حسـن احمــد اللـوزي -
تعبر اللحظات التاريخية المداهمة التي تعيشها أمتنا العربية عن جملة من الحقائق المريرة والتي يعتمل بها وفيها واقع الأمة.. وتنذر بشرورها المستطيرة واحتمالاتها في الشق المظلم منها وأول تلك الحقائق يتوضح في جلاء مخطط العدوان المتصاعد الإسرائىلي والصهيوني ضد الشعب العربي مع سبق الإصرار والترصد.. والوحشية.
إن ما يشاهده اليوم العالم على مرأى ومسمع من عدوان غاشم وغادر على الشعب اللبناني والفلسطيني هو أولها.. وأبشعها وتفاصيله جرائم قتل وتشريد وتدمير بكافة الأسلحة الفتاكة تمارسها دولة الإرهاب الصهيوني والآلة العسكرية الصهيونية النازية في ظلال تلويحات الجنون المتحدي للرأي العام العالمي.
وتأتي الحقيقة الساطعة المواجهة في الصمود الرائع.. وفدائية البطولة النادرة التي يرسم صورها الإنسانية النادرة الشعب الفلسطيني واللبناني وبين الحقيقتين تتجلى حقيقة أخرى بالغة القسوة والمرارة تتمثل في البون الشاسع بين الإدارة العربية الصادقة الحرة التي مثلها ويعبر عنها الموقف المبدئي اليمني القيادي والشعبي المتظافر والمتماسك وتطلعات الجماهير العربية الأبية الواحدة المؤمنة والملتزمة بقضيتها القومية المصيرية العادلة.. وخروجها في معظم الأقطار العربية مطالبة بفتح الطريق أمامها لأداء الواجب القومي المقدس وإخراج الأسلحة المكدسة.. لاستخدامها للغايات السامية والمقدسة التي اشتريت من أجلها.. وتحمل مسئولية الدفاع العربي المشترك ...!!
نقول ذلك ونحن ندرك جيداً معنى المسئولية في إطلاق مثل هذا الخطاب الذي يتطلع ليقظة الضمير وتحريك المكونات الجوهرية التي تتشكل منها العقيدة القومية الواحدة.. وينهض عليها القدر العربي الواحد.. وتقوم وتتنامى بها المصلحة القومية العربية المشتركة.. والتي صارت اليوم مهددة بحفنة من الصهاينة الأشرار الذين لم يجدوا أي رادع لهم من ظلمهم.. وجبروتهم.. واستغلالهم وطغيانهم.. لا من مبادئ وقيم إنسانية ولا من حقوق للإنسان وقرارات من الشرعية الدولية.. ولا من دين سماوي بعد أن طاله وشوهه التحريف.
ومع ذلك فإن ما علينا أن نشدد عليه هنا هو امتلاك أمتنا العربية كامل قدراتها الذاتية في مواجهة التحديات الإسرائىلية والصهيونية لأنها مازالت ترى بعين بصيرتها الممتدة لعشرات القرون وليس لقرنين من الزمان هما عمر الولايات المتحدة الأمريكية التي وجب على إدارتها أن تصحو من غفوتها لتتحمل مسئوليتها التاريخية الصحيحة من أجل إحقاق الحق وهو واضح والتصدي للباطل.. وهو صار أجلى.. وأوضح في الشواهد العدوانية الإسرائىلية المتصاعدة سواءً في فلسطين ولبنان كما في العراق وكفى..