إقبال علي عبدالله -
بعد نحو أربعين يوماً على توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة من قبل الاطراف السياسية يظل السؤال مشروعاً حول المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني في البلاد؟! وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بتنفيذ المبادرة ونص القرار الدولي رقم (2014) بشأن مساعدة بلادنا للخروج من الأزمة التي كادت تداعياتها الخطيرة المتصاعدة أن تأكل الأخضر واليابس.. كيف تسير خطوات التنفيذ من قبل الاطراف الموقعة؟!
وجب الاشارة إلى أن المبادرة وآليتها التنفيذية وقعت في العاصمة السعودية- الرياض- تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وبحضور خليجي ممثلاً بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي إلى جانب سفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة، مما يعني أن مراسم التوقيع شهدت حضوراً خليجياً وأوروبياً وأمريكياً، الأمر الذي شكل ضمانة للمبادرة ومتابعة سير تنفيذها ومراقبة من يحاول التهرب من التزاماته في التنفيذ.. هذه الاشارة تشكل جزءاً أساسياً من الاجابة على السؤال الذي يتردد اليوم في اذهان الجميع.
المتابع للمشهد في اليمن منذ التوقيع على المبادرة وآليتها التنفيذية سيخلص إلى حقيقة أن المبادرة كشفت الوجه الحقيقي لأحزاب المشترك وما قامت به من افتعال الأزمة بهدف ليس فقط الانقلاب على الشرعية والاستيلاء على السلطة بل تنفيذ مخطط خارجي لتمزيق الوطن وتدمير منجزاته وشق الوحدة الوطنية..
كما أن المبادرة التي كان عدد من قيادات المشترك وفي مقدمتهم حزب الإصلاح وشركاؤه من عناصر ما يسمى تنظيم «القاعدة» الإرهابي يراهنون أن المؤتمر الشعبي العام لن يوقع المبادرة.. فجاء توقيع المؤتمر ورئيسه فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح- حفظه الله ورعاه- ليربك قادة المشترك ومخططاتهم الانقلابية..
ولعله من المفيد ذكره أن المؤتمر الشعبي ومنذ اليوم الأول للتوقيع التزم في تنفيذ آليتها ومنها ايقاف المسيرات والمظاهرات المؤيدة للشرعية وذلك بهدف التهدئة وتوفير الأجواء والمناخات المناسبة للجميع في تنفيذ ما نصت عليه المبادرة وعودة الأمن والاستقرار للوطن ورفع المعاناة عن كاهل المواطنين الناتجة عن الأزمة وتداعياتها..
لقد قال فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في مراسم توقيع المبادرة «إن المهم اليوم ليس التوقيع بل حسن النوايا في التنفيذ»..
ودلت الأيام الأربعين السابقة صحة رؤية فخامة الرئيس، حيث وهذا ما لمسه الجميع وحتى الأشقاء والأصدقاء أن المشترك مازال يلعب بالنار متوهمين أنها لن تحرقهم.. فاخراج المسيرات وتسييرها بين المحافظات وقطع الطرقات وخلق حالة الفوضى والارباك في العديد من المؤسسات والمرافق الحكومية، ناهيك أن بعض وزراء المشترك في حكومة الوفاق الوطني عملوا على استعداء وإقصاء الكوادر الوطنية إلى جانب دفع بلاطجته من الإصلاح إلى اقتحام عدد من مقرات المؤتمر الشعبي بهدف استفزازه، كما عمل المشترك على اخفاء مسؤوليته عن قتل الجنود ورجال الأمن، متناسين أن عليهم اليوم أن يكفوا عن اللعب بالنار قبل أن تحرقهم..
|