كلمة الميثاق -
المهام والواجبات المناطة بحكومة التوافق الوطني لاتخرج على الأساس الذي جاء بها وتقوم عليه المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة الموقعة من الأطراف المشاركة فيها وبالتالي أولوياتها ينبغي ان تكون واضحة تتصدرها استعادة السكينة والطمأنينة الى نفوس المواطنين ليشعروا بالثقة تجاهها ونقطة الانطلاق تحقيق هذه الغاية من التركيز على الأمن والاستقرار الذي بدونه لايمكن مواجهة الاستحقاقات الاقتصادية والخدمية والمعيشية ومن ثم السياسية وهذا يفترض ازالة كافة اسباب وعوامل التوتر التي وجودها يعود الى المظاهر العسكرية والمليشيات المسلحة وماتقوم به من أعمال خارجة عن القانون كقطع الطرقات واستهداف المنشآت الخدمية وقطع الامدادات النفطية والاعتداء على المؤسسات الحكومية والممتلكات الخاصة والعامة والاستيلاء عليها وانهاء الخوف والفزع الذي تنشره المتارس والخنادق في امانة العاصمة وبعض المدن الرئيسية.. بمعنى آخر العمل على التهدئة وتطبيع الوضع الامني الذي نجاحها في تحقيقه سيكون له تأثير واسهام كبير لنجاحها في تحقيق بقية مهامها..
طبعاً وبكل تأكيد لابد ان يسير هذا بالتوازي مع التزام كافة الأطراف بالتهدئة الاعلامية وباحداث تغيرات ملموسة على الصعيد الحياتي للشعب اليمني الذي كان صبوراً طوال هذه الأزمة متحملاً تداعياتها الثقيلة على كاهله مانعاً بذلك الانزلاق الى الأسوأ مجنباً الوطن كارثة حقيقية كادت ان تعصف به الى الفوضى والحرب الاهلية.
ان المهمة الأولى التي يجب ان تبدأ منها حكومة التوافق الوطني لايعني ابداً اننا نتجاهل تعقيدات الأوضاع وحجم التحديات التي تواجهها متطلبات التصدي لها إلا اننا ندرك في ذات الوقت ان هناك خارطة طريق ان سارت فيها بعقلية وتفكير سياسي جديد فيها يغلب الجميع مصلحة الوطن والمواطن على الاحقاد والضغائن والعناد والمكابرة التي سادت الفترة الماضية بين القوى السياسية ليصل اليمن الى ما وصل اليه، فلهذا كله يجب على الحكومة ان تجعله خلف ظهرها حتى تكون قولاً وفعلاً تجسد التوافق والوفاق والشراكة الوطنية في المسئولية لاخراج اليمن من الظروف والأوضاع المأساوية نتاج هذه الأزمة وهذا يحتاج بدون شك الى المصداقية والشفافية في التعاطي مع القضايا والموضوعات ومع الشريك فيها بحيث تنتفي كلياً ذهنية تصفية الحسابات والروح الانتقامية التي تعكس ضيق أفق نابع من تفكير سياسي أناني مدمر.
لقد آن الأوان لتحلي القوى السياسية في حكومة الوفاق الوطني بالرؤية الواقعية والموضوعية التي ستؤدي قطعاً الى الفهم العميق للمشكلات مهما كانت صعوباتها وبالتالي الوصول الى الحلول الصحيحة التي ستتجاوز بالوطن كافة معضلاته للوصول الى هذا الهدف على الحكومة ان تعرف من أين تبدأ لنعرف اين ستنتهي وهذا يستدعي منها ان تعطي الامن موقع الصدارة فإن تمكنت من النجاح والانجاز تمكنت من ازالة كافة المظاهر المسلحة وانهاء الاختلالات الامنية تكون قد وضعت خطوتها الاولى الصحيحة والسليمة التي تمكنها من استكمال مسيرة الألف ميل في مداميك بناء حاضر ومستقبل اليمن الموحد الديمقراطي الجديد.