محمد علي سعد - < وافق مجلس النواب الاسبوع الماضي على منح الثقة لبرنامج الحكومة وانه قد سال الكثير من الحبر منذ ان تشكلت حكومة الوفاق الوطني برئاسة الاستاذ محمد سالم باسندوة، والمواضيع على كثرها والتي نُشرت في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية ودبَّجها اصحابها بمئات النصائح لوزراء حكومة الوفاق وبضرورة ان يعملوا بروح الفريق الواحد.. وفي موضوعنا هذا لن نكرر ما كتبه الزملاء وسنحاول جاهدين ان نتحدث لحكومة الوفاق الوطني من منطلق آخر نجده مهماً وضرورياً وملحاً.
ففي البدء لابد أن نتذكر أن الازمة التي مرت بها البلاد طيلة الأحد عشر شهراً الماضية وألقت بظلالها ومعاناتها وآلامها وأوجاعها على كل مواطن يمني دونما استثناء كان سببها ومسببها هما طرفا حكومة الوفاق وتحديداً المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني من جهة وأحزاب المشترك من جهة أخرى، فالطرفان الحاكمان اليوم هم طرفا الأزمة بالأمس ولكن بنسب متفاوتة، وعليه فإن الفرصة أمام حكومة الوفاق سانحة اليوم لتقديم اعتذار عملي للشعب يكفّرون به عما تسببوا به من معاناة للوطن ومواطنيه جراء الأزمة السياسية والتي توسعت وتشعبت لتشمل كل مناحي الحياة، والفرصة السانحة امام حكومة الوفاق لتقديم اعتذار عملي للشعب من خلال جملة من الواجبات اللازم القيام بها ونوجزها بالتالي:
- أولاً: على وزراء حكومة الوفاق ان يتذكروا دائماً أن الأزمة التي نشأت في البلاد وأكلت الاخضر واليابس وعانى منها القاصي والداني كانوا هم من سببها «المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف من جهة، واحزاب المشترك من جهة أخرى، وتذكُّرهم انهم سبب الازمة لابد وان يكون حافزاً وطنياً يسعون من خلاله إلى العمل الجاد بروح الفريق الواحد لإصلاح ما أفسدته سياساتهم.
- ثانياً: على حكومة الوفاق الوطني أن تدرك أن البلاد بأوضاعها الحالية وأزمتها الخانقة لا تحتمل لا مناكفات ولا عناداً ولا وقيعة ولا مزيداً من التخوين وزرع الثغرات أو ممارسة سياسة رمي الكرة في ملعب الآخر لغرض إعجازه أو فشله، فكلهم مسؤولون أمام الشعب واي إخفاقات أو نجاحات ستحسب لهم جميعاً.
- ثالثاً: نرى أن أمام حكومة الوفاق فرصة أخرى سانحة وهي فرصة التنافس الوطني الشريف بين وزراء المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك ليقدموا أفضل ما لديهم خدمة للقضايا والمصالح العليا للوطن ومواطنيه.. عليهم أن يتنافسوا وطنياً وحزبياً وسياسياً من أجل تقديم كل ما يمكن تقديمه لصالح المواطن اليمني الصبور والطيب والمسالم.
أخيراً نكرر بأن الكثير من الحبر قد سال في الحديث عن الحكومة وما لها وما عليها.. وأن الأوان قد آن لبدء العمل الحقيقي وبدء الوحدة الوطنية للوزراء والحزبية والسياسية وتغليب مصلحة الوطن على ما عداها، فالوطن للجميع، والجميع ينتظرون من الحكومة الشيء الكثير.
كلمة المواطن
المواطن لو نجح في أداء واجباته واحترم التزاماته وترك الفوضى وجرَّم الاعتداء على ممتلكات الآخرين (خاصة، عامة، ممتلكات حكومية) ليساعد إلى حد كبير في الجهود القائمة من قبل الحكومة الرافضة لسياسة الفيد وتشجيع السرقة تحت حجة البطالة.. الخ.
لو المواطن سأل ولده من أين لك هذا لأراح واستراح لأن جزءاً أساسياً من مشاكل الفوضى القائمة أسبابها تشجيع الآباء لأولادهم الذين يسدون الشوارع وينهبون الممتلكات.. الخ.
الحكومة حتى تنجح لابد من أن يقف المواطن الى جانبها.. لأننا ما سمعنا عن حكومة نجحت وشعبها يعمل بعكس اتجاهها.. والله من وراء القصد..
للتأمل
الفوضى أهم أسباب سقوط الأنظمة والثورات معاً
|