توفيق الشرعبي -
الحكمة اليمانية تتجسّد في أزهى وأبهى تجلياتها.. اليمنيون يتحركون باتجاه واحد يؤدي إلى وطن واحد آمن مستقر لاتشوبه التناقضات ولا تعتوره المزاجية أو المصالح الذاتية ولا تتجاذبه الرغبات والأهواء.. وطن لا تتحكم به الأحزاب ولا تحكمه التقارير ولا تتقاذفه السياسات ولا تنتقصه الولاءات.. ولا تفسده الوصايات..
اليمنيون يستضيفون التاريخ ويجمّلون العصر الحديث، ويقولون للعالم نحن هنا موجودون.. الكل يعمل، الكل يبذل، الكل يتأهب.. الكل يحث.. كلهم جاهزون.. كلهم ينظرون إلى المجد.. أعينهم صوب الساعة الحاسمة واليوم الموعود.. كلهم ينتظرون الثلاثاء 21 فبراير فقد أفسحوا مجالاً لإرادتهم أن تتحكم بالتاريخ وتسطر أنقى نماذج الإنسانية وأرقى التجسيدات الحضارية، في صفحاته الطاهرة.. لا وقت لدى اليمنيين أن يستمعوا للمرجفين.. للغوغائيين، للعملاء- للمرتزقة، لتجار الحروب، للأشباح.. لا وقت لدى اليمنيين أن ينصتوا للأصوات النشاز وأبواق الابتزاز.. جميعهم مشغولون بوطن أنهكته الخلافات.. جميعهم يتداركون وطناً على حافة الانهيار..
كل اليمنيين يتزاحمون على المجد ويتنافسون على العلا من أكبرهم إلى أصغرهم نساءً ورجالاً.. يتناقلون شعاراً واحداً «معاً نبني اليمن الجديد» ويتداولون صور الزعيم القادم من عمق الوحدة المشير عبدربه منصور هادي، ولسان حالهم يقول: «كلما ولَّى عن الساحة فيك عظيم شهدت منا عظيماً خلفه نمضي ولا خلف لنا».