محمد الجرادي -
علاوة على أن البعض يصر على أنه وحده من يمتلك الحقيقة.. يحاول عبثاً اقناع الآخرين بأنه يريد الصلاح والإصلاح للبلاد والعباد وأنه من أجل ذلك يرى في نفسه مصلحاً أو داعية إصلاحي!! في حين تفوح من معظم ما يقوله روائح نتنة لاتليق بمستوى داعية إصلاحي أو رجل في مقام أكاديمي يسبق اسمه حرف «دال»! في حديثه لموقع «نيوز يمن» أسرف الدكتور عبدالله الفقيه في شخصنة توصيفاته السياسية للواقع السياسي والعام.. بصورة تكشف عن نفسية «مأزومة» تمارس ضد نفسها استبداد هو أبشع من كل ذلك الذي ورد في تلفيقاته وتقليعاتهومعها فقد مصداقيته في إدعاء تحرره من الخطاب الحزبي المعارض والذي لايزال «الفقيه» يرى في لهاث هذا الخطاب نحو السلطة والثروة مجرد تهمة! وأحسب لو أنه فقط سأل طالباً مستجداً في قاعة محاضراته السياسية ما الذي تريده المعارضة لأجابه بما ينفي عن كون طموح أحزابها وقياداتها للسلطة والثروة تهمة.. أليس كذلك؟ > جانب آخر من حديث «الفقيه» يكشف مكابرته لحقائق الواقع، والحكم بشأنها قطعياً بحيث لامجال للنقاش حولها وكأنها أحكام نهائىة فهو يجزم تماماً بأن عهد علي عبدالله صالح هو عهد العائلات لا المؤسسات!! عمَّن يتحدث الدكتور الفقيه وعن أي بلد يتحدث! أين ذهبت كل هذه المؤسسات الدستورية والقانونية، والتشريعية والقضائية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية أيضاً؟! مقابل أن نتفق أو نختلف في أمر فاعليتها من عدمه.. > في تصوري لا مبرر يمكن القبول به لهكذا تفسير ذهب إليه الدكتور الفقيه عدا رغبة شخصية في مجاراة تفكير «الخصام الشخصي» ومحاولة بائسة لإثارة البائد من الأفكار «الطائفية» التي تستهدف المساس بالوحدة الوطنية، مثلما هو تأييد ضمني للأفكار التي تحاول إقحام البلد في فوضى وصراع هو في غنى عنها. > ولأن صاحبنا «الفقيه» من أكثر المتحمسين الجدد لدولة النظام والقانون، بل من المنافحين عن المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات من منظور خطاب سياسي ابتزازي لا أقل ولا أكثر! فإنه لايرى أهمية لتطبيق النظام والقانون على عصابة إرهابية فوضت نفسها في مواجهة الدولة وقتل الأبرياء من أبناء القوات المسلحة والمواطنين، وبكل بساطة يخلص الفقيه «السياسي» إلى وجوب مكافأة هذه العصابة ومنحها نصيبها من كعكة السلطة كما يقول! و«طز» في كل ذلك الدم المسفوح وكل تلك القوافل من شهداء الواجب والمواطنين الأبرياء. والغريب ان «الفقيه» يخوض في مغامراته هذه وهو لايعرف شيئاً كما قال من أمر محاولات الدولة في التفاوض السلمي مع هذه العصابة الضالة وتقديمها كافة الوسائل السلمية للوصول إلى حلول ومعالجات، توجت بالعفو العام عن العناصر المتورطة خلال الأحداث الأولى والثانية.. ناهيك عن أنه يحتمل وجود تعاطف فكري خارجي مع هذه العصابة الإرهابية مقابل استبعاده تماماً أي دعم مادي تتلقاها دون أن يفصح عن خوفه وتشاؤمه من خطورة هذه الأفكار على مستويات وحدتنا الدينية والوطنية.. مثلما لم يخف استعراض خوفه وتشاؤمه من مستقبل البلد.. والحكم مسبقاً بأنه غير مضمون! وعموماً لقد بدا الدكتور الفقيه في مجمل حديثه لايعرف شيئاً.. أو كأنه أراد ان لايعرف! وصدق قول الشاعر: إذا كنت لاتدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ