إقبال علي عبدالله -
< اعتقد وهذه حقيقة لايمكن لأحد نكرانها سواءً «الحزب الحاكم» المؤتمر الشعبي العام أو «أحزاب المعارضة» اللقاء المشترك، بأن الأزمة السياسية التي تعيشها بلادنا منذ أكثر من عشرة أشهر كان الجميع سبباً في تداعياتها حتى أوصلتنا هذه التداعيات الخطيرة إلى هاوية الانهيار اقتصادياً واجتماعياً، بل هددت وحدة الوطن وأمنه واستقراره..
حقيقة مرادفة أن حكمة وشجاعة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام جنبت وطننا الوصول إلى هذه الهاوية وذلك بالتوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لحل الأزمة اليمنية ووقف تداعياتها، الأمر الذي وبشهادة الجميع اقليمياً وعربياً ودولياً حسبت لفخامة الرئىس القائد علي عبدالله صالح باعتباره الرئيس العربي الوحيد الذي اختار الطريق السلمي لانتقال السلطة رغم شرعيته الدستورية في البقاء في السلطة حتى نهاية العام 2013م..
المهم اليوم وبعد التوقيع أن ينصب جهد الجميع حاكماً ومعارضة وكل أبناء الشعب إلى إعادة بناء ما خربته بل ودمرته تداعيات الأزمة وهي كبيرة فوق ما يتصورها ممن اشعلو الأزمة وصعدوا تداعياتها بهدف الانقلاب على الشرعية الدستورية والوصول إلى السلطة دون الاحتكام إلى صناديق الاقتراع.. خراب وتدمير في البنى التحتية من خلال تدمير المحطات الكهربائية وأنابيب ضخ البترول وقطع الطرقات واحتلال المدارس وعدد من كليات الجامعات في محافظتي صنعاء وتعز على وجه التحديد، إلى جانب قتل المواطنين ورجال الأمن والقوات المسلحة الثروة الحقيقية للوطن.. وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م.. أشياء كثيرة ليس هنا مجال حديثنا الذي ندعو فيه الجميع إلى تحمل المسئولية في إعادة البناء والالتزام الصادق في تنفيذ بنود المبادرة وآليتها التنفيذية المزمنة..
من اللافت أن هناك أزمة حقيقية أوجدتها الأزمة السياسية وهي أزمة الشباب الذين يراهن الوطن في مستقبله ونمائه وتقدمه وازدهاره عليهم.. وهو أمر تعتمد عليه كل الدول.. غير أن وطن الوحدة والديمقراطية اليمن، لم يتنبه إلى هذه الشريحة الواسعة من المجتمع وانعكاسات الأزمة وتداعياتها عليهم.. بل جعلتهم فريسة للعناصر السلفية المتشددة التي استغلت ظروف هؤلاء الشباب وعملت على غسل ادمغتهم بمفاهيم لا صلة لها بديننا الإسلامي الحنيف..
ولنكن أكثر صراحة في الحديث فإننا نقول إن هذه الجماعات (السلفية) المتشددة المرتبطة بإحدى الأحزاب الإسلامية وهو في الواقع لا صلة له بالإسلام ومفاهيمه كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.. هذه الجماعات عملت بل نجحت في حرف سلوكيات الكثير من شبابنا وحولتهم إلى شباب شبه مدمرين عقلياً وفكرياً ولعل ما نشاهده في محافظة عدن دليل على ما نقوله حيث بعض الشباب لا هم ولا تفكير له غير التدمير والنهب والتخريب وتعاطي القات والحبوب (المخدرة) وحمل السلاح الذي تم توزيعه لهم مع تداعيات الأزمة من قبل هذه الجماعات السلفية المتشددة.. الأمر الذي يعني أن الجيل الذي نعتمد عليه في المستقبل القريب صار جيلاً مدمراً وهي أزمة حقيقة أكبر وأخطر من كل الأزمات.