محمد أنعم -
[email protected]
تواصل قيادات حزب الإصلاح خطابها السياسي والإعلامي التصعيدي والمحرض على أعمال العنف وسفك دماء المواطنين وأبناء الجيش والأمن وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة، وذلك تحت فتوى »الشرعية الثورية«.. ويلاحظ منذ توقيع المبادرة الخليجية ارتفاع حُمَّى الخطاب التحريضي وأعمال العنف لقيادات الإصلاح ومليشياتهم إلى أعلى مستوى بدعوى إسقاط بقايا النظام تارة ومحاكمة رموز بقايا النظام كما يزعمون لتضليل السذج من أتباعهم تارة أخرى في إطار مخطط يستهدف المبادرة الخليجية عبر تفجير الوضع عسكرياً في تعز أو أرحب أو الحصبة أو نهم، واتهام الحرس الجمهوري في محاولة لتضليل الرأي العام الخارجي، وخلق شكوك لدى بقايا المتأثرين بالحملة الإعلامية التي تقودها حركة الاخوان المسلمين في العالم ضد اليمن وإيهامهم أن الرئيس علي عبدالله صالح يسعى لإفشال تنفيذ المبادرة الخليجية.
الأيام الماضية قامت قيادات المشترك وفي المقدمة حزب الإصلاح بلعب أدوار مختلفة بغية وأد المبادرة الخليجية، حيث أوكلت لمليشيات الإصلاح والفرقة وأولاد الأحمر مهمة استباحة مدينة تعز وسفك دماء أبنائها، وكذلك شن غزواتهم في الحصبة ونهم وأرحب، فيما تقوم قيادات أخرى بإصدار بيانات استفزازية وبلغة تهديد لا مسؤولة تحمل المؤتمر مسؤولية تلك الأحداث، وبالمقابل تقوم قيادات المليشيات بنشر المزيد من المسلحين في المدن، وفريق آخر يقوم بحملة نزول ميدانية لإصدار فتاوى تحرض على إسقاط النظام والمبادرة.. وآخرون يواصلون تعبئة المعتصمين على الثبات واستمرار قطع الطرقات وعدم مغادرة المدارس وجامعة صنعاء إلاّ بعد إعدام كل أعضاء المؤتمر، وزد على ذلك أن كتلة المشترك في مجلس النواب تخوض حتى الآن حرباً مسعورة ضد المبادرة وهناك من يقوم بحملة إعلامية شرسة لرفض التسوية السياسية وقد بلغت بهم الحماقة حد الإساءة لجهود جمال بن عمر، وكلها أعمال تستهدف وضع رأس المبادرة تحت رحمة فوهات بنادق أو مقاصل مليشيات المشترك..
وهنا يقف المؤتمر وحلفاؤه ومعه جماهير الشعب أمام تحدِّ صعب وهم يواجهون مؤامرة تزداد وحشية وتمدداً هنا وهناك.. وعلى الرغم من كل التنازلات التي قدمها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، إلاّ أن ذلك يقابله إصرار الإصلاح على جر البلاد إلى العنف..
وفي اطار هذا التصعيد نجد أن تصريحات السيد جمال بن عمر المشددة على ضرورة الالتزام بتنفيذ المبادرة قد قوبلت بسخرية من قبل عبدالله صعتر الذي أعلن الحرب على الجميع في خطبته بالستين.. وكان قبله صادق الأحمر قد رد بتحدٍ على الدول الراعية للمبادرة أنه قرر أن يحمي ساحات المعتصمين بعد ثاني اجتماع للجنة الشؤون العسكرية..
> إن نشوة الفرح بتشكيل حكومة الوفاق الوطني ووضع خارطة الطريق لرفع المظاهر المسلحة.. لا تطمئن في ظل استمرار مهادنة أهم الأطراف المتسببة في الأزمة..
وإذا كان الرئيس علي عبدالله صالح قد قَبِل بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة حرصاً منه على المصلحة الوطنية وأمن واستقرار المنطقة.. فإن عدم الضغط على الأطراف الأخرى بالتأكيد سيقود المبادرة إلى الفشل..
وستذهب جهود السفراء والأشقاء والأصدقاء أدراج الرياح لأنهم جعلوا بنود تنفيذ آلية المبادرة اختيارية أمام أولاد الأحمر وعلي محسن.. والمتفائلون برفع التراب عليهم أن ينظروا إلى فوهات البنادق في نوافذ البيوت والفنادق..