فيصل الصوفي -
اللواء المنشق علي محسن الأحمر وطباخوه يطبخون شائعات ويقذفونها الى الجمهور من وقت الى آخر، مدركين - على ما يبدو - أهمية سلاح الشائعات والإكثار منه في وقت الأزمة، ولكن مع هذا الإدراك ليسوا ماهرين في تصميم الشائعات أو اختيار التوابل التي تجعل الطبخة مغرية للآكلين.. يطبخون شائعة هادفة فإذا بها تفسد بعد وقت قصير، ويفتضح كذبهم، كما هو الحال في شائعة «رصد مكالمة هاتفية للرئيس»، فقد خرج عيسى العذري المعروف عنه حسن تقليده لصوت رئيس الجمهورية، ليقول للناس إن طباخي الفرقة الأولى جعلوه يقلد صوت الرئيس وهو ينطق بتلك الكلمات التي سجلوها له، ثم زعم علي محسن وأصحابه الكبار ذلك الزعم الذي سود وجوه اصحابه بعد أن خرج عيسى العذري يقول للناس: أنا صاحب ذلك الصوت، وقد خدعوني.. وليس أقل من هذه الفضيحة، فضيحة الطيار الانتحاري المحسني في الشائعة التي خرجت من مطبخ الفرقة الاولى حول سقوط الطائرة بلحج، فقد تعرض طباخو الشائعة ومن تداولها للنقد من مقربين لهم لأنها شائعة واضح كذبها فضلاً عن نتانتها التي تدل على نتانة رؤوس أصحابها.
الشائعة الكبيرة الكاذبة هي تلك القائلة إن اللواء الأحمر انشق حميةً للشباب وحمايةً للمعتصمين، فهذه الشائعة سقطت بعد أن تبين أن كل مسيرة تخلو من مليشيات اللواء تبدأ وتنتهي بسلام ودون إراقة قطرة دم واحدة.. وبعد سقوط هذه الشائعة جاءت شائعات «محاولة اغتيال اللواء» مرة أشاعوا أنه تعرض لمحاولة اغتيال من قبل الوسطاء مشائخ سنحان وبني بهلول ومن بينهم أخوه الأكبر، ومرة أن ضابطاً من أفراد حراسته يدعى جمال الأحمر قُتل داخل الفرقة لأنه جُند من قبل «النظام» لاغتيال اللواء، وأخيراً الشائعة السمجة القائلة إن أشخاصاً من الفرقة استقطبوا من قبل الحرس الجمهوري والأمن القومي والنجدة والأمن المركزي، هكذا دفعة واحدة (!) لاغتيال اللواء أثناء أداء صلاة العيد بالفرقة عن طريق سيارة هيلوكس محملة بدبتي غاز داخلهما مواد متفجرة تزن مائة كيلو جرام.. فمن يصدق هذا الكلام؟ سيارة هيلوكس محملة بمواد متفجرة تدخل من بوابة الفرقة وتصل الى مصلى العيد.. بينما ليس بمقدور أحد أن يمرر مسدساً في أي مكان على بُعد خمسة كيلو مترات من بوابة الفرقة حيث جواسيس ومليشيات اللواء تحصي الأنفاس وتفتش الجمادات والنسمات التي تسعى في الارض..
إنها شائعات كاذبة الغرض منها واضح.. تحسين صورة الرجل التي تتعرض للنقد والتشويه، والتغطية على الجرائم التي ترتكبها مليشياته بحق المعتصمين والمواطنين، والدعاية له في مواجهة الضغوط التي تمارس لإخراج المجاميع المسلحة من مناطق تواجد المعتصمين والمتظاهرين.. حيث تلي الشائعات الكاذبة عن «محاولة الاغتيال» جموع تندد وصحف تروج ومجلس باسندويهي يستنكر ومجلس قبلي يهدد وخطيب ملاحق دولياً يحذّر.