سمير النمر -
أيام قلائل تفصلنا- نحن اليمنيين المؤمنين بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية- للتوجه نحو صناديق الاقتراع في عموم محافظات الجمهورية للإدلاء بأصواتنا لانتخاب المشير عبدربه منصور هادي والمرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية ومرشح المؤتمر الشعبي العام وأحزاب التحالف الوطني بالدرجة الأولى.. ليشكل هذا اليوم إضافة نوعية لسجل النهج الديمقراطي الذي يعد إفرازاً حقيقياً لمشروع الوحدة اليمنية التي ارتبطت بالنهج الديمقراطي والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة الذي أرسى مداميكها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام وكل القوى الوطنية الحية التي آمنت بهذا النهج وسلكته ليأتي هذا اليوم ليعبر عن انتصار الديمقراطية والشرعية الدستورية والوحدة اليمنية.. وهزيمة المشروع الانقلابي والتدميري للقوى الظلامية والانتهازية والرجعية التي أرادت ان تنقلب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي من أجل تحقيق أهدافها الظلامية الرجعية التي تسعى الى طمس كل نضالات الشعب اليمني ومكتسباته ومحوها من ذاكرة الاجيال بالتستر تحت غطاءات ظاهرها المدنية وباطنها القاعدة ومشروع الخلافة المزعومة للاخوان وشركائهم في تنطيم القاعدة، لأن الهدف من مشروعهم هو الانقلاب على ثورة 26سبتمبر و14اكتوبر و22 مايو 90م وعلى النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وكل المكتسبات التي تحققت لليمنيين منذ بزوغ فجر ثورة 26سبتمبر 1962م والتي تعد الثورة الحقيقية للشعب اليمني والتي كان من أهم أهدافها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وترسيخ النهج الديمقراطي، فكان إعادة تحقيقها في عام 1990م انتصاراً لقيم وأهداف ثورة سبتمبر واكتوبر ووفاء لدماء الشهداء، وكان لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الدور الأكبر في تحقيق أهدافها بما فيها تحقيق الوحدة والديمقراطية وسيكتب اسمه في سجل التاريخ بأحرف من نور.
ولهذا فإن صمود أبناء الشعب وأنصار الشرعية الدستورية أمام هذا المشروع الانقلابي لأكثر من عام لم يأتِ من فراغ وإنما كان انطلاقاً من قيم ومبادئ وطنية للدفاع عن ثورة سبتمبر واكتوبر والحفاظ على مكتسباتها كالوحدة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، ضاربين أروع الأمثلة في التضحية والفداء حتى جعلت العالم يؤمن بقضيتهم التي يدافعون عنها فاستطاعوا أن يحبطوا المخطط الانقلابي على الديمقراطية والحرية والوحدة من خلال الحل السياسي للخروج من الأزمة المتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والتي كانت بمثابة انتصار حقيقي لأنصار الشرعية الدستورية والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع.
ومن هنا فإن يوم 21 فبراير يعتبر يوماً استثنائياً في تاريخ اليمن لأن مثل هذا اليوم لم يحدث من قبل لما يجسده من انتصار حقيقي لمبدأ التداول السلمي للسلطة بطريقة ديمقراطية بعد أن كانت الانقلابات والاغتيالات هي الوسيلة الوحيدة التي يتم من خلالها اغتصاب السلطة.. وسيسجل التاريخ هذا اليوم بأحرف من نور في سفر اليمن الواحد والذي أتى كثمرة من ثمار الديمقراطية التي انتهجها الشعب اليمني وتجسيداً حقيقياً لأهداف ثورة سبتمبر واكتوبر و22 مايو التي أرادوا أن ينقلبوا عليها بصور متعددة.
ولاشك فإن قيام وزير الاعلام العمراني بحذف أهداف ثورة سبتمبر وإضاءة الرئيس من صحيفة «الثورة» يؤكد أن هناك عملاً ممنهجاً حقيقياً للانقلاب على الثورة الأم سبتمبر واكتوبر.. والنظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية، هذا العمل الاجرامي الذي قام به العمراني دليل واضح على استهتارهم واستهدافهم للنظام الجمهوري ولدماء الشهداء ومناضلي الثورة اليمنية 26سبتمبر و14اكتوبر الخالدة.
إن يوم 21 فبراير يعد نصراً لأنصار الشرعية الدستورية والمؤتمر الشعبي العام، وهزيمة ساحقة للمشروع الانقلابي الارهابي الطالباني الذي يسعى وبكل قوة الى طمس وتدمير كل شيء جميل في هذا الوطن الغالي.
ومن هنا فإنني أدعو أعضاء المؤتمر الشعبي العام وأنصارهم وكل المؤمنين بقيم الديمقراطية والمخلصين لأهداف ثورة 26سبتمبر و14 أكتوبر إلى التفاعل الجاد والصادق من أجل انجاح هذا العرس الديمقراطي بالتوجه الى صناديق الاقتراع وتذليل كل الصعاب لنجاح هذا الحدث الديمقراطي المهم في تاريخ اليمن، وأن نكون السباقين في ذلك وإلا يعول على الآخرين كما أكد ذلك فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية، ليكون هذا اليوم بمثابة نقطة مضيئة في تاريخ اليمن تقتبس منه الاجيال القادمة قناديل ضوء تبدد ظلمة عشاق الكهوف المعتمة الذين يريدون أن يطفئوا كل وهج للنور ينير دروب الأجيال القادمة المتطلعة الى آفاق مستقبل مشرق ليظلوا ينسجون من خيوط الظلام أستاراً وجلابيب يغطون بها كل ضوء يحاول أن يولد في ليل عتمتهم.