الميثاق نت -
استطلاع/ فيصل الحزمي
أبدى عدد من الأكاديميين والسياسيين تفاؤلهم تجاه امكانية نجاح المبادرة الخليجية وقدرتها على حل الأزمة اليمنية خاصة وأن المجتمع العربي والدولي والعالمي يراقب تنفيذ المبادرة عن قرب..
مشيرين إلى أن توقيع فخامة رئيس الجمهورية على المبادرة الخليجية رغم تجاوزها الحق الدستوري لفخامته اسقط كل الرهانات التي سعت لتفجير الوضع في اليمن.. داعين كل الأطراف الموقعة على المبادرة وآليتها التنفيذية إلى حشد كل الطاقات وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية من أجل تنفيذ المبادرة وفقاً للسقوف الزمنية التي نصت عليها..
جاء ذلك في الاستطلاع الذي أجرته «الميثاق» مع عدد من الأكاديميين حول قراءتهم لتوقيع المبادرة ومستقبل تنفيذها.. كانت البداية مع الدكتور عبدالقادر المغلس الذي تحدث قائلاً: توقيع المبادرة اسقط كل الرهانات التي سعت لتفجير الوضع وبفضل الله أولاً انتصرت الحكمة اليمانية ثم بفضل ابن اليمن البار فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي تنازل عن حقوقه الشخصية وغلب مصلحة الوطن رغم ما تعرض له من اعتداء آثم كاد يودي بحياته هو وكبار رجال الدولة لولا عناية الله..
وأضاف المغلس: إن توقيع المبادرة الخليجية يُعد انجازاً تاريخياً لليمنيين بمختلف أطيافهم السياسية، هذا الانجاز الذي تحقق على يد فخامته.. والذي دشن بتوقيعه فصلاً جديداً من فصول الحكمة اليمانية المشهود لها..
لافتاً إلى أن توقيع المبادرة يُعد إيذاناً ببدء صفحة جديدة خاصة بعد أن شهدت بلادنا أزمة خانقة استمرت أكثر من عشرة أشهر ألقت بظلالها على مختلف الأصعدة مهددةً النسيج الاجتماعي لأبناء الوطن والوحدة ومختلف المكاسب التنموية التي تحققت منذ ثورة سبتمبر 1962م..
أرضية صلبة
ويرى المغلس أن المبادرة الخليجية سوف تشكل أرضية صلبة وقوية لمواصلة مسيرة البناء والتنمية كما انها امتداد لكل البرامج السياسية والتنموية والاقتصادية التي مرت بها بلادنا..
متمنياً من جميع الأطراف الموقعة على المبادرة وآليتها التنفيذية حشد كل الطاقات والامكانات وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية والضيقة من أجل تنفيذ المبادرة وفقاً للسقوف الزمنية.
وأعرب المغلس عن تفاؤله الكبير بنجاح المبادرة وقدرتها على حل الأزمة واخراج اليمن من عنق الزجاجة..
تنازل كبير
من جانبه قال الدكتور أحمد الهمداني: توقيع المبادرة الخليجية من قبل فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح ووفد المؤتمر الشعبي العام ووفد المعارضة عمل ايجابي وحرص من قبل فخامة الرئيس على أن يوصد بكافة الطرق المشروعة الباب أمام الداعين إلى الحرب الأهلية كما مثَّل إنقاذاً لتاريخنا وتراثنا ولكل ما تحقق للوطن منذ سبعين عاماً خاصة وأن هذه المبادرة كانت متوازنة في كثير من اتجاهاتها..
وأضاف: لقد قدم فخامة رئيس الجمهورية من خلال توقيعه على المبادرة الخليجية تنازلاً كبيراً على حساب حقه الشخصي، مادام المستفيد الأول والأخير هو الشعب اليمني الذي دفع خلال الأشهر الماضية ثمناً باهظاً نتيجة عناد أحزاب المشترك..
ويرى الهمداني أن تطبيق المبادرة بحذافيرها سوف يشكل مساراً جديداً وفجراً مشرقاً في تاريخ الشعب اليمني يعيد الحياة العامة والخاصة لمختلف فئات الشعب.
وقال: كان ينبغي البدء في تنفيذ الاتفاقية منذ اليوم الأول لتوقيعها، وللأسف نلاحظ من خلال إعلام أحزاب المشترك وحزب الإصلاح بدرجة أساسية أنه لاتزال هذه الأحزاب ماضية في الطريق القديم الذي سلكته منذ بداية الأزمة أي «باتجاه التصعيد».. الأمر الذي لا يبشر بخير على أية حال من الأحوال ومع هذا مازلنا نأمل أن يتحقق في الأيام القادمة ما نصت عليه الاتفاقية وآليتها التنفيذية وخاصة أن المجتمع العربي والدولي والعالمي يراقب تنفيذ المبادرة عن قرب..
ونوه الهمداني إلى أنه وبرغم تجاوز المبادرة للحق الدستوري لفخامة رئيس الجمهورية إلاّ أنها تمضي في إطار الدستور، ولعل الدعوة إلى انتخابات رئاسية مباشرة دلالة على أن المؤتمر الشعبي العام استطاع أن يحقق العديد من الانجازات من خلال هذه المبادرة، منها على سبيل الذكر الالتزام بالدستور، اعتماد اختيار رئيس الجمهورية بطريقة ديمقراطية، أي بالانتخاب المباشر من قبل الشعب.. وقبل هذا وذاك الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه.
ليس المهم التوقيع
إلى ذلك رأى الدكتور عبدالله النهاري أن توقيع المبادرة الخليجية من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية- حفظه الله- ترجم استشعار القيادة السياسية بمسؤوليتهم الوطنية تجاه مايحدث في الوطن وما يتطلب من تضحيات وتنازلات كبيرة، لذلك كان على موعد مع التاريخ عندما فاجأ العالم بحضوره شخصياً لتوقيع المبادرة حرصاً منه لتجنيب الوطن الوقوع في المزالق التي دُبرت له ضارباً بذلك أروع صور الوفاء والتضحية لاسيما وأن المؤتمر الشعبي العام هو الممثل الشرعي لليمن والمعبر عن إرادة وتطلعات الشعب الذي منح رئيس الجمهورية وحزب المؤتمر ثقته في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها كافة المراقبين على المستوى المحلي والدولي، واعترفت بها أحزاب المشترك الذين ركبوا الحماقة وسعوا للوصول إلى السلطة من خلال الفوضى وإراقة الدماء، مع ذلك تجلت الحكمة اليمانية وبادر إلى توقيع المبادرة الخليجية مع أنها لاتختلف كثيراً عن المبادرات التي قدمها أكثر من مرة لإنقاذ الوطن.
ودعا النهاري كافة الأطراف السياسية إلى استشعار الوضع الذي يعيشه المواطنون والتنازلات الكبيرة التي قدمها فخامة الأخ الرئيس، وأن يكونوا عند مستوى المسئولية لأن الوطن لا يحتمل تدهور الوضع أكثر مما وصل إليه اليوم، وأن يلتزموا بتنفيذ الاتفاقية بكافة بنودها وفق الآلية الزمنية التي نصت عليها خاصة وأن المرحلة تتطلب من الجميع تغليب مصلحة الوطن على المصالح الشخصية الضيقة.
وأعرب الدكتور النهاري عن أمله أن تتفهم المعارضة ما جاء في خطاب الأخ الرئىس بعد توقيع المبادرة وآليتها التنفيذية عندما قال: «ليس المهم توقيع الاتفاقية وإنما حسن النوايا».. فإذا توافرت حسن النوايا عند الجميع يمكن أن نصل إلى بر الأمان ويعود خير المبادرة على الوطن وأبنائه، وأن تكون البداية الفعلية لمرحلة جديدة من البناء والتقدم وهذا ما نأمله أن يحكم العقلاء في المشترك ضمائرهم وعقولهم وألا تركبهم الحماقة التي غلبت في تعاملهم خلال الفترة الماضية..
وقال: الأمل موجود ولكن المعارضة ليست عند المستوى المطلوب من حيث الاستجابة وردود الأفعال التي رأيناها في قنوات إعلام المشترك المختلفة، وهم يدعون الشباب في الساحات إلى التصعيد ومواصلة الاعتصام، وهذا ما يتناقض مع مبدأ الاتفاقية ويعتبر خرقاً لما نصت عليه المبادرة الخليجية.
عملية مصالحة
وفي ذات السياق وصف الدكتور منصور الواسعي- استاذ القانون الدستوري المساعد كلية الحقوق جامعة تعز- توقيع المبادرة من قبل فخامة الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً أنها تضحية كبيرة آثر بها الوطن سيما وأنه تنازل عن حق دستوري منحه إياه الشعب، حرصاً على حقن الدماء وحفاظاً على الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية والوحدة اليمنية التي هي من أهم مكاسب الشعب وكذلك حفاظاً على القاعدة الدستورية المتمثلة في التداول السلمي للسلطة والنهج الديمقراطي الذي تأسس في عهده.. مجسداً بتوقيعه على المبادرة الخليجية أروع صور الحكمة اليمانية وهذا ليس بجديد على رجل بحجم علي عبدالله صالح رجل المواقف الشجاعة.. وعن رؤيته لمستقبل تنفيذ المبادرة وفق ما نصت عليه الآلية التنفيذية أبدى الواسعي تفاؤله أن تكون المبادرة الخليجية صفحة جديدة في حياة الشعب، آملاً أن تثبت أحزاب المشترك جديتها وصدقها لأن الأهم من توقيع المبادرة توافر حسن النوايا.
داعياً جميع الاحزاب والقوى السياسية في اليمن الى الالتزام بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وأن يحرص الأطراف الموقعة على إطلاق عملية مصالحة تشمل الجميع بدون استثناء.
|