الميثاق نت - أدى ملايين اليمنيين اليوم صلاة جمعة "إن للمتقين مفازا" في الساحات والميادين العامة في أمانة العاصمة وعموم محافظات الجمهورية.
وفي خطبتي صلاة الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء حذر خطيب الجمعة الشيخ معاذ عبد الرحيم طارش من الفتنة التي حلت بديار الإسلام ومنها اليمن، والتي أثارها أصحاب المصالح الشخصية والأنانية، من أفساد لذات البين.. داعيا إلى التمسك بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم للخروج من الفتنة.
كما حذر الشيخ طارش من مغبة تمادي رؤوس الفتنة من قطع للطرقات وإغلاق للمدارس والجامعات وإنشاء للمتارس وإقلاق السكنية.. قائلا " الم يعلموا قول النبي صلي الله عليه وسلم " من أذى المسلمين في طرقهم فقد وجبت عليه لعنتهم " حديث صحيح .
واستشهد خطيب الجمعة بما يحدث من فتن في محافظة تعز عاصمة الثقافة والوعي والآداب التي تحولت إلى مظاهر مسلحة مخيفة للآمنين مقلقة للساكنين والتي اندلع فيها شرار الفتنه من قتل للجنود في مواقعهم وإغلاق للطرقات والمدارس وإخافة الآمنين، وفي صنعاء عاصمة الحضارة التاريخية حيث حولها قله قليلة من العصابات إلى مدينة أشباح لا نرى إلا إغلاق الطرقات لا نرى إلا الخوف والذعر في مناطقهم وفي تجمعاتهم وفي صعدة التاريخية يقوم بعض أحزاب اللقاء المشترك بالانتقام والتعذيب لسكانها وأهلها.
وتساءل فضيلة الشيخ طارش " كيف بكم تقتلون النساء والأطفال والشيوخ تحت مسمي التغيير والإصلاح مستشهدا بقوله تعالى " وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ ).
وتابع قائلا " وهذه أبين الأبية قد تحولت إلي مدينة الأشباح والناظر إلى نازحيها في عدن وفي لحج يجد صدق ما أقول من المأساة والأوجاع والآهات انظروا كيف آذيتم الناس في مساكنهم في طرقهم في متاجرهم في مزارعهم كم من عائل لأسرته قد أفلس متجره ومزرعته، وأصبح يقلب كفيه على ما انفق فيها وهي خاوية على عروشها بسبب قطعكم للطرقات بسبب قطعكم للكهرباء وتدميركم لأبراج الكهرباء بسبب محاولتكم لقطع مشتقات النفط كل ذلك أدى إلى تجويع الملايين من هذا الشعب.
وناشد خطيبة جمعة "إن للمتقين مفازا " أحزاب اللقاء المشترك أن يجلسوا للحلول السلمية امتثالا لقوله تعالي (ان يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما ) فمن كان له نية في الصلح يوفق الله بينهما ومن لم يكن له نية إلا الدمار فليبشر بقوله صلي الله عليه وسلم (وجعلت الذلة والصغار لمن خالف امرئ ) .
ولفت إلى ضرورة أن يتحلى اليمنيون بالحكمة التي وصفهم بها النبي صلى الله عليه وسلم " الأيمان يمان والحكمة يمانية"، والتي بها سيكون المخرج من خلال الرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة والنقاش مع العقلاء والحكماء.
ودعا الشيخ طارش إلى التقارب والحوار على مائدة الشريعة الإسلامية والشرعية الدستورية كونها المخرج الأمن من الأزمة.. كما دعا علماء أحزاب اللقاء المشترك إلى إدراك الضرر المشين بكافة أطياف الشعب، جراء التصعيدات اللامسؤولة والحصار المفروض على أبناء صعدة وما يحصل من قتل لأطفالهم ونسائهم وشيوخهم ظمئا وجوعا، وكيف يردون تهجير كثير من قرى صعدة من قبل بعض أحزاب اللقاء المشترك الذين هم منهم.
وخاطب خطيب الجمعة علماء المشترك " لما نرى هذا السكوت وهذا الصمت، لم نرى منكم إلا الإنكار على جمعية علماء اليمن الذين نادوا بلم الصف وحقن دماء المسلمين والرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة فرأينا الهجمة الشرسة رأينا الاتهام بأبشع العبارات بل تجرأ السفهاء بالتطاول عليهم بأقبح العبارات ألستم انتم المؤلفون لكتاب الآداب والأخلاق الذي صدرتم فيه حرمة الخروج على ولاة أمر المسلمين.
كما دعا علماء المشترك إلى المباهلة قائلا " أنا ادعوكم بدعوة قالها الله سبحانه وتعالى "فان تولوا فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ".. هل انتم مستعدون لهذه المباهلة، لماذا نجعل الناس في تيه في شك في حيرة هذه دعوة قالها الله بين المتخاصمين يوم لم يصلوا إلى حل.. ندعوكم للمباهلة ان كان لكم صدق فيما تقولون، والمخطئ والذي قد ضل السبيل ينتظر عقاب الله ينزل عليه، ولقد قال سلفنا الكرام، ما تباهل اثنان إلا لم تمضي سنة إلا وانزل الله عقابه على المخطئ فيهم.
وقدم خطيب الجمعة الشكر لكل من قدم المبادرات لإصلاح ذات البين من كل الدول العربية والإسلامية.. محييا منتسبي القوات المسلحة والأمن على جهودهم الغالية في حماية الوطن والمواطنين من الأعداء والمتآمرين.
وحث خطيبة الجمعة أبناء القوات المسلحة والأمن على تحمل مسئولية الأمانة الملقاة على عاتقهم في حماية أعراض ودماء وأموال المواطنين.. مذكرا أيهم بالقسم واليمين في الحفاظ على امن واستقرار الوطن وعدم الخيانة والغدر.
واختتم فضيلة الشيخ طارش بالحديث ( ثلاثة لا تسل عنهم رجل عصى إمامة وفارق الجماعة ومات عاصيا ).. وهم ينادون بالعصيان العسكري وينادون بالعصيان المدني والنبي صلى الله عليه وسلم ينص بقوله ( رجل عصى إمامة وفارق الجماعة ومات عاصيا) يموت عاصي أن مات على هذه الحالة قد اخطأ السبيل من ظن انه يموت شهيد، من مات على هذه الحالة يموت عاصيا لله.
|