائيلي فالصحيح أيضا انه لا يختلف في ذلك عن ملايين الغربيين من غير اليهود. تبقى الاشارة الى انه عارض الحرب على العراق وقال حرفيا» يجب تغيير الحكومة في بغداد لكن ليس بواسطة الاجتياح العسكري الأمريكي» والجدير بالذكر ان اخيه الاكبر غابرييل ساعد الثوار الجزائريين ودعم طويلا المفكر الفرنسي التحريفي فوريسون الذي انكر وجود غرف الغاز النازية في الحرب العالمية الثانية.
من جهة ثانية لا بد من الإشارة الى ان الجنرال ديغول وفرنسا عموما هي التي منحت اسرائيل الوسائل لتصنيع قنبلة نووية وقد هزم العرب في العام 1967 بطائرات الميراج والاسلحة الفرنسية وديغول الذي تحول بعد العام 1967 إلى «بطل عربي» ما كان يريد منح لبنان استقلاله وقد سقط في عهده عشرات الالاف من الجزائريين واذ رضي بالانسحاب من الجزائر فذلك لان فرنسا ما عادت قادرة اقتصاديا وعسكريا على الاحتفاظ بمستعمراتها السابقة وبما انها خرجت من كل الدول العربية التي كانت تحتلها فقد عمل الجنرال الراحل على طي الصفحة واقامة علاقات جديدة مع العرب لا تؤذي اسرائيل التي وجدت دائما الدعم الذي تحتاج اليه من فرنسا في الظروف الصعبة. تبقى الاشارة الى ان الثورة الطلابية الفرنسية في العام 1968 لم تكن اختراعاً يهوديا فحركة كوهين بندت جزءاً من حركة احتجاج دولية انتزعت مطالب مهمة من بينها الاختلاط في الجامعات ومنع الحمل ومنع الرقابة عن نشرات الاخبار..الخ. خلاصة القول ان تقديرنا لموقف الجنرال في حرب حزيران يونيو عام 1967 لا يحتاج الى ابلسة كوهن بندت وتعيينه على رأس مؤامرة صهيونية لعقاب ديغول الذي لا تجرؤ اسرائيل التفكير لحظة واحدة بعقابه هذا إن كانت قادرة أصلا على مثل هذا العقاب..لا ليس كوهين بندت قائداً صهيونياً وليس الجنرال ديغول قحطاني الهوى ولسنا موضوعا لحقد الاول وغرام الثاني .. لقد حان الوقت للتخلص من هذه الاسطورة مرة واحدة والى الابد.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)